الرياض- قررت السعودية السبت، استقبال تعزيزات إضافية للقوات والمعدات الدفاعية الأمريكية لـ”صون الأمن الإقليمي ومواجهة أي محاولات تهدد الاستقرار في المنطقة، والاقتصاد العالمي”.
ووافقت وزارة الدفاع الأميركية الجمعة على نشر ثلاثة آلاف جندي إضافي ومعدات عسكرية، ضمنها صواريخ باتريوت ومنظومة “ثاد” في السعودية لحماية حليفتها الرئيسية في المنطقة من أعمال “زعزعة الاستقرار” التي يقول الأميركيون إنّ إيران تقودها.
وذكرت وكالة الأنباء السعودية الرسمية نقلا عن مصدر في وزارة الدفاع أنّه “تقرر استقبال تعزيزات إضافية للقوات والمعدات الدفاعية في إطار العمل المشترك بين المملكة والولايات المتحدة لصون الأمن الإقليمي ومواجهة أي محاولات تهدد الاستقرار في المنطقة والاقتصاد العالمي”.
وأضاف المصدر أن “الولايات المتحدة تشارك حكومة المملكة الحرص على حفظ الأمن الإقليمي وترفض المساس به بأي شكل من الأشكال”
وأوضح المصدر أن القرار يأتي “تنفيذا لتوجيهات” العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز وولي العهد ووزير الدفاع محمد بن سلمان.
وتابع المصدر “ترى المملكة في الشراكة العسكرية مع الولايات المتحدة امتداداً تاريخياً للعلاقات الاستراتيجية والتوافق في الأهداف لضمان الأمن والسلم الدوليين”.
وفي نهاية سبتمبر الفائت، أعلنت وزارة الدفاع الأميركية نشر 200 جندي مع صواريخ باتريوت في السعودية للمساعدة في الدفاع عن المملكة في اول انتشار مماثل منذ انسحاب القوات الاميركية في 2003.
وجاء في بيان للبنتاغون الجمعة أنّ وزير الدفاع الأميركي مارك إسبر “أبلغ ولي العهد السعودي وزير الدفاع محمد بن سلمان هذا الصباح بنشر القوات الاضافية لضمان وتعزيز الدفاع عن السعودية”.
وتأتي الخطوة الاميركية مع استمرار التوتر في الخليج.
والشهر الفائت، ارتفع منسوب التوتر بين الولايات المتحدة وإيران بعدما تعرّضت منشآت نفطية لشركة النفط السعودية الحكومية أرامكو في المملكة لقصف بواسطة طائرات مسيّرة وصواريخ “كروز”، في هجوم تبنّاه المتمردون الحوثيون في اليمن، لكنّ واشنطن حمّلت مسؤوليته لإيران التي نفت أي ضلوع لها به.
والجمعة، تعرضت ناقلة نفط إيرانية لضربتين يشتبه بأنهما صاروخيتان قبالة سواحل السعودية، وفق الشركة المالكة لها، في أول استهداف لسفينة تابعة للجمهورية الإسلامية منذ سلسلة هجمات شهدتها منطقة الخليج وحمّلت واشنطن طهران مسؤوليتها.
وخيّم التوجس على رد فعل إيران على قرار الولايات المتحدة نشر المزيد من قواتها في المنطقة هذا العام. وتنفي طهران مسؤوليتها عن الهجوم على منشأتي النفط السعوديتين وعن هجمات استهدفت ناقلات نفط في الخليج هذا العام.
ودفعت التطورات الجارية في المنطقة إلى الواجهة بفكرة تشكيل تحالف أمني عسكري لحماية أمن الملاحة البحرية في الخليج وبحر عمان والمدخل الجنوبي للبحر الأحمر، وهي الفكرة التي ظهرت لأول مرة في يوليو الماضي على لسان رئيس هيئة الأركان المشتركة الأميركية، الجنرال جوزيف دانفورد، بعد سلسلة من الهجمات على ست ناقلات نفط، وإسقاط الدفاعات الجوية الإيرانية طائرة استطلاع أميركية، قرب مضيق هرمز.
وتتواصل واشنطن على مستويات مختلفة، مع مسؤولين من 62 دولة، لمناقشة تشكيل التحالف الذي أعلنت السعودية موافقتها على الانضمام إليه.
العرب