قبيل الانتخابات.. أربع إستراتيجيات لجأ إليها نتنياهو للسيطرة على اليمين

قبيل الانتخابات.. أربع إستراتيجيات لجأ إليها نتنياهو للسيطرة على اليمين

يسعى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى حصول حزبه الليكود (يميني متطرف) على أكبر عدد من المقاعد في الانتخابات المقررة الثلاثاء، لنيل التكليف بتشكيل الحكومة المقبلة.

ولضمان ذلك، اتبع نتنياهو عدة إستراتيجيات مع الأحزاب اليمينية المختلفة كي تصب أصوات الإسرائيليين لصالحه على حسابها، ولصالح اليمين، على حساب منافسيه في “الوسط – يسار”.

ووفقا لاستطلاعات حديثة، فإن حزب الليكود وتحالف “أزرق أبيض” الوسطي سيخرجان من الانتخابات كتفا بكتف، ولن يتمكن أيا منهما من الحصول على المقاعد المطلوبة لتشكيل الحكومة القادمة، وهو 61 مقعدا على الأقل من مقاعد الكنيست (البرلمان) الـ120.

** إستراتيجية الدمج

تتمثل أشد مخاوف نتنياهو حول الانتخابات في تشتت أصوات الناخبين اليمينيين لصالح الأحزاب اليمينية الصغيرة، التي قد لا تجتاز العتبة الانتخابية المُحددة بـ3.25 بالمئة من الأصوات وتوازي 4 مقاعد من مقاعد الكنيست.

وحدوث هذا السيناريو يعني خسارة كتلة اليمين ككل أصوات هذه الأحزاب والمقاعد التي كان يفترض أن تفوز بها.

نتنياهو ركز جهده على دمج بعض الأحزاب اليمينية في حزب الليكود؛ ما يؤدي في النهاية إلى تلاشيها داخل حزبه مع الحصول على أصوات ناخبيها.

وتمكن نتنياهو بعد انتخابات أبريل/ نيسان الماضي من تحقيق هذه الخطوة في مايو/ أيار الماضي، بعد أن اتضح له أن خيار الذهاب لانتخابات جديدة بات واردا.

وتوصل نتنياهو لاتفاق ينص على دمج حزب “كلنا” بزعامة وزير المالية موشيه كحلون مع الليكود، مستغلا إظهار استطلاعات الرأي إمكانية خروج حزب “كلنا” من الكنيست لعدم تجاوزه العتبة الانتخابية.

ومنح نتنياهو حزب “كلنا” 4 مراكز ضمن قائمة مرشحي حزب الليكود، هي المركز الخامس والخامس عشر والتاسع والعشرين والخامس والثلاثين.

وفي حالة تطابق نتائج الانتخابات مع استطلاعات الرأي، فسيحصل الحزب على المراكز الخامس والخامس عشر والتاسع والعشرين ليصبحوا أعضاء في الكنيست.

** إستراتيجية الإغراء

كذلك تمكن نتنياهو في نهاية شهر أغسطس/ آب الماضي من إغراء زعيم حزب “زيهوت” موشيه فيغلين بالحصول على منصب وزاري مهم، مقابل انسحاب حزبه من السباق الانتخابي.

ويسعى نتنياهو عبر هذه الخطوة إلى حصول حزب الليكود على أصوات ناخبي “زيهوت” أو معظمها.

غير أن الخطوة لم ترق إلى قادة في “زيهوت” الذين قرر 3 منهم الانضمام إلى حزب “اليمين الجديد” كخطوة احتجاجية على انسحاب فيغلين من الانتخابات، حسبما ذكرت صحيفة “معاريف” في مطلع سبتمبر/ أيلول الحالي.

** إستراتيجية التحالف

عمل نتنياهو أيضا على إقناع أحزاب أخرى مثل “البيت اليهودي” و”الاتحاد القومي” و”قوة يهودية” في كيان واحد، ونجحت المحاولة قبل الانتخابات السابقة في تشكيل تحالف باسم “اتحاد أحزاب اليمين”.

لكن عقب الانتخابات لم تنجح محاولات نتنياهو في الحفاظ على هذا التحالف بسبب خلافات بين قادة هذه الأحزاب، ما أدى إلى انفراط عقد تحالفها.

