باريس – أثارت العملية التركية شمال سوريا استياء دوليا ورفضا غربيا مطلقا نظرا لتداعياتها الوخيمة على أمن المنقطة وجهود مكافحة الإرهاب، حيث طالبت فرنسا بـ”الوقف الفوري” للهجوم التركي.
وصدر بيان من الإليزيه إثر اجتماع لمجلس الدفاع والأمن القومي في باريس برئاسة الرئيس إيمانويل ماكرون، أكد أن باريس ستكثف جهودها الدبلوماسية بالتنسيق مع شركائها الأوروبيين لبحث وقف العملية العسكرية التركية.
وحذر ماكرون بأن العملية العسكرية التي باشرتها تركيا لطرد مقاتلي وحدات حماية الشعب الكردية من شريط واسع في شمال شرق سوريا قد “تتأتى عنها عواقب إنسانية خطيرة وعودة داعش إلى الظهور في المنطقة وزعزعة الاستقرار بشكل دائم في المنطقة”.
وحيال دخول قوات نظام الرئيس السوري على خط المواجهات شمال البلاد بمقتضى اتفاق بين الأكراد ودمشق، قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الاثنين إنه لا يعتقد أن أي مشاكل ستقع في مدينة كوباني السورية بعد انتشار الجيش السوري على الحدود، مضيفا أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أبدى “نهجا إيجابيا”.
وفي حديث للصحافيين قبل التوجه لأذربيجان، قال أردوغان إن تركيا ستنفذ خططها بشأن بلدة منبج في شمال سوريا وستقوم بتوطين عرب هناك، وأضاف أن القرار الأميركي بسحب نحو ألف جندي من شمال سوريا خطوة إيجابية.
ورغم ردود الأفعال الدولية الرافضة للعملية التركية، أكد المتحدث باسم الرئاسة التركية، إبراهيم قالن، أن عملية “نبع السلام” الجارية ضد الإرهابيين شرق الفرات بسوريا، لن تتوقف لحين تحقيق أهدافها.
وردا على التعنت التركي من المنتظر أن تتخذ دول أوروبية موقف موحد وحازم ضد النظام التركي، مع إمكانية بحث فرض عقوبات وحظر لتصدير الأسلحة إلى تركيا.
كما علقت برلين تصدير الأسلحة إلى تركيا التي يمكن استخدامها في سوريا، وهو ما يتوافق مع القرارات التي اتخذتها فرنسا والسويد وهولندا وفنلندا والنرويج.
ودعت السويد إلى فرض حظر على صادرات الأسلحة لتركيا على مستوى الاتحاد الأوروبي، بالإضافة لطرح إمكانية فرض تدابير تقييدية على الأفراد.
وقال دبلوماسيون بالاتحاد الأوروبي إنهم لا يتوقعون اتخاذ قرارات بفرض عقوبات خلال محادثات اليوم في لوكسمبورج. ومع ذلك، من المرجح أن تتم مناقشة هذه القضية خلال قمة لزعماء الاتحاد الأوروبي في وقت لاحق هذا الأسبوع.
في المقابل، يؤكد وزير الخارجية الألماني هايكو ماس على أهمية الإبقاء على حوار مع تركيا، ولا يخير الرد أولا بعقوبات اقتصادية بسبب توغلها العسكري في شمال سوريا.
وقال ماس الاثنين في مستهل مشاورات وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي في لوكسمبورج “من المهم الإبقاء على حوار مع تركيا حتى يمكن التأثيرعليها”، مؤكدا في المقابل ضرورة الاحتفاظ بإجراءات أخرى حال عدم نجاح آلية الحوار.
وأضاف ماس “ما يحدث في شمال سورية يدعونا إلى القلق على نحو كبير.. لقد تسبب ذلك حتى الآن في عواقب إنسانية كارثية، فهناك أكثر من مئة ألف شخص اضطروا للفرار، والوضع في المنطقة أصبح مزعزعا تماما على المستوى السياسي”.
وحذر الاتحاد الأوروبي من أن العملية التركية تهدد بزعزعة استقرار المنطقة وتفاقم معاناة المدنيين وتسبب في نزوح أعداد كبيرة من السكان وتمثل تهديدا للتقدم المحرز ضد تنظيم داعش المتطرف.
العرب