واشنطن – اتهم وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو إيران السبت بمهاجمة معملين لتكرير النفط بالسعودية مستبعدا انطلاق الهجمات من اليمن، وقال إن طهران تقوم بدبلوماسية كاذبة.
وذكرت مصادر أن الهجمات أثرت على خمسة ملايين برميل يوميا من إنتاج الخام وهو ما يقارب نصف إنتاج المملكة أو خمسة بالمئة من المعروض العالمي.
وأعلنت جماعة الحوثي اليمنية المتحالفة مع إيران مسؤوليتها عن الهجوم بطائرات مسيرة على معملين تابعين لشركة أرامكو السعودية للنفط أحدهما أكبر معمل تكرير نفط بالعالم في ضربات قالت ثلاثة مصادر إنها عطلت الإنتاج والتصدير.
لكن بومبيو قال على تويتر إنه لا توجد أدلة على أن الهجوم جاء من اليمن، مضيفا أن “طهران وراء نحو 100 هجوم تعرضت لها السعودية في حين يتظاهر روحاني وظريف بانخراطهما في الدبلوماسية” مشيرا إلى رئيس إيران ووزير خارجيتها.
وقال “وسط كل تلك الدعوات لوقف التصعيد تشن إيران الآن هجوما غير مسبوق على إمدادات الطاقة العالمية”.
وتابع بومبيو قائلا “ندعو جميع الدول إلى الإدانة العلنية والقاطعة لهجمات إيران”، محذرا من أن إدارة ترامب ستعمل مع حلفائها للتأكد من “محاسبة” إيران على “عدوانها”.
وأشارت تغريدات بومبيو إلى موقف أكثر تشددا في واشنطن تجاه طهران، بعد مؤشرات على تحسن محتمل في العلاقات بين البلدين في أعقاب تصعيد على مدى شهور.
وقال العقيد الركن تركي المالكي المتحدث باسم التحالف في بيان إن “التحقيقات لازالت جارية لمعرفة وتحديد الجهات المسؤولة عن التخطيط والتنفيذ لهذه الأعمال الإرهابية”.
وأضاف أن التحالف العسكري المدعوم من الغرب سيتخذ الإجراءات اللازمة “للحفاظ على المقدرات الوطنية وكذلك أمن الطاقة العالمي وضمان استقرار الاقتصاد العالمي”.
ويبرز الهجومان الخطر الذي باتت تشكله أسلحة الحوثيين المدعومين من إيران، التي أصبحت أكثر تطوراً من الصواريخ البالستية إلى الطائرات المسيّرة، على المنشآت النفطية في السعودية، أكبر مصدّر للخام في العالم.
من جهته، أكد الرئيس الأميركي دونالد ترمب في اتصال هاتفي مع الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز، ولي العهد السعودي، استعداد بلاده للتعاون مع المملكة في كل ما يدعم أمنها واستقرارها، مشدداً على التأثير السلبي لهذه الهجمات على الاقتصاد الأميركي وكذلك الاقتصاد العالمي.
وقال البيت الأبيض السبت إن الولايات المتحدة ملتزمة بالحفاظ على وفرة المعروض بأسواق النفط.
ونقلت وكالة الأنباء السعودية عن ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان تأكيده أن بلاده “لديها الإرادة والقدرة على مواجهة هذا العدوان الإرهابي والتعامل معه”.
ودعا السيناتور الجمهوري البارز ليندسي غراهام، الإدارة الأميركية، إلى وضع مهاجمة المنشآت النفطية الإيرانية على الطاولة.
وقال السناتور الجمهوري ليندسي غراهام وهو حليف وثيق لترامب وعضو في لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ إن هجمات السبت تظهر أن إيران غير مهتمة بالسلام وتسعى بدلا من ذلك إلى امتلاك أسلحة نووية وإلى الهيمنة الإقليمية.
وقال السناتور الديمقراطي وعضو اللجنة كريس مورفي “هذا تبسيط غير مسؤول ويشرح كيف نخوض حروبا غبية… إيران تدعم الحوثيين وتلعب دورا سيئا لكن الأمر ليس ببساطة أن الحوثيين = إيران”.
وقالت سوزان مالوني، خبيرة شؤون الشرق الأوسط في معهد بروكنجز في واشنطن، إن حلفاء واشنطن سيرغبون في رؤية أدلة دامغة على تورط إيران.
وأضافت “من المعقول أن الإيرانيين لديهم علاقة بهذا الأمر… علينا أن ننتظر ونرى كيف ستجمع (الإدارة) الأدلة”.
وفي الأشهر الأخيرة، أطلق الحوثيون صواريخ عبر الحدود وشنّوا هجمات بواسطة طائرات مسيّرة مستهدفين قواعد جوية سعودية ومنشآت أخرى، مؤكدين أن ذلك ردّ على غارات التحالف العسكري بقيادة الرياض على المناطق الخاضعة لسيطرتهم في اليمن.
ويسيطر المتمردون على صنعاء ومناطق شاسعة في شمال ووسط وغرب اليمن منذ 2014. وتحاول القوات الحكومية استعادة هذه الأراضي بمساندة التحالف.
ويزيد الهجوم الأخير من التوتر في منطقة الخليج، بعد سلسلة هجمات وأعمال تخريب تعرّضت لها ناقلات نفط في مايو ويونيو، نسبتها الولايات المتحدة والسعودية إلى إيران التي تنفي ضلوعها فيها.
وأثار إسقاط إيران طائرة مسيّرة أميركية دخلت المجال الجوّي الإيراني بحسب طهران، الخشية من إشعال الوضع.
وفي يونيو، ألغى ترامب في اللحظة الأخيرة ضربة جوية على إيران رداً على إسقاطها الطائرة.
العرب