أعلن البيت الأبيض، صباح اليوم الإثنين، أن “القوات الأميركية لن تدعم العملية العسكرية التركية المرتقبة شمال سورية، ولن تشارك فيها”. وقال البيت الأبيض في بيان صدر، عقب اتصال هاتفي جرى بين الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ونظيره الأميركي دونالد ترامب مساء الأحد، إن تركيا “ستتحرك قريباً بعملية عسكرية تخطط لها منذ فترة طويلة في شمال سورية، والقوات الأميركية لن تدعم هذه العملية ولن تشارك فيها”.
وأضاف البيان، حسب ما ذكرته وكالة “الأناضول”، أن “القوات الأميركية التي هزمت تنظيم داعش الإرهابي، لن توجد بشكل مباشر في تلك المناطق”.
وأوضح أن واشنطن “تمارس ضغوطاً على فرنسا وألمانيا وباقي دول الاتحاد الأوروبي، لاستعادة مواطنيها المنتسبين إلى داعش والمعتقلين في شمال سورية”، موضحاً أن “هذه الدول ترفض استعادة هؤلاء الإرهابيين، والولايات المتحدة لن تعتقلهم إلى الأبد”.
وأشار البيان إلى أن “تركيا ستكون مسؤولة بعد الآن عن مقاتلي داعش الذين اعتقلتهم الولايات المتحدة في المنطقة خلال العامين الأخيرين”.
وكان الرئيسان التركي والأميركي قد بحثا أمس “المنطقة الآمنة” التي من المخطط إقامتها شرق الفرات بسورية، وقررا اللقاء في واشنطن، خلال نوفمبر/تشرين الثاني المقبل.
وتبادل أردوغان مع ترامب الآراء حول القضايا الثنائية بين تركيا والولايات المتحدة، و”المنطقة الآمنة” التي من المخطط إقامتها شرق الفرات.
وأكّد أردوغان لترامب أنّ إقامة المنطقة الآمنة “شرط للقضاء على التهديد الإرهابي” الناجم عن المليشيات الكردية، وأنّها “تشكل الظروف المناسبة لعودة اللاجئين السوريين إلى بلادهم”.
وزادت تركيا من وتيرة تحركاتها العسكرية، استباقاً لإطلاق عملية شرق الفرات، حيث تتجه الأوضاع إلى صدام عسكري مباشر بين الجيش التركي المتأهب وبين مليشيات “قوات سورية الديمقراطية” (قسد)، التي تهدد بمواجهة مفتوحة في حال نفّذ الأتراك تهديدهم بالتدخل العسكري المباشر، كما حدث مطلع العام الماضي في منطقة عفرين شمال غربي حلب.
ومن الواضح أن أنقرة قررت حسم الموقف في شمال شرقي سورية، والقضاء على القوات التي تدعمها أميركا، حيث يتخوف الأتراك من قيام إقليم ذي صبغة كردية على حدودهم في حال تساهلهم، خصوصاً أن الجانب الأميركي غير جدّي بما يكفي لطمأنة الأتراك وتبديد مخاوفهم.
وقالت مصادر في وزارة الخارجية التركية أمس لـ”العربي الجديد”، إن “الأمور ساخنة جداً، ولن تكون هناك عملية من دون إعلام الجانب الأميركي، وإن جرت عملية ستكون محدودة والدخول إلى منطقة محدودة (هي ريف تل أبيض) بهدف رفع سقف التفاوض مع واشنطن وتحقيق مكاسب”.
العربي الجديد