طهران – اشتد الخناق على إيران في الفترة الأخيرة، خصوصا بعد انحياز دول الاتحاد الأوروبي إلى الموقف الأميركي وتحميل طهران المسؤولية كاملة حيال الهجوم الإرهابي الذي استهدف منشأتي نفط في السعودية، مما ساهم في مزيد تكريس عزلة نظام ولاية الفقيه إقليميا ودوليا.
وعلى وقع تشديد العقوبات الأميركية التي وصفت بـ”الغير مسبوقة”، تعمل الجمهورية الإسلامية على تخفيف حدة الضغوط الأميركية وكسب مزيد من الوقت من خلال عرض “خطة هرمز للسلام” التي يدّعون بأنها خطة تهدف إلى حماية إمدادات النفط العالمية.
وقال مراقبون إن المقترح الإيراني بمثابة “الضحك على الذقون”، مؤكدين أن المهدد الأول والأخير لأمن الملاحة البحرية في مياه الخليج لا يمكن أن يكون طرفا في أي خطة مستقبلية لضمان حرية إمدادات النفط وتحقيق الاستقرار في المنطقة.
وأشارت المصادر ذاتها إلى أن الخطة هي مجرد مراوغة إيرانية جديدة لتخفيف عبء العقوبات الأميركية التي أثبتت نجاعتها.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية عباس موسوي الاثنين، إن تفاصيل خطة “هرمز للسلام” ستقدم قريبا بصورة خطية، خاصة إلى الدول الثماني التي دعيت للانضمام إلى هذه المبادرة أو “تحالف الأمل”.
واستغل الرئيس الإيراني حسن روحاني تمثيل بلاده في الجمعية العامة للأمم المتحدة من أجل عقد عدة لقاءات مع مسؤولين دوليين لإقناعهم بالمبادرة الإيرانية، التي تزامنت مع دعوات سعودية إلى ضرورة وقف انتهاكات إيران المتكررة وتدخلها في الشؤون الداخلية لدول المنطقة.
وأشار موسوي إلى أن روحاني اجتمع مع 15 من رؤساء الدول على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، وشرح لهم مبادرة هرمز للسلام، كما التقى المثقفين ومندوبي وسائل الإعلام الأمريكية الرئيسية. كما التقى وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف في نيويورك 22 وزيرا للخارجية ومسؤولين من الأمم المتحدة والمنظمات الدولية وعقد محادثات معهم.
وباتت طهران اليوم على يقين بمدى اشتداد الخناق عليها بعد تخلي دول الاتحاد الأوروبي عن دعم الاتفاق النووي في ظل تنصل الجمهورية الإسلامية من كافة التزاماتها النووية.
ودعت كل من فرنسا وبريطانيا وألمانيا إلى العمل بالتنسيق مع الولايات المتحدة الأميركية لعقد اتفاق جديد مع طهران يتماشى مع تغيرات المرحلة وبشروط جديدة.
من جانبها، دعت السعودية المجتمع الدولي إلى اتخاذ موقف حاسم تجاه إيران وكبح أنشطتها التخريبية التي تهدد المنطقة والعالم بعد الهجوم على منشأتي أرامكو.
وتعمل حاليا الإدارة الأميركية بالتنسيق مع الرياض وأبوظبي على دراسة خيارات الرد على طهران بصورة جذرية لوقف انتهاكاتها المتكررة، حيث أكدت مصادر أن ترامب يخير المضي قدما في مزيد تشديد العقوبات على اقتصاد البلاد.
واستبعد ترامب تخفيف الضغوط الاقتصادية على إيران، وقبل ساعات من كلمة روحاني في الأمم المتحدة، أعلن وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو فرض عقوبات على شركات صينية متهمة بـ”نقل نفط من إيران” في “انتهاك” للحظر الأميركي على هذا البلد.
وأضاف بومبيو “نقول للصين ولجميع الدول: عليكم أن تعلموا أننا سنفرض عقوبات على أي خرق لعقوباتنا التي تستهدف أي نشاط” مع إيران.
وتعتبر الصين التي تخوض حربا تجارية مع الولايات المتحدة، هي أكبر مشتر للنفط الإيراني. وأكدت الإدارة الأميركية في أكثر من مناسبة أنها ستجبر جميع الدول على التوقف عن شراء النفط الإيراني.
ومنعت واشنطن كبار المسؤولين الإيرانيين وأفراد أسرهم من السفر إلى الولايات المتحدة لحضور أعمال الجمعية العام للأمم المتحدة، كما فرضت قيودا صارمة على تحركات روحاني في نيويورك.
ولم تقتصر العقوبات الأميركية على النظام في إيران، وإنما شملت أهم أذرعها المسلحة في المنطقة حزب الله اللبناني، حيث ضيقت الإدارة الأميركية الخناق على التعاملات المالية للحزب المصنف إرهابيا/
العرب