عدن – أحكمت قوات الحزام الأمني والمقاومة الجنوبية التابعة للمجلس الانتقالي الجنوبي سيطرتها على المدن الرئيسية في محافظة أبين (شرق عدن)، مثل زنجبار وجعار وخنفر وباتيس، بالتوازي مع عملية تطهير لخلايا الإخوان والجماعات المسلحة في محافظتي عدن ولحج التي شهدت اشتباكات محدودة إثر محاولات وحدات عسكرية تابعة للشرعية وخلايا حزب الإصلاح افتعال مواجهات تظهر سيطرة الشرعية على عدن.
في وقت توقعت مصادر سياسية مطلعة أن تشهد الساعات القادمة تدخلا للتحالف العربي لوقف المواجهات العسكرية، وحث الأطراف على الانخراط في حوار جاد وحقيقي في جدة السعودية لتجاوز أسباب الخلاف التي تسبب الصراع في تعميقها.
وتمكنت قوات المجلس الانتقالي من دفع القوات الحكومية ومسلحي حزب الإصلاح إلى مسافات بعيدة خارج عدن، امتدت من منطقة العلم (12 كم شرقي عدن) وصولا إلى مدينة زنجبار التي غادرتها قوات الشرعية صوب محافظة شبوة، بعد وصول قوات الانتقالي إليها.
وأظهرت صور حديثة رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي عيدروس الزبيدي ونائبه هاني بن بريك وهما يتجولان في شوارع عدن، بعد إعلان قيادة قوات الدعم والإسناد والأحزمة الأمنية عن انتهاء العمليات العسكرية في عدن ولحج والقضاء على أعمال الفوضى وتأكيدها على أنها تعمل على تطهير محافظة أبين من التنظيمات الإرهابية وفرض النظام والقانون.
وشهدت الساعات الماضية وصول تعزيزات وصفت بالهائلة للانتقالي من محافظتي لحج والضالع إلى عدن، كما أكدت مصادر ميدانية لـ”العرب” انضمام قوات اللواء الثالث دعم وإسناد بقيادة نبيل المشوشي إلى ساحة العمليات بعد وصولها مباشرة إلى عدن لمساندة قوات المجلس الانتقالي قادمة من جبهة الساحل الغربي حيث كانت تساند قوات ألوية العمالقة.
واتهمت الحكومة اليمنية في بيان لها، طيران دولة الإمارات العامل ضمن التحالف العربي بقصف مواقع وأرتال للجيش اليمني في منطقة “دوفس” الواقعة بين عدن وزنجبار (مركز محافظة أبين) كانت في طريقها لمنطقة العلم على مشارف عدن، الأمر الذي أوقع خسائر مادية وبشرية بحسب بيانين صادرين عن وزارتي الخارجية والدفاع في الحكومة الشرعية.
ولم يعلق التحالف العربي أو دولة الإمارات -حتى كتابة هذا التقرير- رسميا على الاتهامات التي وجهتها الحكومة الشرعية بقصف الجيش الوطني، غير أن وسائل إعلام غير رسمية وقيادات في المجلس الانتقالي الجنوبي شككت في الخبر واعتبرته محاولة من الحكومة للتغطية على فشلها العسكري في اجتياح عدن.
ونفى نزار هيثم الناطق باسم المجلس الانتقالي الجنوبي في اليمن، الخميس، استهداف الطيران الإماراتي لقوات الجيش التابعة للحكومة الشرعية في مدينة عدن، جنوبي اليمن.
وقال هيثم إن الطيران التابع للتحالف استهدف “قوات إرهابية أتت من خارج الجنوب انضوت تحت مظلة الشرعية، ولم يستهدف قوات الجيش أو المدنيين كما تدعي الحكومة التي تحاول التحريض على الإمارات”.
واعتبر هيثم أن ما تنشره الحكومة من انتصارات في عدن هي “انتصارات زائفة ومحاولات بائسة منها”، مؤكدا أن قوات الانتقالي لا تزال مسيطرة على مدينة عدن.
وتابع الناطق الرسمي للانتقالي “انتصارات الحكومة في عدن كانت فقط عبر تغريدات على تويتر، مجرد خديعة كبرى، فهي حكومة لا تؤتمن”. وأوضح أن قوات المجلس أفشلت كل التحركات “الإرهابية”، مضيفا “عدن آمنة والآن ستكون المعركة الكبرى لاستكمال تحرير الجنوب”.
وأكد أن المجلس الانتقالي التزم بدعوات السعودية السابقة إلى وقف إطلاق النار والتهدئة، متهما الطرف الآخر (الحكومة الشرعية) بعدم الالتزام. وأردف بالقول “التزمنا بالذهاب للحوار كطرف وحيد والطرف الآخر تعنت عن الحضور ورفض الجلوس مع قيادة المجلس وأجج الوضع إعلاميا وعبر دعم مطلق من ميليشيات إرهابية أتت من مدينة مأرب”، في إشارة إلى قوات الجيش الوطني.
وأشار هيثم إلى أن الحكومة مطالبة بأن توضح للتحالف مدى التزامها بأهدافه التي أتى من أجلها، وهي مواجهة ميليشيات الحوثي.
وفي ردود الفعل الدولية على الأحداث التي يشهدها جنوب اليمن، عبر بيان رئاسي صادر عن مجلس الأمن الدولي، الخميس، عن قلق المجلس العميق إزاء تصاعد العنف والخسائر الأخيرة في الأرواح والإصابات في عدن ومختلف المناطق التي تشهد توترا في اليمن. ودعا المجلس “جميع الأطراف إلى الوفاء بالتزاماتها بموجب القانون الإنساني الدولي، بما في ذلك ما يتعلق بضمان حماية المدنيين”.
وأشار البيان الصادر عن مجلس الأمن إلى القلق الدولي “إزاء التطورات الأخيرة في جنوب اليمن، بما في ذلك المحاولة العنيفة للاستيلاء على مؤسسات الدولة”. داعيا “جميع الأطراف المعنية إلى ضبط النفس والحفاظ على وحدة أراضي اليمن”.
كما رحب المجلس “بالجهود التي تبذلها المملكة العربية السعودية لعقد حوار في جدة لحل هذه الأزمة”، مؤكدا تأييده التام لهذه الجهود التي دعا “جميع الأطراف إلى المشاركة البناءة في اتخاذ الجهود الكفيلة بإنجاحها”.
وجاء بيان مجلس الأمن الذي أكد على مبدأ الحوار في وقف المواجهات بين قوات المجلس الانتقالي الجنوبي والحكومة اليمنية، في أعقاب لقاء ضم وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو بنائب وزير الدفاع السعودي الأمير خالد بن سلمان في واشنطن، الأربعاء.
ووفقا للمتحدثة باسم الخارجية الأميركية، مورغان أورتاغوس، فقد تمحور اللقاء حول الملف اليمني، مشيرة إلى تأكيد واشنطن عبر وزير خارجيتها على دعم الولايات المتحدة لقرار تفاوضي بين حكومة الجمهورية اليمنية والمجلس الانتقالي الجنوبي، وشكر المملكة العربية السعودية على جهودها للتوسط في النزاع.
العرب