دعا رئيس الوزراء العراقي عادل عبد المهدي المحتجين للسماح بعودة الحياة إلى طبيعتها، بينما تشهد البلاد غلقا للطرقات بالتزامن مع مظاهرات وإضرابات في إطار الاحتجاجات المستمرة لليوم العاشر على التوالي.
ففي رسالة وجهها للمتظاهرين اليوم الأحد، قال عبد المهدي إن الوقت قد حان لتعود الحياة إلى نسقها العادي بعد شهر من الاحتجاجات، وذلك من خلال فتح الطرقات المغلقة والجامعات والمدارس والأسواق والمصانع المعطلة في العاصمة بغداد وعدة محافظات جنوبية.
وأضاف أن المظاهرات الشعبية حققت كثيرا من أهدافها، وأدت إلى حراك سياسي واسع، ودفعت السلطات الثلاث إلى مراجعة مواقفها، معتبرا أن الهزة التي أحدثتها هذه المظاهرات للمنظومة السياسية في البلاد أدت إلى صدور قرارات عديدة لتلبية كثير من المطالب.
وتابع عبد المهدي أن هذا يستوجب الاستمرار في حماية ودعم المظاهرات السلمية والتمييز بينها وبين الخارجين على القانون للنجاح في مواجهة نظام المحاصّة والامتيازات الخاصة والفساد.
وفي الرسالة نفسها، قال رئيس الوزراء العراقي إن المظاهرات تسببت في خسائر كبيرة للعراق تعد بمليارات الدولارات بسبب التهديد الذي تعرضت له المصالح النفطية وقطع الطرق عن موانئ البلاد.
وشكلت الاحتجاجات التي قتل فيها أكثر من 250 شخصا وأصيب فيها بضعة آلاف آخرين، ضغطا على القوى الحاكمة. وفي الأيام الماضية بدا عبد المهدي نفسه معرضا للإقالة رغم حديثه عن إجراءات اتخذتها حكومته لتلبية مطالب المتظاهرين، خاصة في ما يتعلق بمكافحة الفساد.
سياسيا أيضا، قال الرئيس العراقي برهم صالح إنه يجري العمل حاليا على إعداد مشروع قانون جديد للانتخابات سيتم الانتهاء منه وتقديمه إلى مجلس النواب خلال الأسبوع الجاري.
وأشار بيان صادر عن مكتب رئيس الجمهورية إلى أن مشروع القانون الجديد يضمن احترام آراء الناخبين، ويحقق العدالة في التنافس بين المرشحين، مشددا على ضرورة تغيير مفوضية الانتخابات بأخرى تقوم على أسس مهنية بعيدا عن التسييس والولاءات الحزبية.
احتجاجات مستمرة
في هذه الأثناء، تستمر المظاهرات في بغداد وعدد من المحافظات العراقية احتجاجا على تردي الأوضاع المعيشية، ومطالبة بالإصلاح السياسي والاقتصادي في البلاد.
وكان محتجون قد عمدوا صباح الأحد الى إغلاق عدد من طرقات وسط العاصمة بغداد. كما أغلقت المدارس أبوابها للأسبوع الثاني استجابة لدعوة أطلقها نقيب المعلمين ودعا فيها إدارات المدارس إلى الاستمرار في الإضراب دعما للمتظاهرين ومطالبهم.
وفي محافظة الديوانية جنوبي العراق، خرجت مظاهرات تطالب بضرورة تحقيق مطالب الشعب في مكافحة الفساد وتحسين الأوضاع الاقتصادية.
كما طالب المتظاهرون بضرورة عمل إصلاح اقتصادي وسياسي شامل، ورفعوا لافتات تؤكد مساندة الحراك الشعبي المتواصل منذ عشرة أيام في بغداد ومختلف محافظات الجنوب.
وفي البصرة التي تقع بدورها جنوبي البلاد، أعلن محتجون في وقت سابق بدء العصيان المدني اليوم الأحد.
وكانت هيئة المنافذ أعلنت إغلاق ميناء أم قصر في محافظة البصرة نتيجة استمرار اعتصامات آلاف المتظاهرين أمام بوابته.
واليوم أيضا رفض المعتصمون دعوة الجيش إلى الابتعاد عن الميناء، مؤكدين أن تغيير نظام الحكم في البلاد هو الشرط الرئيسي لاستئناف عمل الميناء الذي يعد العصب الرئيسي لدخول وخروج البضائع عبر البحر.
المصدر : الجزيرة + وكالات