صبت الصحف البريطانية الصادرة صباح الإثنين جل اهتمامها على الملفات المحلية وخاصة الانتخابات العامة المقررة الشهر المقبل، وفي المقابل لم تول الكثير من الاهتمام للموضوعات العالمية باستثناءات قليلة، منها مقال في الإندبندنت عن “محاولات الميليشيات المدعومة إيرانيا” السيطرة على المظاهرات في العراق، ومحاولة عزل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب من منصبه.
الإندبندنت أونلاين نشرت مقالا تحليليا للكاتب المختص بأمور الشرق الأوسط باتريك كوبيرن بعنوان “كيف تسيطر الميليشيات المدعومة إيرانيا على العراق: طهران لديها دوما خطة”.
يقول كوبيرن إن الميليشيات المدعومة من إيران تطلق الرصاص على المحتجين العراقيين لمحاولة إبعادهم عن قلب العاصمة بغداد وإنهاء الاحتجاجات المستمرة منذ ستة أسابيع وتشكل تحديا غير مسبوق للنظام السياسي القائم في البلاد منذ انتهاء حقبة نظام صدام حسين في العام 2003.
ويضيف كوبيرن أن المظاهرات هي أيضا اكبر أزمة تواجهها النخبة السياسية في العراق منذ اجتياح تنظيم الدولة الإسلامية لأجزاء كبيرة من البلاد والسيطرة عليها.
ويوضح كوبيرن أن التهديد للنظام السياسي القائم في العراق من المظاهرات أقوى من تهديد تنظيم الدولة الإسلامية لأن التنظيم كان يشكل تهديدا خاصا للشيعة الذين لم يجدوا مفرا من مساندة جهود النخبة السياسية الرامية للتصدي للتنظيم بغض النظر عن مدى كفائتهم أو نزاهتهم أما هذه المرة فالمعادلة مختلفة.
ويقول كوبيرن إن “المذابح التي تجري في العراق للمتظاهرين مشابهة للتكتيكات التي استخدمها الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي عام 2013 لسحق المظاهرات المناهضة لانقلابه العسكري الذي أطاح بالحكومة المنتخبة”.
ويقارن كوبيرن بين أسلوب التصدي للمتظاهرين العراقيين الآن والأسلوب المختلف لمواجهتهم عندما اجتاحوا المنطقة الخضراء عام 2016 أو مظاهرات البصرة عام 2018 والتي لم تستخدم فيها الحكومة هذ القدر من القوة لفض المظاهرات.
ويعتبر كوبيرن أن قاسم سليماني قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني ومنظر السياسة الإقليمية لإيران، على حد وصفه، هو من يقود جهود التصدي للمظاهرات هذه المرة عبر الاستخدام المفرط والممنهج للقوة.
ويخلص كوبيرن إلى أن النخبة السياسية في العراق قررت التصدي للمظاهرات بكل الطرق الممكنة للحفاظ على مصالحها مشيرا إلى ان استمرار المظاهرات في الشوارع العراقية حتى الآن يجعل كل شيء ممكنا في “ظل وجود هذا النظام السياسي الفاسد والحكومة الفاشلة”.
“طرح أرامكو”
الفاينانشيال تايمز نشرت تقريرا عن طرح أسهم شركة أرامكو النفطية السعودية في البورصة بعنوان “أرامكو السعودية تترك المستثمرين وسط التكهنات”.
يقول التقرير إن عملية طرح أسهم شركة أرامكو العملاق النفطي السعودي في البورصة لازالت تكتنفها الكثير من التكهنات حيث تركت الشركة المستثمرين في الظلام دون أي معلومات عن نسبة الأسهم التي سيتم طرحها في المرحلة الأولى أو سعر السهم أو حتى موعد تقريبي للطرح.
ويضيف التقرير أن الرياض وصلت إلى أبعد مرحلة في خطط طرح أسهم أكبر شركة ربحية في المملكة بعد نحو 4 سنوات من أول تصريح من ولي العهد محمد بن سلمان حول الموضوع.
ويضيف أنه من الممكن أن يتم الطرح الأولى في الرياض بداية من الشهر المقبل بعد تأخير متكرر بسبب حرص المملكة على الحصول على تقييم مرتفع للشركة وهو 3 تريليون دولار حسب ما يرغب بن سلمان وبذلك سيكون المستثمرون ضمن ملاك الشركة لأول مرة منذ إنشائها قبل نحو 40 عاما.
وينقل التقرير عن مقربين من المسؤولين عن عملية الطرح تقديرهم بأن الأسهم التي سيتم عرضها في الرياض ستتراوح بين 1 إلى 3 في المائة من حجم الأسهم الكلية للشركة ويُتوقع أن تدر ما بين 20 إلى 60 مليار دولار بينما يؤكد آخرون أن بن سلمان قلل من طموحاته الخاصة بتقييم الشركة بعد مناقشات مع رجال أعمال بارزين ليصل تقييمه إلى ما بين “تريليون ومائتي مليار دولار” و “تريليون وخمسمائة مليار دولار”.
“عزل ترامب”
الغارديان نشرت تقريرا لمراسلها في العاصمة الأمريكية واشنطن مارتن بينغلي بعنوان “عزل ترامب: الديمقراطيون يقررون أن الشاهد لن يدلي بشهادته في جلسة علنية”.
ويقول بينغلي إن خطابا وجهه آدم شيف رئيس لجنة الاستخبارات في الكونغرس إلى ممثلين عن الحزب الديمقراطي المعارض في الكونغرس تم الكشف عنه مؤخرا أكد أن الشاهد الرئيسي الذي أدت شهادته إلى بدء تحقيقات محاكمة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بغرض عزله من منصبه لن يدلي بشهادته في جلسة علنية.
وينقل بينغلي عن شيف قوله في الخطاب “اللجنة لن تسمح لجهود الرئيس ترامب وحلفاءه في الكونغرس بتهديد أو مضايقة أو محاولة الانتقام من الشاهد الذي تقدم بكل شجاعة وفضح القضية”.
ويضيف بينغلي أن الجهود منصبة على محاولة عزل ترامب بسبب “ضغطه” على الحكومة الأوكرانية للتحقيق مع منافسه الديمقراطي المحتمل في الانتخابات المقبلة جو بايدن، على خلفية تعاملات مالية لابن بايدن، في مقابل 400 مليون دولار في شكل مساعدات عسكرية علاوة على تسهيل زيارة للرئيس الأوكراني فلوديمير زيللينسكي للبيت الأبيض.
ويشير الصحفي إلى أن الكونغرس استمع إلى شهادات متعددة حتى الآن في جلسات سرية وكُشفت نصوص هذه الشهادات التي وضعت البيت الأبيض في موقف ضعيف وسببت حرجا شديدا لمستشار ترامب ميك مولفاني بسبب ما يُزعم بتورطه في عرض المال على الأوكرانيين مقابل القيام بما طُلب منهم.