نظرًا للتطورات العسكرية الحالية في سوريا وآخرها قرار الولايات المتحدة الأمريكية سحب قواتها من شمالي سوريا، وتأثير هذا القرار على العراق، فإنه من المقرر يصل اليوم-الأربعاء- العراق مارك اسبر وزير الدفاع الأمريكي بتاء على دعوة رسمية وجهت إليه من قبل نظيره العراقي نجاح حسن الشمري، الذي سيلتقي معه في بغداد، وسيلتقي مارك إسبر خلال زيارته عادل عبدالمهدي قائد العام للقوات المسلحة العراقية رئيس وزراء العراق، كما أن سيزور قواته المنتشرة في بعض القواعد العسكرية الأمريكية في العراق.
وعلى صعيد التطورات العسكرية، سيبحثان الوزيران الوضع العسكري في سوريا والعراق، وانسحاب القوات الأمريكية من شمالي سوريا، التي جزء منها ستتجه نحو إقليم كردستنان العراق، والآخر متجهة نحو قاعدة عين الأسد الأمريكية في محافظة الأنبار لتنتق -فيما بعد- تلك القوات المنسحبة من شمالي سوريا إلى دولة الكويت.
وهذا ما أكده البيان المقتضب الصادر عن قيادة العمليات العراقية المشتركة، اليوم الثلاثاء، قالت فيه إن القوات الأميركية لم تُمنح موافقة على البقاء في العراق، وإن دخولها من سورية كان بهدف انتقالها إلى خارج العراق. وقالت قيادة العمليات المشتركة، وهي أعلى تشكيل قيادي لإدارة مختلف التشكيلات العسكرية والأمنية العراقية، ويشرف عليها رئيس الوزراء عادل عبد المهدي، في بيان صحافي، إن “وسائل إعلام تناقلت تصريحات بخصوص انسحاب القوات الأميركية من سورية باتجاه العراق”. وأضاف: “نبين هنا أن جميع القوات الأميركية التي انسحبت من سورية، حصلت الموافقة على دخولها إقليم كردستان، لتنقل إلى خارج العراق”، مشددة على أنه “لا توجد أي موافقة على بقاء هذه القوات داخل العراق”.
كما سيبحثان الوزيران اتفاق الإطار الاستراتيجي بين العراق والولايات المتحدة الأمريكية، وسيبحثان أيضًا القلق المشروع للحكومة والقيادة العسكرية من دخول مجرمي داعش إلى الأراضي العراقية، والعمل على تنسيق الجهود في مواجهة خطر تنظيم داعش الإرهابي. فقبيل انطلاق العملية العسكرية التركية بأيام حاولت “قسد” استخدام ورقة الأسرى المنتمين إلى تنظيم “داعش” الإرهابي لديها كورقة ضغط على المجتمع الدولي من أجل ثني تركيا عن دخول منطقة شرقي الفرات، لكن أنقرة لم تلق بالاً لهذا الأمر، حيث تعتبر وجود “وحدات حماية الشعب” الكردية على حدودها خطراً داهماً يهدد أمنها القومي. ولم تتأخر “قسد”، التي تهيمن عليها “الوحدات” الكردية، طويلاً في تنفيذ تهديدها، حيث نقلت وكالة “رويترز” عن “الإدارة الذاتية” الكردية، الأحد الماضي، تأكيدها أن 785 أجنبياً من عناصر تنظيم “داعش”، تمكنوا من الفرار من مخيم عين عيسى بمحافظة الرقة شمال شرقي سورية حيث كانوا محتجزين. ونقلت الوكالة عن مصادر كردية قولها إن فرارهم تم بعد أن هاجم عناصر، يبدو أنهم من الخلايا النائمة لـ”داعش”، المخيم والحراس، وفتحوا الأبواب من أجل فرار السجناء.
فعلى الرغم من انشغال عادل عبدالمهدي رئيس وزراء العراق بتداعيات المظاهرات التي اندلعت في العراق في غرة الشهر الحالي، ومطالب المتظاهرين المشروعة، إلا أن عادل عبالمهدي يضع محاربة تنظيم داعش في سلم أولوياته لأنه يدرك بشكل عميق لا يمكن الحديث في غياب الأمن عن الاستقرار المجتمعي والازدهار الاقتصادي، لذلك يعقد اجتماعات أمنية وعسكرية مكثفة لمراقبة آخر التطورات على الحدود العراقية -السورية.
فلم ينته بعد خطر تنظيم داعش الإرهابي، الذي حاول العودة مجددًا إلى المحافظات المحررة من إجرامه، وما أدل على ذلك استشهاد-يوم أمس الثلاثاء- اللواء الركن علي اللامي قائد الفرقة الرابعة شرطة اتحادية ومعه العميد محمد علاوي مدير عمليات الفرقة الرابعة شرطة اتحادية ومعهم خمسه من حماياتهم في كمين من قبل فلول داعش في منطقة البزول خلف قصر العاشق في قضاء سامراء.
وحدة الدراسات العراقية
مركز الروابط للبحوث والدراسات الاستراتيجية