على وقع الاعتداء الإسرائيلي ثلاثي الأبعاد على “حزب الله” الأسبوع الجاري، تتجه الأنظار نحو ردٍ متوقع وربما “حتمي” كما يقول خبراء، من قبل الحزب، لا سيما بعد توعد أمينه العام حسن نصر الله إسرائيل بأن اعتداءاتها “لن تمر”.
ويشهد لبنان توترات أمنية متصاعدة مع سقوط طائرتين مسيرتين في الضاحية الجنوبية معقل “حزب الله” فجر الأحد، وانفجار إحداهما.
وتزامن الخرق مع استهداف إسرائيل لمركز عسكري تابع لـ “حزب الله” في بلدة عقربة جنوب العاصمة السورية دمشق ما أودى بحياة عنصرين من الحزب.
وفجر الإثنين، دوت 3 انفجارات في مراكز عسكرية للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين (المدعومة من حزب الله) في منطقة قوسايا بقضاء زحلة في سلسلة جبال لبنان الشرقية.
ولم تعلن إسرائيل مسؤوليتها عن الاعتداء الأول بالضاحية والثالث بقوسايا، فيما يتهمها لبنان بالوقوف وراء الحادثين من خلال تصريحات كبار مسؤوليه.
إلا أن إسرائيل اعترفت بالهجوم في محيط دمشق، عبر بيان لجيشها ليل السبت الأحد، قال فيه إن “مقاتلات إسرائيلية أغارت على عدد من الأهداف الإرهابية في قرية عقربا جنوب شرق دمشق”.
وأضاف الجيش الإسرائيلي أنه أحبط عملية خطط لتنفيذها ”فيلق القدس” الإيراني ومليشيات شيعية (لم يسمها) ضد أهداف إسرائيلية من سوريا.
والإثنين، توعد نصر الله في كلمة عبر الشاشة أمام الآلاف من مناصريه، بأن قصف إسرائيل مركزا لحزبه في دمشق وسقوط طائرتين إسرائيليتين مسيرتين على معقل الحزب في بيروت لن يمر.
وتابع نصر الله “أقول لسكان الشمال ولكل سكان فلسطين المحتلة: لا تعيشوا أو تطمئنوا أو ترتاحوا”، مضيفاً “ما حصل ليلة أمس هجوم بطائرة مسيرة انتحارية على هدف في الضاحية الجنوبية لبيروت هو أول عمل عدواني وخرق لقواعد الاشتباك” منذ انتهاء حرب (يوليو)/تموز 2006.
“الرد بعد 11 سبتمبر”
وكثرت التحليلات حول رد “حزب الله” المتوقع، فعينٌ على كيفية الرد وأخرى على المكان والتوقيت وما قد يحدث بعد الرد.
في هذا السياق قال مصدر مقرب من “حزب الله” إن “الرد سيكون على مستوى الخروقات أو الاعتداءات الثلاثة، التي حاولت فيها إسرائيل أن تفرض أمراً واقعاً جديداً له علاقة بتغيير قواعد الاشتباك، وليس فقط اغتيال أو استهداف هدف ما أو منشأة معينة”.
وعن توقيت هذا الرد يقول المصدر ذاته “الأكيد أن هناك ضربة على وزن الاعتداء الحاصل لردع اسرائيل والحفاظ على قواعد الاشتباك في المرحلة السابقة، لكن من المرجّح أن تكون ما بعد إحياء ذكرى تغييب الإمام موسى الصدر في 31 أغسطس/آب الجاري، وذكرى العاشر من محرّم في 10 أو 11 سبتمبر/أيلول المقبل، منعاً لتعريض هذه الاحتفالات الشعبية للخطر تحسباً لرد الفعل الإسرائيلي”.
وأشار المصدر إلى أن “حزب الله استدعى كافة المقاتلين العسكريين منذ يوم الإثنين الفائت، ورفع وتيرة التأهب بنسبة تجاوزت الـ 90 % على كافة المحاور والجبهات”.
“رد حتمي”
بدوره أكد عضو كتلة الوفاء للمقاومة (كتلة حزب الله النيابية) الوليد سكرية أن “الرد حتمي من حزب الله على إسرائيل، لأن نصر الله وعد بالرد، ومصداقيته ومصداقية المقاومة تستوجب هذا الرد لردع إسرائيل”.
“ان الرد حتمي من حزب الله على إسرائيل، لأن نصر الله وعد بالرد، ومصداقيته ومصداقية المقاومة تستوجب هذا الرد لردع إسرائيل”
وتابع “الدولة اللبنانية منحت الغطاء للمقاومة في هذا الرد، ولذلك سيكون الرد بغطاء رسمي، وعلى الأغلب على حدود 48، أي الأرض الممتدة من الناقورة الى شبعا والغجر والحدود الجنوبية اللبنانية المواجهة للجليل (أرض لبنانية تعتبرها لبنان محتلة من قبل إسرائيل)، لكن متى وكيف فهو أمر تحدده قيادة المقاومة”.
ويتفق مع سكرية العميد والمحلل العسكري هشام جابر، مؤكدا أن رد حزب الله “حتمي”، وأن نصر الله كان حازماً في هذا الصدد.
والثلاثاء، أكد المجلس الأعلى للدفاع اللبناني، في اجتماع طارئ له ترأسه الرئيس ميشال عون، حق لبنان في الدفاع عن نفسه، بجميع الوسائل، ضد أي اعتداء.
سيناريوهات محتملة
أما السيناريوهات المحتملة لهذا الرد، فيقول جابر إن “أبرز سيناريوهات الرد قد تكون عبر درون (طائرة بدون طيار) أو طائرة انتحارية مسيرة من لبنان تستهدف مكاناً ما في شمال إسرائيل”.
ويضيف “لدى حزب الله درون في لبنان وسوريا بتقنيات عالية”.
لكن الرد قد يتم أيضاً بحسب جابر “عبر عملية كوموندوز سريعة ومحدودة في مكان ما في الجليل الأعلى (شمال إسرائيل)، وربما يكون الرد من البحر من حيث لا ينتظرون”.
ويستدرك العميد والمحلل العسكري اللبناني “لكن المؤكد أن الرد لن يكون عبر إطلاق صواريخ لأن لا أحد يريد الحرب، حتى حزب الله، وهناك معلومات تقول أن واشنطن أبلغت إسرائيل أن تهدأ، والأخيرة لا تتحمل تداعيات فتح الجبهة اللبنانية بشكل واسع، لكن هذا لا يعني أننا لن ندخل في أتون الرد والرد المضاد تحت سقف الحرب الميدانية”.
ويتفق العميد جابر مع المصدر المقرب من “حزب الله” فيما يخص توقيت الرد على الاعتداءات الاسرائيلية قائلاً “لا رد متوقع قبل مرور ذكرى تغييب الإمام موسى الصدر وذكرى العاشر من محرم، لأنه في حال كان الرد موجع من حزب الله ربما تبادر إسرئيل بضربة عسكرية تعرض حياة المدنيين للخطر”.
القدس العربي