بعد أربع ساعات مشحونة أطلق خلالها حزب الله ثلاث قذائف، وفق الإسرائيليين، باتجاه معسكر للجيش الإسرائيلي وجيب من نوع “وولف”، يُستخدم لإسعاف الجنود، لترد تل أبيب بمئة قذيفة، وفق روايتها، باتجاه لبنان، أعلن الجيش الإسرائيلي رفع حالة التأهب عن بلدات الشمال، التي دخل معظم سكانها إلى الملاجئ القليلة التي توافرت لهم، فيما أبقى الجيش على درجة تأهبه القصوى في كل مناطق الشمال، من بلدات وحدود مع لبنان. كما استمرت حالة الطوارئ لدى أسلحة الجو والبر والبحر.
وفوجئت إسرائيل بعد ظهر الأحد، بثلاث قذائف أُطلقت من قبل حزب الله وأصابت الجيب الإسرائيلي بدقة ودمرته كلياً، كما سقطت إحداها في قاعدة عسكرية في مستوطنة أفيفيم الحدودية.
وتناقضت الروايات الإسرائيلية ما بين رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو ورئيس أركان الجيش، أفيف كوخافي من جهة، وبين ما أُعلن في إسرائيل عبر وسائل الإعلام. إذ أعلن نتنياهو وكوخافي أن حزب الله لم يحقق هدفه من قذائفه التي لم توقع “أي مصاب ولا حتى بخدش واحد”، فيما الحقيقة أنه أُصيب جنديان نُقلا إلى مستشفى حيفا للعلاج، ووصِفت إصابتهما بالخفيفة.
وفي بداية تبادل النيران من الطرفين دعت الجبهة الداخلية وقيادة الجيش سكان الشمال إلى دخول الملاجئ والمباني الآمنة. وأغلق الجيش كل محاور الطرقات لبلدات الشمال القريبة من الحدود الشمالية. ولوحظت حركة طيران ناشطة وآليات عسكرية تنتشر على طول الحدود ومختلف مستوطنات الشمال ومدنها.
ومع وقف النيران الإسرائيلية على لبنان عادت الحياة إلى طبيعتها على طرفي الحدود، ليعلَن بشكل غير مباشر، إنهاء هذه الجولة.
تدريبات ومشاورات
وكانت إسرائيل فور انتهاء خطاب الأمين العام لحزب الله، حسن نصرالله ليلة السبت، أعلنت رفع درجة التأهب وفرضت حالة طوارئ في معظم المناطق الشمالية وأغلقت الشوارع على الفور وتوقفت الحافلات التي تنقل السكان إلى بلدات الشمال. وأصدر الجيش تعليماته برفع حالة التأهب براً وبحرا ًوجواً ووصلت إلى ميناء حيفا البواخر الحربية وأُغلقت أجواء الطيران المدني والعسكري. ووصلت وحدات عسكرية إلى الشمال وأجرى الجيش مساءً، تدريبات عسكرية تحاكي سيناريو الدخول براً إلى لبنان والمواجهات مع حزب الله ليعلن الجيش أنه مستعد لأي سيناريو محتمل.
وكان الجيش الإسرائيلي توقع عملية قنص من الجانب اللبناني أو استهداف مركبات عسكرية أو خطف جنود واتخذ احتياطاته وفق هذه السيناريوهات.
وضمن إجراءات أخرى، قرر رئيس الأركان كوخافي، في إطار تقييم الوضع، تأجيل مناورة عسكرية إسرائيلية كان مخططاً لها الأسبوع المقبل. وبموازاة ذلك، تقرر إبقاء الناطق العسكري رونين منليس، الذي كان مخططاً تغييره الثلاثاء، في منصبه، بينما سيتقرر موعد استبداله بالضابط هادي زلبرمان لاحقاً. كما سينهي قائد العمليات في سلاح الجو نير بركان مهماته في منصبه هذا الأسبوع أيضاً، لكن رئيس الأركان قرر تأجيل ذلك أيضاً في أعقاب التطورات الأخيرة.
وتوجه نتنيناهو من جهته، إلى وزارة الأمن ليجري المشاورات هناك مع قيادة الجيش ويطلع على تطورات الأحداث، لتعلن إسرائيل رسمياً وقف جولة الرد على قذائف حزب الله.
واعتبر إسرائيليون أن ما حصل بمثابة تنفيذ من حزب الله للتهديدات التي أُطلقت في أعقاب عملية الضاحية للطائرتين المسيّرتين، علماً أن جهات أمنية لم تسقط من حساباتها سيناريو الانتقام من قبل سوريا أو في الخارج عبر استهداف سفارات وممثليات إسرائيلية.
اندبدنت العربي