بغداد – قالت مصادر عراقية مطلعة إن الآلاف من قوات الحرس الثوري ومقاتلي حزب الله اللبناني يتمركزون في العراق كقوة احتياطية ضاربة لإنقاذ النظام إذا وصل التهديد إلى مداه، وذلك في خضم موجة احتجاج غير مسبوقة اندلعت مطلع الشهر الجاري، وتعرضت لقمع حكومي عنيف.
وفضلا عن الربط بين عناصر الحرس الثوري السبعة آلاف، الذين قيل إنهم يحمون الزوار الإيرانيين الذين سيؤدون زيارة أربعينية الإمام الحسين في كربلاء، يتداول نشطاء أنباء عن دخول عناصر تابعة لحزب الله اللبناني إلى العراق، للمشاركة في تأمين الحكومة أمام ضغط الاحتجاج..
وقالت المصادر إن الحرس الثوري الإيراني وحزب الله اللبناني، وضعا 10 آلاف مقاتل تحت إمرة “أبي جهاد الهاشمي”، وهو مدير مكتب رئيس الوزراء العراقي، في حال ساءت الأوضاع.
ويأتي الزج بالآلاف من عناصر الميليشيات الأجنبية في العراق لإعادة سيناريو التدخل الإيراني لإنقاذ نظام الرئيس السوري بشار الأسد في لحظة ترنحه.
وشهدت الأوساط الشيعية الحاكمة في العراق حالة من الاستنفار، ولم يعد رئيس الوزراء العراقي عادل عبدالمهدي يهتم بصورته في الأوساط الشعبية كثيرا، إذ كانت الأولوية بالنسبة إلى الجميع هي حماية النظام السياسي الذي يصب كله في خدمة مصالح إيران ونفوذها في العراق والمنطقة.
وفي ليلة وضحاها، تحول عبدالمهدي من مسؤول موصوف بالحكمة والعقلانية، إلى قاتل تسبب في سقوط قرابة 200 متظاهر، وجرح نحو 7 آلاف آخرين، وهو يدافع عن نظام سياسي متهم بالتبعية لإيران، أمام شبان عزل خرجوا لأنهم سئموا من وعود الإصلاح التي تلقوها طيلة أعوام.
ومنذ اليوم الأول للاحتجاج، حاول المتظاهرون تنزيه القوات الأمنية العراقية من تهمة القمع، مع علمهم بوجود قادة عسكريين مستعدين لتنفيذ أوامر السلطة ضد أي كان، في مقابل تحميل أطراف ميليشياوية، على صلة وثيقة بإيران، مسؤولية التصعيد الأمني الكبير ضد المحتجين.
وتخشى إيران من أن تنزلق أوضاع العراق نحو تغيير النظام السياسي فعلا، لكنها، وفقا لمراقبين، لا تدرك أنها تخسر الكثير من شعبيتها يوميا.
وتسود في أوساط حركة الاحتجاج تصورات واضحة بشأن مسؤولية إيران عن هذا النظام السياسي، الموصوف بالفساد وسوء الإدارة والفشل، بعد 16 عاما من إسقاط نظام حزب البعث لذلك يوجه المتظاهرون سهام نقدهم نحو طهران.
وتمثل العبارة الشائعة باللهجة الدارجة “إيران برا برا”، ومعناها “أخرجي يا إيران من العراق”، إحدى أهم أيقونات حركة الاحتجاج الحالية، بعدما كانت تظهر مواربة في احتجاجات سابقة.
ويقول مراقبون إن هذه الخشية الإيرانية لا تتعلق بالنظام السياسي العراقي لذاته، وإنما بسبب الدور الذي صممته طهران كي يلعبه العراق في الصراع بين إيران والولايات المتحدة.
وتنظر إيران إلى العراق بوصفه منصتها الأهم للدفاع عن مصالحها في المنطقة، كما أنه خزان بشري شيعي يمكنه مد سوريا واليمن بالمقاتلين الذين يقاتلون بالنيابة.
العرب