طرابلس – أطلّ تنظيم داعش الإرهابي برأسه من جديد في الأراضي الليبية وانتشرت فلوله في جنوب ليبيا في محاولة لإعادة تشكيل كتائب مسلحة يستحوذ بها على مدن ليبية بعد خسارة تلقاها في المدينة الساحلية سرت.
ورُصدت خلال الأشهر الأخيرة تحركات مكثفة لمقاتلي التنظيم الإرهابي الذين استغلوا الفراغ الأمني والعسكري نظرا لانشغال القوات الليبية المسلحة التابعة للجيش بمعارك مسلحة مع قوات حكومة الوفاق الوطني لدحرها من طرابلس.
وظهر العشرات من المسلحين الملثمين في فيديو مصور بثته وسائل إعلام محسوبة على التنظيم وهم يجددون البيعة للبغدادي، ويتوعدون الجيش الليبي بعمليات انتقامية.
ويحاول التنظيم الإرهابي إعادة ترتيب صفوفه والقيام بصحوة جديدة بعد أن تحصن عدد هام من مقاتليه في مدن متفرقة في الجنوب الليبي إثر حرب كبرى شنت عليهم في مدينة سرت سنة 2016.
وتبنى التنظيم في شهر مايو الماضي هجوماً استهدف الحقل النفطي ببلدة زلة التابعة لبلدية الجفرة على بعد 650 كيلومتراً جنوب شرقي العاصمة طرابلس، في تصعيد لهجمات التنظيم ضد مواقع يسيطر عليها الجيش الوطني جنوب البلاد منذ مطلع العام الحالي.
وحذّر مراقبون بعد بدء هجوم خليفة حفتر ضد العاصمة الليبية من الفراغ الناجم عن انخراط الطرفين في القتال جنوب طرابلس، ما قد يؤدي إلى تمدد الجهاديين في مناطق أخرى من البلاد.
وقال الصحافي الليبي، أبوبكر البيزنطي، لـ”العرب”إن التنظيم الإرهابي داعش خسر معقله في وسط ليبيا في مدينة سرت خلال ديسمبر 2016 لكنه تراجع إلى الصحراء الشاسعة لإعادة تجميع صفوفه.
وذكر البيزنطي أن فلول تنظيم داعش الإرهابي تخفّت في الصحراء الليبية وفرت نحو بعض المدن الأفريقية بعد أن تم تضييق الخناق عليها في سرت.
ولاحظ الصحافي الليبي أن الأوضاع المتوترة في ليبيا فسحت المجال لتنظيم داعش للعودة إلى ليبيا وتمدّده ثانية في جنوب البلاد وفي بعض المناطق الغربية.
وذكر نقلا عن شهود عيان أن سكان مدن الجنوب لاحظوا توافد عناصر غريبة متنوعة الجنسيات على المدينة مرفقة بأسلحة وتحمل رايات تنظيم داعش الإرهابي.
وفي يوم 16 سبتمبر الجاري، قال أبوبكر البغدادي زعيم تنظيم داعش، في تسجيل صوتي جديد، الاثنين، على شبكة الإنترنت، إن تنظيم داعش “لا يزال موجودا”، واصفًا “توسع داعش ومن ثم الانكماش” بأنه “اختبار من الله”. ونُشر المقطع الصوتي الذي تصل مدته إلى 30 دقيقة، من قبل الجناح الإعلامي لتنظيم الدولة الإسلامية “الفرقان”.
ودعا البغدادي، بحسب التسجيل الصوتي، أتباع داعش إلى “القيام بالأفعال”، وذكر “وفودًا” من المجندين الجدد، رغم أنه من غير الواضح ما إذا كان يعني تجنيد المجندين للانضمام إلى داعش أو تعهد بالولاء للمجموعة المسلحة، محذرًا من أن “العبء سيكون أثقل”.
إلى ذلك، كثفت القوات الجوية الأميركية من عملياتها العسكرية في ليبيا بعد رصد تحركات لمقاتلي تنظيم داعش الإرهابي وهم يحاولون إعادة هيكلة تنظيمهم للسيطرة على بعض الأراضي الليبية من جديد بعد حرب خسرها في المدينة الساحلية سرت.
وفي ثلاث عمليات عسكرية منفصلة تمكنت قوات عسكرية تابعة للقيادة العسكرية الأميركية في أفريقيا (أفريكوم) من القضاء على 36 مقاتلا إرهابيا من المنتمين إلى التنظيم الإرهابي داعش في جنوب ليبيا.
وأعلنت القيادة العسكرية الأميركية في أفريقيا عن استهداف مقاتلي تنظيم داعش الإرهابي بغارات جوية في جنوب ليبيا بعد رصد تحركات مشبوهة تهدف إلى إعادة ترميم التنظيم.
وستستمر قوات أفريكوم في شن عمليات عسكرية مماثلة للتي نفذتها في حملة تنفذها بالتنسيق مع حكومة طرابلس.
وأعلنت أفريكوم مواصلتها دعم الجهود الدبلوماسية المبذولة لتحقيق الاستقرار السياسي في ليبيا من أجل الحفاظ على الهدف المشترك المتمثل في تفكيك الجماعات الإرهابية التي تهدد استقرار المنطقة.
العرب