سيطرت قوات النظام السوري بإسناد روسي على المزيد من الأراضي في ريف إدلب (شمال غربي سوريا)، ونشرت المزيد من وحدات النخبة التابعة لها إلى جانب فصائل مسلحة موالية لإيران استعدادا لهجوم جديد يستهدف السيطرة على منطقة إستراتيجية أخرى.
وقالت مصادر من المعارضة السورية المسلحة وسكان إن قوات النظام سيطرت أمس الخميس على بلدات وقرى بريف إدلب الجنوبي، بينها بلدتا التمانعة والخوين، وذلك تحت غطاء من القصف الجوي المكثف.
وأكد معارضون أن النظام السوري وروسيا يمهدان من خلال الغارات الجوية المكثفة، التي أوقعت خلال 48 ساعة نحو ثلاثين قتيلا من المدنيين، لهجوم يستهدف السيطرة على مدينة معرة النعمان التي تقع على الطريق الذي يربط دمشق بحلب ويمر عبر ريف إدلب.
وكانت قوات النظام السوري سيطرت قبل أيام بدعم من الطيران الروسي على مدينة خان شيخون الإستراتيجية التي تقع على الطريق نفسه بعد قصف مكثف باستخدام الصواريخ الفراغية المدمرة والبراميل المتفجرة.
كما سيطرت تلك القوات مدعومة بحزب الله اللبناني ومجموعات إيرانية على بلدات كانت خاضعة للمعارضة المسلحة بريف حماة الشمالي.
ونقلت وكالة رويترز عن مصادر في المعارضة السورية المسلحة أن مئات الجنود من الحرس الجمهوري، بقيادة ماهر الأسد، ومسلحين من حزب الله اللبناني انتشروا على خطوط القتال جنوب إدلب.
كما نقلت الوكالة عن قائد فصيل جيش العزة، العقيد مصطفى بكور، أن هناك تعزيزات يومية من الفصائل الإيرانية ووحدات النخبة من الحرس الجمهوري، ومن الفرقة المدرعة الرابعة التي يقودها أيضا ماهر الأسد.
وأضاف بكور أن الروس باتوا يعتمدون على الإيرانيين ووحدات النخبة في هذه الحملة كبديل عما يسمى بقوات النمر التي كانت توفر سابقا معظم القوات البرية.
وذكرت رويترز أيضا -استنادا إلى مصادر في أجهزة مخابرات غربية- أن التقدم الذي حققته قوات النظام السوري مؤخرا في ريف إدلب الجنوبي وريف حماة الشمالي كان بفضل الاعتماد على قوات النخبة والإيرانيين.
قتل ونزوح
ميدانيا، أفاد الدفاع المدني في إدلب بمقتل سبعة أشخاص، بينهم طفل وثلاث نساء، أمس الخميس في غارات للنظام وروسيا على بلدتي معرشمشة والتح بالريف الجنوبي للمحافظة.
تشغيل الفيديو
وسجل الدفاع المدني أمس 35 غارة، 20 منها استهدفت بلدة التمانعة، مشيرا إلى أن طائرات النظام السوري والطائرات الروسية تناوبت على تنفيذ تلك الغارات.
وكانت غارات سابقة على مدينة معرة النعمان أسفرت عن مقتل 13 مدنيا جلهم من الأطفال والنساء وإصابة العشرات.
وقد وثقت منظمة “منسقو الاستجابة” نزوح 1474 عائلة من ريف إدلب الجنوبي إلى مناطق قرب الحدود السورية التركية خلال الساعات الـ24 الماضية.
وقالت المنظمة إن معظم الهاربين من قصف النظام السوري وروسيا أصبحوا دون مأوى، وإن حركة النزوح تجددت بعد قصف منطقة معرة النعمان بشكل كثيف في اليومين الماضيين.
وفي نيويورك، عقد مجلس الأمن الدولي أمس الخميس جلسة خصّصت لاستعراض تقارير حول الوضع الإنساني في سوريا ضمن مناقشات عن مشروع قرار تقدمت به الكويت وألمانيا وبلجيكا، يطالب بوقف لإطلاق النار وحماية المدنيين والطواقم الطبية في إدلب.
وخلال الجلسة، دعا المبعوث الدولي الخاص إلى سوريا غير بيدرسون إلى دعم المجتمع الدولي لحل سياسي عاجل في إدلب، مشيرا إلى ما سماه الخطر الداهم على ثلاثة ملايين من سكان المنطقة.
وكانت الأمم المتحدة عبرت الأربعاء عن قلقها حيال الهجمات التي يشنها النظام السوريا وروسيا على إدلب ومناطق مجاورة منذ نهاية أبريل/نيسان الماضي، مشيرة إلى أنها أسفرت عن مقتل 550 مدنيا وتشريد 400 ألف آخرين، فضلا عن تسوية عشرات البلدات والقرى بالأرض.
المصدر : الجزيرة + وكالات