العملية التركية تصطدم بمقاومة قوات سوريا الديمقراطية

العملية التركية تصطدم بمقاومة قوات سوريا الديمقراطية

رأس العين (سوريا) – دخل الجنود الأتراك والمقاتلون السوريون الموالون لهم السبت بلدة رأس العين في شمال شرق سوريا حيث تدور اشتباكات عنيفة مع قوات سوريا الديمقراطية في اليوم الرابع لهجوم تقوم به أنقرة برغم تهديدات أميركية بفرض عقوبات عليها.

وأعلنت وزارة الدفاع التركية السبت سيطرتها على البلدة، وهو ما نفته قوات سوريا الديمقراطية ومصادر أخرى.

وتخوض قوات سوريا الديمقراطية معارك عنيفة للحد من تقدم القوات التركية في مناطق سيطرتها. وتتركز المعارك في منطقتي رأس العين في شمال محافظة الحسكة، وتل أبيض في شمال محافظة الرقة.

وأعلنت وزارة الدفاع التركية أنه “نتيجة للعمليات الناجحة تمت السيطرة على رأس العين”. إلا أن مسؤولا في قوات سوريا الديمقراطية قال “رأس العين لا تزال تقاوم، والاشتباكات العنيفة مستمرة”.

وأكد المرصد السوري لحقوق الإنسان دخول القوات التركية والمقاتلين الموالين لها إلى البلدة دون أن تسيطر عليها. وأشار شهود عيان في المكان إلى صعوبة تقدم تلك القوات بسبب القناصة المنتشرين. كما تحدث قيادي في الفصائل الموالية لأنقرة عن “بطء في التقدم نتيجة للمقاومة الشرسة لوحدات حماية الشعب الكردية، وعدد القناصة الكثيف جدا”.

وشاهدت نفس المصادر قرب رأس العين مقاتلين موالين لأنقرة يتوجهون نحو جبهات القتال. كما شاهدوا في تل تمر جنوب رأس العين سيارات تقل مقاتلين من قوات سوريا الديمقراطية محملين بالأسلحة وآليات مدرعة يتجهون إلى الجبهات.

ويتوقع محللون أن يقتصر الهجوم التركي في مرحلة أولى على المنطقة الممتدة بين رأس العين وتل أبيض ذات الغالبية العربية خلافا لغالبية المناطق الحدودية الأخرى ذات الغالبية الكردية. ويبلغ طول المنطقة أكثر من مئة كيلومتر.

وسيطرت القوات التركية منذ بدء هجومها وفق المرصد على 23 قرية حدودية، غالبيتها في محيط تل أبيض.

ومع سقوط عشرة قتلى مدنيين الجمعة بنيران القوات التركية والمقاتلين الموالين لها، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان، بلغت حصيلة القتلى في الهجوم التركي إلى 28 مدنيا، فضلا عن 74 مقاتلا من قوات سوريا الديمقراطية.

وفي الجهة المقابلة من الحدود، قتل منذ الخميس 18 مدنيا بقذائف اتهمت السلطات المقاتلين الأكراد بإطلاقها. وأفاد الهلال الأحمر الكردي السبت عن قصف طال نقطته الطبية جنوب رأس العين، ولم يعد بوسعه الدخول إلى رأس العين لنقل المصابين.

وحذرت منظمات دولية من كارثة إنسانية جديدة في سوريا. واعتبرت منظمة أطباء بلا حدود أن التصعيد “سيفاقم من الصدمات التي تكبّدها السوريون” خلال سنوات النزاع، مشيرة إلى إغلاق مستشفى تدعمه في تل أبيض.

وقدرت الأمم المتحدة نزوح مئة ألف مدني من مناطق حدودية منذ بدء الهجوم التركي. وقالت منظمة الأغذية العالمية السبت إن “المزيد من الأشخاص يغادرون (مناطقهم) بشكل يومي، والأعداد في ازدياد”.

وفي تل تمر قرب مدينة الحسكة، قالت يسرى الصالح (38 عاما) النازحة حديثا “دائما نُهجّر من كل الأماكن، لقد دُمرنا”، متسائلة “ماذا يريد (الرئيس التركي) منّا؟”.

وتهدف تركيا من هجومها إلى إقامة منطقة عازلة تنقل إليها قسما كبيرا من 3.6 ملايين سوري لديها. وأكد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الجمعة إصراره على مواصلة العملية برغم التهديدات الأميركية المتصاعدة ضده بفرض عقوبات على بلاده.

وقالت قوات سوريا الديمقراطية إن هجوم تركيا على شمال سوريا أنعش تنظيم الدولة الإسلامية ودعت دول التحالف التي تقاتل هذا التنظيم إلى إغلاق المجال الجوي أمام الطائرات الحربية التركية.

وقال ريدور خليل القيادي الكبير في قوات سوريا الديمقراطية، في بيان بثه التلفزيون، “الغزو التركي لم يعد يهدد بانتعاش داعش بل أنعشها ونشط خلاياها في القامشلي والحسكة وكل المناطق الأخرى”، مشيرا إلى هجمات بسيارات ملغومة في المدينتين.

وأضاف “ما زلنا إلى الآن نتعاون مع التحالف لمحاربة داعش، إننا الآن نحارب على جبهتين، جبهة الغزو التركي وجبهة داعش”.

وبدأت تركيا هجومها بعد يومين من سحب واشنطن مجموعة محدودة من جنودها من نقاط حدودية في شمال شرق سوريا.

وبعدما طالته انتقادات لاذعة متهمة إياه بالتخلي عن الأكراد ومحذرة من عودة تنظيم الدولة الإسلامية، هدد الرئيس الأميركي دونالد ترامب تركيا بتدمير اقتصادها في حال تخطت حدودها.

العرب