علقت صحيفة “واشنطن بوست” على الضجيج الذي أثير حول إمكانية إجراء محادثات أمريكية – إيرانية، قائلة إن وراء الأكمة ما وراءها، وأضافت أن المحاولة الفرنسية للدفع بمحادثات بين الولايات المتحدة وإيران كانت موضوع الساعة في قمة الدول السبع الكبار، مع أنها لم تكن محاولة جادة كما بدت. فرغم موافقة الرئيس دونالد ترامب مع نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون على أن محادثات مع الرئيس الإيراني حسن روحاني قد تحدث في أسابيع، إلا أن وزير الخارجية الإيراني استبعد الفكرة وقال بأنها ليست عملية.
وأضافت أن الصخب حول إمكانية المحادثات بين البلدين العدويين أخفى وراءه تصعيدا آخر في التوتر المتعلق بدور إيران في الشرق الأوسط، تقوده هذه المرة إسرائيل التي زادت من غاراتها الجوية منذ تموز/يوليو، واستهدفت أرصدة إيرانية وجماعات موالية لها في سوريا والعراق، والنتائج قد تكون خطيرة على القوات الأمريكية المنتشرة في المنطقة.
وقال المسؤولون الأمريكيون إن الغارات التي استهدفت مخازن أسلحة شمال العاصمة العراقية بغداد نفذتها إسرائيل، التي قامت بمئات الغارات الجوية على سوريا ولكنها لم تستهدف العراق منذ عام 1981 عندما ضربت المفاعل النووي العراقي تحت الإنشاء.
ويعتقد أن الغارات الأخيرة على مخازن أسلحة تابعة لجماعات موالية لإيران هي من عمل إسرائيل. وقالت الصحيفة إن طائرات إسرائيلية مسيرة هاجمت قافلة لميليشيا شيعية غربي العراق وقتلت قائدا بارزا. وقبل ذلك بليلتين، قتلت مقاتلين من حزب الله في سوريا وأرسلت طائرتين مسيرتين إلى لبنان، انفجرت إحداهما في مركز إعلامي تابع لحزب الله. ولم يعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو المسؤولية إلا عن الهجوم ضد سوريا الذي قال إنه كان عملية وقائية لمنع إطلاق طائرات إيرانية مسيرة إلى إسرائيل.
وتعلق الصحيفة بأن إسرائيل تتمتع بحق الدفاع عن نفسها ولا اعتراض على غاراتها ضد سوريا التي قالت إنها دولة فوضى تقوم فيها إيران مع حلفائها بالتصرف من دون خوف من الملاحقة، إلا أن الصحيفة قلقة من توسيع العملية الإسرائيلية التي اتسمت بالسرية إلى العراق بشكل يعرض المصالح الأمريكية هناك للخطر.
هناك خمسة آلاف جندي في العراق وقد يصبحون أهدافا لعمليات انتقامية من الجماعات الشيعية. وفي الوقت نفسه، تعرض الحكومة العراقية الموالية للولايات المتحدة للخطر، خصوصا أن الجماعات الموالية لإيران تسيطر على كتل كبيرة في البرلمان، وهي التي ردت بغضب يوم الأحد واتهمت إسرائيل والولايات المتحدة بتنفيذ الهجمات وطالبت بإجلاء القوات الأمريكية من العراق.
وكان موقف البنتاغون بارزا في نفيه أي علاقة بالهجوم على القافلة الشيعية أو مخازن الأسلحة، وأكدت شجبها “أفعال أي لاعبين خارجيين تحرض على العنف في العراق”، وهذا يشمل الغارات الإسرائيلية على العراق. في الوقت نفسه، عمل وزير الخارجية مايك بومبيو على منع تصعيد بين لبنان وإسرائيل. وقدم بومبيو -حسب تقارير لبنانية- تأكيدات لحكومة لبنان أن إسرائيل لا تريد خرق الاتفاق الفعلي بمنع الاعتداء المتبادل منذ عام 2006.
وتعلق الصحيفة أن نتنياهو يواجه انتخابات صعبة، وهو معارض متشدد لأي تقارب أمريكي – إيراني. وربما وجد في الفترة الحالية فرصة للتصعيد مع إيران، و”ربما اعتقد أن ترامب لن يعارض التصعيد حتى لو أدى للإضرار بالمصالح الأمريكية في العراق وزاد من فرص اندلاع حرب شاملة. وفي النقطة الثانية يبدو أنه مصيب، للأسف”.
القدس العربي