جددت السلطات العراقية فرض حظر التجوال في محافظة البصرة جنوبي العراق بعد ساعة من رفعه، وذلك على خلفية خروج آلاف المتظاهرين إلى الشوارع، في محاولة للوصول إلى مبنى الحكومة المحلية المحاط بالحواجز الكونكريتية.
وأكد محافظ البصرة ورئيس اللجنة الأمنية أسعد العيداني تمديد حظر التجوال في بيان مقتضب دون ذكر المزيد من التفاصيل.
إلا أن مصادر محلية قالت لـ”العربي الجديد” أن متظاهري البصرة “استغلوا رفع حظر التجوال فتدفقوا إلى الشوارع بكثافة، ما دفع القوات العراقية إلى إطلاق النار في الهواء والغاز المسيل للدموع من أجل تفريقهم”، مبينة أن المحتجين “اضطروا إلى تقسيم أنفسهم إلى مجموعات صغيرة تتجول في الشوارع الضيقة والمناطق السكنية على أمل التجمع مرة أخرى في وقت لاحق من الليلة”.
وذكرت المصادر أن القوات العراقية تلاحق المتظاهرين في الشوارع، مشيرة إلى اعتقال عدد منهم.
كذلك واصل متظاهرو محافظة الديوانية (جنوباً) احتجاجاتهم، وقام عدد منهم بنصب خيم اعتصام وسط المدينة، ما دفع السلطات العراقية إلى قطع التيار الكهربائي عن المعتصمين.
وبحسب محمد خشان، وهو أحد متظاهري محافظة ذي قار الجنوبية فإن متظاهري المحافظة بدأوا ليل الأحد حراكاً لتنظيم عصيان مدني يستثني المؤسسات الصحية والخدمية، مبيناً أن تظاهرات ومظاهر احتجاجية سترافق ذلك.
وقابلت الحكومة العراقية دعوات العصيان المدني والإضراب عن الدوام الرسمي بإصدار أوامر لجميع الموظفين والطلبة بالالتحاق بمؤسساتهم وجامعاتهم ومدارسهم وتوعّدت بعقوبات للمخالفين.
وفي كربلاء، أفادت مصادر صحية لـ”العربي الجديد”، بوجود حالات اختناق بالغاز خلال تفريق الأمن العراقي للمتظاهرين، فيما عمدت قوات الأمن كذلك إلى إغلاق منافذ المدينة.
وأما في العاصمة بغداد، فما يزال آلاف المحتجين يتجمعون في ساحة التحرير وسط العاصمة، وفقاً لمشاركين في التظاهرات قالوا لـ”العربي الجديد” إن عمليات كر وفر تجري في الساحة، إذا يحاول المحتجون بين الحين والآخر عبور جسر الجمهورية باتجاه المنطقة الخضراء، إلا أن قوات الأمن تفرقهم بالغاز المسيل للدموع، مشيرين إلى إصابة العشرات بحالات اختناق.
إلى ذلك، قال قائد جهاز مكافحة الإرهاب العراقي طالب شغاتي إن انتشار قواته في بغداد “يهدف إلى حماية المواطنين وتحقيق الاستقرار والأهداف الحيوية للدولة في بغداد وبقية المحافظات”.
وأضاف شغاتي أن “انتشار قوات مكافحة الإرهاب يأتي لحفظ الأمن والاستقرار، وأن مسؤولية الجهاز هي تدمير الخيوط والشبكات الإرهابية، ومتابعة القيادات الإرهابية، ومنع التطرف العنيف”، موضحاً أن أمن التظاهرات “هو من مسؤولية وزارة الداخلية وبقية الجهات المختصة بالأمن الداخلي”.
وقالت وسائل إعلام محلية أمس السبت إن رئيس الوزراء العراقي عادل عبد المهدي كلف جهاز مكافحة الإرهاب بإنهاء التظاهرات، بالتزامن مع انتشار مكثف للجهاز في بغداد ومدن جنوبية.
في غضون ذلك، أكد نائب رئيس “هيئة الحشد الشعبي” أبو مهدي المهندس أن مليشيات “الحشد”، “ستتدخل في أحداث التظاهرات في الوقت المناسب، وتحت إمرة القائد العام للقوات المسلحة”، موضحاً خلال حديث له بمجلس عزاء لأحد قادة المليشيات الذي قُتل في اشتباك مع المتظاهرين أن “الحشد الشعبي”، “مستعد للوقوف بوجه الفتنة التي تريد تدمير العراق ومنجزاته”.
وشهد العراق اليوم سلسلة استقالات احتجاجاً على استخدام السلطات العراقية القوة لفض التظاهرات، حيث استقال النائب عن تحالف “النصر” طه الدفاعي، كما استقال نائبان عن الحزب الشيوعي العراقي، فيما حذّر مقتدى الصدر من محاولات الحكومة العراقية زج “الحشد” بصدام مع الشعب ملوحاً باعتصامات وإضراب عام.
العربي الجديد