مواجهة “محسوبة” بين “حزب الله” وإسرائيل.. عودة إلى هدوء مع تأهب

مواجهة “محسوبة” بين “حزب الله” وإسرائيل.. عودة إلى هدوء مع تأهب

تبادلت جماعة “حزب الله” اللبنانية والجيش الإسرائيلي، الأحد، قصفًا عبر الحدود، قبل أن يسود هدوء حذر مع تأهب مستمر على الجانبين. هذا التطور جاء بعد أيام من انتهاكات لسيادة لبنان، حملت بيروت إسرائيل مسؤوليتها، بينما لن تنف الأخيرة أو تؤكد.
وأعلن “حزب الله” (حليف إيران) أن مقاتليه دمروا آلية عسكرية إسرائيلية عند طريق ثكنة أفيفيم قرب الحدود شمالي إسرائيل، وقتلوا وجرحوا من فيها.
بينما قال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي للإعلام العربي، أفيخاي أدرعي، في بيان: إنه “لا توجد إصابات جراء العملية، التي نفذها حزب الله على الحدود اللبنانية عبر إطلاق صاروخين أو ثلاثة”.
وأضاف أن “القوات الإسرائيلية ردت باستهداف الخلية التي أطلقت الصواريخ المضادة للدروع، إضافة إلى إطلاق نحو 100 قذيفة مدفعية باتجاه مصادر النيران جنوبي لبنان”.
وأعلن الجيش اللبناني، في بيان، أن “قوات الاحتلال الإسرائيلي استهدفت بلدات مارون الراس وعيترون ويارون الحدودية بأكثر من 40 قذيفة صاروخية عنقودية وحارقة”.
وأجرى رئيس الحكومة اللبنانية، سعد الحريري، اتصالات هاتفيه مع وزير الخارجية الأمريكي، مايك بومبيو، وإيمانويل بون، مستشار الرئيس الفرنسي، ووزير الخارجية المصري، سامح شكري، بشأن تطورات الأوضاع على حدود لبنان الجنوبية، بحسب بيانين لمكتبه.
ودعا الحريري كلًا من الولايات المتحدة الأمريكية وفرنسا إلى التدخل لتطويق المواجهة الحدودية.
واكتفى رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، بالقول خلال مؤتمر صحافي: أصدرت توجيهات بالاستعداد لأي احتمال.. سنحدد التحرك المقبل بناء على تطور الأحداث”.
ويأمل نتنياهو في تشكيل حكومة جديدة، عبر الفوز بانتخابات برلمانية مبكرة، في 17 سبتمبر/ أيلول الجاري، بعد أن فشل في حشد الأغلبية المطلوبة لتشكيل حكومة.
وأجرت قيادة قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (يونيفيل) اتصالات مباشرة “مع الأطراف المعنية”، في محاولة لتطويق التوتر الأمني على الحدود، بحسب الوكالة اللبنانية للأنباء.
ويبدو أن كلًا من “حزب الله” وإسرائيل لا يمتلك الرغبة في مواجهة عسكرية واسعة.
وتعود أخر مواجهة بينهما إلى صيف 2006، واستمرت أكثر من شهر، بعد أن أسر “حزب الله” جنديين إسرائيليين في عملية عبر الحدود.
ودعت الخارجية البحرينية، في بيان، رعاياها إلى مغادرة لبنان “فورًا” وعدم السفر إليه، بسبب “ما تمر به من أحداث وتطورات أمنية”.
وجاءت عملية “حزب الله”، الأحد، في أعقاب سقوط طائرة استطلاع وانفجار أخرى في الضاحية الجنوبية لبيروت، معقل الجماعة، فجر الأحد الماضي.
واستهدفت ثلاثة انفجارات، فجر اليوم التالي، مراكز عسكرية للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين (القيادة العامة-مدعومة من حزب الله) في البقاع شرقي لبنان.
ولم تنف إسرائيل أو تؤكد مسؤوليتها عما شهده لبنان، لكن الرئيس اللبناني، ميشال عون، اعتبر ما حدث “بمثابة إعلان حرب” من جانب إسرائيل.
وأعلنت إسرائيل، الأسبوع الماضي، ما قالت إنها تفاصيل عملية برعاية إيران لتزويد “حزب الله” بوسائل لإنتاج صواريخ دقيقة التوجيه.
وقال أمين عام “حزب الله”، حسن نصر الله، السبت، إن “حزب الله” لديه من الصواريخ الدقيقة ما يكفيه، ولا يمتلك مصانع صواريخ دقيقة”.
وتتخوف إسرائيل من القدرة الكبيرة لتلك الصواريخ على تحديد وضرب وتدمير أهدافها.
وتعتبر كل من إسرائيل وإيران الدولة الأخرى العدو الأول لها.

القدس العربي