احتجاجات العراق تُجمع على رفض الوصاية الإيرانية

احتجاجات العراق تُجمع على رفض الوصاية الإيرانية

بغداد – أقدم متظاهرون في محافظة الديوانية جنوب العاصمة العراقية بغداد على تمزيق جميع صور المرشد الأعلى للثورة الإيرانية السابق آية الله الخميني.

ويأتي تمزيق صور الخميني، بالتزامن مع غلق المحتجين لمنفذ سفوان البري مع الكويت والسيطرة على ميناء أم القصر واستمرار المظاهرات بالقرب من مبنى القنصلية الإيرانية في محافظة كربلاء (جنوب)، في صورة تعكس رفض العراقيين الوصاية الإيرانية على بلادهم.

ويتهم جزء كبير من الشارع العراقي إيران بأنها مهندسة النظام السياسي الذي يعتبرونه فاسداً ويطالبون بإسقاطه.

وتركز غضب المتظاهرين الذين يطالبون بـ”إسقاط النظام” خلال الأيام الماضية، على إيران صاحبة النفوذ الواسع والدور الكبير في العراق.

وما أجج غضب المحتجين هو ارتهان بغداد إلى الجمهورية الإسلامية والزيارات المتكررة لقائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني اللواء قاسم سليماني للعراق، وتصريحات المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية علي خامنئي عن وجود “مخططات من الأعداء لإثارة الفوضى وتقويض الأمن في بعض دول المنطقة”.

وجاء ذلك فيما أغلق متظاهرون منفذ سفوان البري الرابط بين دولة الكويت ومحافظة البصرة جنوبي البلاد، فيما قال متظاهرون إنهم استعادوا السيطرة على ميناء أم القصر بالمحافظة ذاتها بعد ساعات من سيطرة قوات الجيش عليه.

من جانبه عقد رئيس الوزراء العراقي عادل عبدالمهدي اجتماعا مع قادة الأمن بحضور رئيسي البرلمان محمد الحلبوسي ومجلس القضاء الأعلى القاضي فائق زيدان للوقوف على تطورات الوضع في البلاد.

ومنع المحتجون الحركة من وإلى المنفذ البري بين العراق والكويت من خلال إضرام النيران في إطارات السيارات بالمدخل الرئيسي.

وتزامن إغلاق منفذ سفوان البري مع الكويت، مع عودة سيطرة المحتجين على مداخل ميناء أم قصر الجنوبي والشمالي في البصرة عقب انسحاب قوات الجيش.

وشهد ميناء أم قصر مواجهات بين المحتجين وقوات الجيش العراقي التي حضرت إلى المكان في محاولة يائسة لإعادة فتحه، حيث استخدمت القوات الرصاص الحي ما أسفر عن وقوع قتلى وجرحى

وقال ياسر العبدلي أحد المتظاهرين إن “قوات الجيش التي وصلت إلى ميناء أم قصر حاولت إعادة فتح الميناء ودخلت في صدام مع المحتجين”.

وكانت الحكومة العراقية أرسلت تعزيزات عسكرية من قوات الجيش برفقة مدرعات وسيارات “هامفي” عسكرية إلى أم قصر مساء أمس الإثنين. وأغلق المعتصمون الميناء منذ الأربعاء الماضي، وقالت الحكومة إن غلق الميناء يتسبب بخسائر كبيرة ويعيق دخول المواد الغذائية للبلاد.

وللوقوف على تطورات الأوضاع في العراق، عقد رئيس الوزراء عادل عبد المهدي، الثلاثاء، اجتماعا مع قادة الأمن بحضور رئيسي البرلمان محمد الحلبوسي ومجلس القضاء الأعلى القاضي فائق زيدان.

وحضر الاجتماع العديد من المسؤولين منهم وزيرا الدفاع نجاح الشمري، والداخلية ياسين الياسري، ونائب رئيس هيئة الحشد الشعبي أبو مهدي المهندس وعدد من قادة قوات الأمن. ويأتي الاجتماع في ظل تصاعد وتيرة الاحتجاجات المناهضة للحكومة في بغداد ومحافظات أخرى في وسط وجنوبي البلاد.

ويسود استياء واسع في البلاد من تعامل الحكومة العنيف مع الاحتجاجات، فيما يعتقد مراقبون أن موجة الاحتجاجات الجديدة ستشكل ضغوطا متزايدة على حكومة عبد المهدي، قد تؤدي في النهاية إلى الإطاحة بها.

العرب