إسطنبول ـ استقال وزيرا العدل والداخلية السابقان في حكومة رجب طيب إردوغان، سعدالدين أرجين وبشير أطالاي، من حزب العدالة والتنمية الحاكم.
وذكرت وسائل الإعلام التركية الخميس أن أرجين، وزير العدل الأسبق، أرسل استقالته إلى المركز العام لحزب العدالة والتنمية، ليلحق بنائب رئيس الوزراء وزير الاقتصاد والخارجية الأسبق علي باباجان، الذي أعلن استقالته في 8 من يوليو الماضي، تمهيداً لتأسيس حزب جديد، يدعمه الرئيس السابق عبد الله غول.
وأكد أرجين استقالته من الحزب الحاكم، وتبعه إعلان وزير الداخلية الأسبق بشير أطالاي استقالته، ومن المتوقع أن يشغل أرجين منصباً في حزب علي باباجان الجديد.
وبحسب صحيفة “يني تشاغ”، فإن وزراء سابقين بحزب العدالة والتنمية قرروا اللحاق بأرجين، والاستقالة أيضاً من الحزب من أجل الانضمام إلى حزب جديد، مبرزةً أن أرجين كان التقى قبل استقالته وزراء الداخلية والتعليم والتجارة السابقين بشير أطالاي وحسين تشليك ونهاد أرجون، كلاً على حدة، ما يشير إلى محاولة إقناعهم بالاستقالة من الحزب الحاكم.
يأتي ذلك فيما تحدثت تقارير إخبارية في وسائل الإعلام التركية، مؤخراً، عن تأسيس رئيس وزراء تركيا السابق أحمد داود أوغلو مقراً لحزب جديد في العاصمة التركية أنقرة.
وقالت وسائل إعلام تركية معارضة إن داود أوغلو، جدد هجومه ضد سياسات حزب “العدالة والتنمية” الحاكم، والرئيس أردوغان.
وذكرت مصادر سياسية تركية أن الرئيس رجب طيب أردوغان لن يغفر لداود أوغلو والملتفين حوله انفصالهم وتأسيس حزب جديد، حيث وصمهم سابقا بالخيانة.
وقال داود أوغلو، في تصريحات صحافية، إن كثيرين سيخجلون من النظر في وجوه الناس، إذا فتحت دفاتر مكافحة الإرهاب، في إشارة إلى مسؤولين أتراك كبار ربما تورطوا في دعم الإرهاب.
وأضاف أن الفترة من الأول من يونيو حتى الأول من نوفمبر من عام 2015، تعد أخطر وأصعب الفترات السياسية في تاريخ تركيا، في إشارة إلى الفترة التي أطلقت خلالها حكومة “العدالة والتنمية”، اتهامات بالإرهاب ضد أعضاء حزب “الشعوب الديمقراطي”.
وبدأ العديد من الأكاديميين دراسات حول سياسات حزب العدالة والتنمية والأحزاب السياسية الأخرى، والتي ستوفر بيانات مهمة لتشكيل الخط السياسي للحزب الجديد. بالإضافة إلى ذلك، من المتوقع أن ينضم عدد من البيروقراطيين الاقتصاديين الذين يتطلعون للمشاركة في إصلاح المشكلات الاقتصادية في تركيا إلى جانب باباجان.
وسرت عدوى الاستقالات في قطاعات أخرى من ذلك الجيش التركي، وذكرت صحيفة جمهوريت المُعارضة، الأحد، أنّ خمسة جنرالات من الجيش التركي قدّموا منذ أيام استقالاتهم عقب اجتماع للمجلس العسكري الأعلى الشهر الحالي.
وقد رفعت رفعت استقالة الجنرالات من درجة الاستياء المتصاعدة داخل الجيش التركي من استحواذ الرئيس رجب طيب أردوغان على جميع مفاصله وجعله مؤسسة مرتبطة بالرئاسة، في وقت ارتفع فيه مستوى القلق الذي ينتاب حزب العدالة والتنمية الذي يترأسه أردوغان منذ الإخفاق الذي مني به في الانتخابات البلدية الأخيرة.
واعتبرت صحيفة جمهوريت أن بعض الاستقالات قدّمت ردّا على قرارات المجلس التي وصفها ضباط متقاعدون بأنها محاولة لتقليص حجم الجيش.
ويلفت مراقبون إلى أن احتمال تطوّر حالات الانشقاق داخل المؤسسة العسكرية بات محتملا، وهو خطير إذا ما التحق بالانشقاقات التي قامت بها قيادات تعتبر تاريخية داخل حزب العدالة والتنمية.
ويضيف هؤلاء أن الانشقاقات العسكرية قد تنهل من أجواء الانشقاقات السياسية التي نشأت عن قيام رئيس الوزراء أحمد داود أوغلو ورئيس الجمهورية السابق عبدالله غول ووزير المالية السابق على باباجان وقيادات أخرى بتحدي أردوغان والانفصال عنه والعمل على تشكيل بديل سياسي منافس لحزب العدالة والتنمية.
العرب