وقعت الحكومتان العراقية والصينية في بكين، أمس، ثماني اتفاقيات ومذكرات تفاهم بحضور وإشراف رئيس مجلس الوزراء عادل عبد المهدي ورئيس مجلس الدولة الصيني لي كه تشيانغ. وأشار بيان صادر عن رئاسة الوزراء العراقية إلى أن من بين تلك المذكرات التوقيع على اتفاق إطاري للإنفاق الائتماني المالي ومذكرة تفاهم لإعادة الإعمار الاقتصادي، وأخرى تتعلق بمجالات التعاون الاقتصادي والثقافي والفني وتطوير البنى للمواصلات والاتصالات والسكن والطاقة والمجاري، إضافة إلى العقود التي توقع من قبل الوزراء والمحافظين الذين رافقوا الوفد الكبير الذي يرافق عبد المهدي خلال زيارته إلى الصين التي بدأت الخميس الماضي وانتهت أمس.
وجرت أمس، في العاصمة بكين، مراسم الاستقبال الرسمي لعبد المهدي والوفد المرافق، من قبل رئيس مجلس الدولة الصيني لي كه تشاينغ في قاعة الشعب الكبرى. كما أقيمت في بكين أيضا، أعمال منتدى التعاون الاقتصادي العراقي – الصيني الثالث بحضور عبد المهدي وأعضاء الوفد الرسمي من المحافظين وجمع كبير من أصحاب الشركات ورجال الأعمال والمستثمرين الصينيين. ووصف عبد المهدي المنتدى بـ«الحدث المهم للغاية لما له من أثر إيجابي على حاضر ومستقبل العلاقات بين البلدين والشعبين».
ونقل المكتب الإعلامي لرئيس الوزراء عن عبد المهدي قوله خلال كلمة أمام المنتدى: «لقد حرصنا على أن يرافقنا أكبر عدد من أعضاء السلطة التنفيذية، وأن حضور الوزراء والمحافظين (نحو 10 وزراء و16 محافظا) يعطي جدية للوفد في الذهاب للتعاقدات والأعمال بشكل مباشر»، مشيدا بـ«تسارع النمو الاقتصادي الذي تشهده الصين، والذي يطمح العراق للاستفادة من قدراتها وإقامة أفضل العلاقات معها في جميع المجالات». وذكر عبد المهدي أن بلاده «مهيأة للاستثمارات وفرص العمل في العراق كثيرة وفي جميع القطاعات والبلاد تشهد تزايدا في أعداد الشركات والمستثمرين بعد سلسلة قرارات تخص الشراكة بين القطاع العام والخاص والتصويت على تأسيس مجلس الإعمار».
وتعول الأوساط الحكومية والاقتصادية كثيرا على الشراكة العراقية – الصينية في مختلف مجالات الاقتصاد والبناء والاستثمار على المديين المتوسط والبعيد، نظرا لحجم الأموال التي يتوقع أن تنفق في هذا الاتجاه، حيث كشف مستشار رئيس الوزراء الموجود في الصين رفقة الوفد العراقي عبد الحسين الهنين، عن أن «حجم الأعمال بين العراق والصين سيتجاوز الـ500 مليار دولار خلال الـ10 سنوات المقبلة».
ويؤكد مصدر مقرب من الحكومة العراقية ذلك، ويقول لـ«الشرق الأوسط» إن «الاتفاق الإطاري للإنفاق عبر الصندوق الائتماني المالي من بين أهم الاتفاقيات التي أبرمت مع الجانب الصيني، والاتفاق طويل الأمد بين البلدين سيشجع الشركات الصينية المعروفة على المزيد من الاستثمارات في العراق». ويرى المصدر أن «الصين استنادا للاتفاقيات الأخيرة ستكون من أكبر البلدان المستوردة للنفط العراقي، وهي اليوم تستورد بحدود 800 برميل من النفط يوميا من العراق وأتوقع ارتفاعها إلى المليون في السنة المقبلة».