يغيب السلام مع الفلسطينيين، بوضوح، عن برامج الأحزاب الإسرائيلية المتوقع أن تتمثل في الكنيست الإسرائيلي “البرلمان” بعد الانتخابات المقررة الثلاثاء.
وفيما عدا القائمة المشتركة، وهي تحالف 4 أحزاب عربية، فإن 9 أحزاب وكتل أخرى يرجح أن تجد طريقها إلى البرلمان الإسرائيلي، لم تطرح موقفا من السلام مع الفلسطينيين.
وتُجمع الأحزاب اليهودية التي تخوض الانتخابات على أربعة أسس وهي: القدس الموحدة عاصمة إسرائيل، وأن لا عودة إلى حدود 1967، وأن لا عودة للاجئين الفلسطينيين، وتتجه أغلبها إلى وجوب ضم الكتل الاستيطانية المقامة على أراضي الضفة الغربية.
ويتصدر الانتخابات حزبا “الليكود” اليميني برئاسة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، وحزب “أزرق أبيض” الوسطي برئاسة بيني غانتس.
ويخوض حزب “الليكود” الانتخابات على أساس برنامج يميني متشدد تتصدره وعود رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بضم غور الأردن (الأغوار الفلسطينية) وشمال البحر الميت (تبلغ مساحتها 30% من مساحة الضفة)، ومناطق حيوية أخرى في الضفة الغربية.
وفي زيارة إلى مدينة الخليل جنوبي الضفة الغربية، مطلع الشهر الجاري، قال نتنياهو إن المدينة ستبقى تحت السيادة الإسرائيلية إلى الأبد.
كما تعهد، الإثنين، في مقابلة إذاعية بضم البلدة القديمة من مدينة الخليل ومستوطنة “كريات أربع” المقامة على أراضي المدينة في حال إعادة انتخابه.
وكشف نتنياهو في مقابلة إذاعية، الاثنين، أنه أبلغ الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عزمه ضم المستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية ورفضه حق العودة للاجئين الفلسطينيين وإصراره على أن تكون القدس بشطريها الشرقي والغربي عاصمة لإسرائيل.
وسبق لنتنياهو أن أكد رفضه قيام دولة فلسطينية، مقترحا أن يكون للفلسطينيين كيان أقل من دولة وأكثر من حكم ذاتي.
ويخوض تحالف “أزرق أبيض” الوسطي برئاسة الرئيس الأسبق لأركان الجيش الإسرائيلي بيني غانتس للمرة الثانية هذا العام .
وينص برنامجه السياسي على التمسك بـ”القدس الموحدة عاصمة لإسرائيل” واستمرار السيطرة الإسرائيلية على غور الأردن وضم الكتل الاستيطانية في الضفة الغربية مع الاستعداد للدخول في مفاوضات مع الفلسطينيين على أن يتم عرض أي اتفاق يتم التوصل إليه على استفتاء عام.
وأكد قياديو الحزب في أكثر من مناسبة رفضهم حق العودة للاجئين الفلسطينيين.
وعلى ذات المنوال فإن حزب “إسرائيل بيتنا” اليميني برئاسة أفيغدور ليبرمان يتمسك بالقدس الموحدة عاصمة لإسرائيل، ويرفض حق العودة للاجئين الفلسطينيين أو العودة إلى حدود الرابع من يونيو/ حزيران 1967.
ويدعو ليبرمان إلى حل يستند إلى التبادل السكاني بحيث يتم ضم مدن المثلث (شمال) إلى الكيان الفلسطيني، على أن يتم ضم المستوطنات في الضفة الغربية إلى إسرائيل وهو ما يرفضه الفلسطينيون.
ويطرح ليبرمان أن يكون تطبيع الدول العربية علاقاتها مع إسرائيل، مدخلا لسلام محتمل مع الفلسطينيين.
بدورهما فإن حزبي “إلى اليمين” و”عوتسما يهوديت” يشتركان في ذات الموقف وهو وجوب ضم الجزء الأكبر من الضفة الغربية إلى إسرائيل.
ويرفض الحزبان قيام دولة فلسطينية، ويدعوان إلى وجوب طرد الفلسطينيين باعتبار الضفة الغربية “جزءا من أرض إسرائيل”.
ويشتركان مع حزبي “شاس” و”يهودوت هتوراه” اليمينييْن المتدينين، في الموقف بشأن اعتبار القدس الموحدة عاصمة لإسرائيل ورفض حق العودة للاجئين الفلسطينيين ورفض العودة إلى حدود 1967 مع دعم الاستيطان الإسرائيلي في الضفة الغربية.
وتؤمن حركة “شاس” بـ”دولة إسرائيل كدولة للشعب اليهودي وتتطلع إلى جمع اليهود من جميع أنحاء العالم في إسرائيل”.
ويركز حزب” يهودوت هتوراه” في برنامجه على القضايا التي تهم المتدينين اليهود، فيدافع عن رفض مشروع قانون التجنيد الذي يلزم المتدينين اليهود بالخدمة العسكرية الإلزامية.
ويؤمن “المعسكر الديمقراطي” الوسطي وهو تحالف حزبي “إسرائيل الديمقراطية” و”ميرتس” بالسلام مع الفلسطينيين، ولكنه لا يخوض الانتخابات على أساس برنامج حل الدولتين.
ولكن قادة التحالف يؤيدون قيام دولة فلسطينية، وإن كانوا يعارضون العودة إلى حدود 1967 أو عودة اللاجئين الفلسطينيين أو ما يسمونه تقسيم القدس.
ويعارض قادة التحالف استمرار الاستيطان في الأراضي الفلسطينية ويطالبون بضم الكتل الاستيطانية الكبرى، وليس كل المستوطنات الإسرائيلية المقامة على أراضي الضفة الغربية، إلى إسرائيل.
وفي مناسبات عدة فإن قادة التحالف أعربوا عن آرائهم بوجوب انفصال إسرائيل عن الفلسطينيين في أحياء القدس الشرقية ولكن ليس كل المدينة.
ويعلن التحالف صراحة أنه يسعى لإسقاط اليمين الإسرائيلي.
ويقترب تحالف “العمل-جيشر” الوسطي من مواقف “المعسكر الديمقراطي” ولكنه يرفض اعتبار أنه من اليسار الإسرائيلي.
ويخوض التحالف الانتخابات على أساس إسقاط اليمين الإسرائيلي، ولكنه أيضا لا يتبنى حل الدولتين كأساس لحل الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي.
كما يرفض التحالف العودة إلى حدود 1967 أو عودة اللاجئين الفلسطينيين ويصر على ان “القدس الموحدة عاصمة لإسرائيل”.
(الأناضول)