ومع عودة “إييلت شاكيد” في يوليو/ تموز الماضي إلى الساحة السياسية بعد انسحابها إثر خسارة حزب “اليمين الجديد” بقيادتها المشتركة مع “نفتالي بينيت” في الانتخابات الأخيرة، تم التوافق بين “البيت اليهودي” و”الاتحاد القومي” و”اليمين الجديد” على تشكيل قائمة موحدة بزعامة شاكيد، تحت اسم “يمينا”.

فيما رفض “قوة يهودية” الذي يقوده حاليا المستوطن شديد التطرف “إيتمار بن جفير” الدخول في هذه القائمة.

وبقي “قوة يهودية” يشكل إما معضلة لنتنياهو أو حبل نجاة له، ففي حالة فشل الحزب في تجاوز العتبة الانتخابية، فقد يتسبب بخسارة الليكود أو كتلة اليمين ككل 3 إلى 4 مقاعد، لكن في حالة تمكنه من دخول الكنيست فقد يوفر ذلك لنتنياهو 4 مقاعد لصالح كتلة اليمين.

** إستراتيجية الانسحاب

وفي ضوء ذلك، حاول نتنياهو أن يقنع رئيس حزب “قوة يهودية” بن جفير بالانسحاب من الانتخابات لكنه رفض. ويرى بن جفير أن حزبه سيحصل على 4 مقاعد على الأقل، ووضع شرطا مسبقا للمشاركة في الائتلاف الحكومي بتوليه منصبا وزاريا، خاصة وزارة القضاء.

ومع إصرار بن جفير على عدم الانسحاب من الانتخابات، طالب نتنياهو الناخبين الإسرائيليين بالامتناع عن التصويت لصالح “قوة يهودية” لأن أصواتهم ستذهب إلى سلة المهملات، بعد خسارة الحزب. ودعا نتنياهو هؤلاء إلى التصويت فقط لصالح حزب الليكود.

فيما أعلن حزب “نوعم” اليميني الأحد عزمه الانسحاب من السباق الانتخابي بسبب قناعة قادة الحزب من الحاخامات المتطرفين أنه لن يتجاوز العتبة الانتخابية.

ويرى حزب “قوة يهودية” أن انسحاب “نوعم” سيصب لصالحه في مواجهة دعوات نتنياهو لمقاطعته، عبر تقاسم الأحزاب اليمينية أصوات ناخبيه.

ويقدر عدد مؤيدي “نوعم” بـ70 ألفا، ما يوازي مقعدين بناء على عدد الأصوات اللازمة للمقعد الواحد في الانتخابات السابقة التي تجاوزت 34 ألف صوت.

** خلاصة

يرى المختص بالشأن الإسرائيلي أنس أبو عرقوب أن نتنياهو يتبع إستراتيجية “التخويف” في صفوف الناخبين الإسرائيليين، خاصة يمينيي التوجه، من إمكانية فشل اليمين في الحصول على أغلبية في الكنيست لتشكيل ائتلاف حكومي.

وأضاف أبو عرقوب أن هذه الإستراتيجية أثمرت بدمج حزب “كلنا” وانسحاب “زيهوت” وإقامة حزب “يمينا”، لكنه فشل في إقناع “قوة يهودية” بالانسحاب، لذلك فإنه يركز جهوده على ناخبي بن جفير ليصوتوا لصالح الليكود.

وأوضح أن نتنياهو يعتمد على اعتبار الاستطلاعات التي تشير إلى إمكانية تجاوز “قوة يهودية” العتبة الانتخابية مؤامرة تقف وراءها أحزاب “الوسط – يسار” المنافسة، بهدف تشتيت أصوات الناخبين اليمينيين.

وأردف أن “هذه ليست المرة الأولى التي يعتمد نتنياهو فيها سياسة التخويف لرفع نسبة التصويت في صفوف مؤيديه، عبر التحريض ضد العرب واليسار”.

كما يرى أبو عرقوب أن “نتنياهو يعتمد على إستراتيجية الظهور بـ”المحتال”، لأن الإسرائيليين بشكل عام يميلون إلى الشخص القادر على ممارسة الاحتيال والتلاعب”.

الأناضول