أعلنت هيئة تحرير صحيفة نيويورك تايمز الأميركية أنها تؤيد -بالإجماع- التحقيق في الكونغرس الذي ربما يفضي لعزل الرئيس دونالد ترامب، وأوضحت سبب تأييدها، كما وصفت هذا التأييد بأنه ذو أهمية كبيرة، وشرحت هذه الأهمية.
وقالت الصحيفة إن من النادر أن يكون لهيئة تحريرها -المكونة من 14 عضوا من كتاب المقالات والأعمدة ومحريي صفحات الرأي- رأي موحد وقاطع في الشؤون السياسية العامة أو غيرها، رغم أن من مبادئ نيويورك تايمز أن يكون لهذه الهيئة رأي بهذا الوصف في الأمور العظيمة التي تمر بالولايات المتحدة.
إثراء النقاش
وأوضحت أن الهدف من رأي هيئة التحرير هو إثراء النقاش الواسع حول القضايا الكبيرة التي تحتاجها الديمقراطية في البلاد.
وأكدت أنه خلال الأيام القليلة الماضية، أدلى بعض كتاب الرأي في الصحيفة بآراء ضد التحقيق لعزل ترامب، وأدلى البعض الآخر بآراء مؤيدة له.
وقالت إن هذه الهيئة ظلت تفكر من حين لآخر خلال العامين الماضيين في الإجابة عما إذا كان عليها أن تدعو للتحقيق مع ترامب، وقامت بمراجعة ما ورد في افتتاحياتها خلال التحقيقات مع ثلاثة من رؤساء البلاد في 1868 (أندرو جونسون) و1974 (ريتشارد نيكسون) و1998 (بيل كلينتون)؛ وقد تباينت استنتاجات الهيئة من هذه المراجعات مع تباين الظروف، لكن اتفقت في شيء واحد وهو: التردد، إن لم يكن الامتناع عن تأييد العزل.
الحدث الذي غير الموقف
ومضت الصحيفة لتقول إنه وحتى الأسبوع الماضي، وفي كل مرة تناقش فيه هيئة التحرير أمر التحقيق مع ترامب تنتهي إلى أنه إجراء مفرط للغاية، مشيرة إلى أن البعض حذر خلال التحقيق مع كلينتون من أن تصبح التحقيقات أمرا روتينيا لا تحقق الهدف الذي تصوره المؤسسون لها، وهو أن تكون هي الإجراء الأخير ولحماية الديمقراطية فقط حتى لا تصبح مجرد سلاح سياسي.
لكن كل ذلك تغّير خلال الأسبوع الماضي، مع الكشف عن أن ترامب مارس ضغطا على الرئيس الأوكراني لكي يحقق مع جو بايدن ابن نائب الرئيس الأميركي السابق.
وقالت الهيئة يبدو أن ترامب قد استخدم سلطات منصبه لتوفير تدخل أجنبي لصالحه في الانتخابات الرئاسية المقبلة، وأضافت أن ترامب إذا كان يستخدم نفوذ منصبه لتشويه نتائج الانتخابات القادمة، فإن الناخبين لن يستطيعوا الاختيار بحرية، وإن الإجراء الدستوري الوحيد الممكن هو التحقيق الذي يسمح للكونغرس بالتفكير فيما إذا كان من الواجب عزل الرئيس وكشف كل الحقائق المعنية.
وقالت إن هيئة التحرير تتخذ قراراتها -في العادة- بالإجماع، وفي مرات نادرة وعندما يكون التباين حادا بين الآراء، يتم إجراء تصويت، لكن هذا لم يحدث البتة في النقاش الأخير حول التحقيق مع ترامب، لأن جميع أعضاء هيئة التحرير أيدوا إجراءه.
المصدر : نيويورك تايمز