أقر البرلمان العراقي أمس الثلاثاء مشروع قانون الانتخابات المحلية، لكن الخلافات منعت إقرار مشروع قانون الانتخابات التشريعية الجديد، في حين قتل ثلاثة بصفوف المتظاهرين، وستة آخرون جراء انفجارات ببغداد.
وصوّت أعضاء مجلس النواب لصالح تعديل قانوني ينهي عمل مجالس المحافظات غير المنتظمة في إقليم ومجالس الأقضية والنواحي الحالية التابعة لها، ويكلف أعضاء البرلمان بمهمة مراقبة عمل المحافظ ونائبيه في كل محافظة على حدة.
وبموجب التعديل أيضا، فلن تجري انتخابات مجالس جديدة، بل سيقتصر الأمر على انتخاب الحكومات المحلية المتمثلة في المحافظين ونوابهم، حيث كانت مجالس المحافظات في السابق بمثابة سلطة تشريعية مصغرة تتولى انتخاب المحافظين ونوابهم وإصدار القرارات ومراقبة الأداء، الأمر الذي رأى فيه المحتجون تحول مجالس المحافظات إلى غرف مغلقة لتقاسم الأموال والتغطية على الفساد.
ورغم إقرار هذا التعديل استجابة لمطالب الاحتجاجات، فقد حالت الخلافات دون تمرير مشروع قانون الانتخابات التشريعية في قراءته الثانية، حيث تؤيد بعض الأطراف مقترحا يمنح الأولوية لأصحاب الأصوات الأكثر للفوز بعضوية البرلمان، بينما يرى آخرون اقتصار ذلك على ما نسبته 50% من مقاعد البرلمان، على أن يظل الفوز ببقية المقاعد وفق النظام القديم.
لقاءات سياسية
وقال رئيس الوزراء العراقي عادل عبد المهدي اليوم “نقر بوقوع أخطاء في ملف حقوق الإنسان لكن هناك اعتداء وقع على النظام وواجبنا حمايته”.
وأضاف عبد المهدي أن الدولة حتى الآن في حالة دفاع وأن ما يجري في العراق فتنة كبيرة، معتبرا أن الدولة تواجه ضغطا شديدا وأن من واجبها حماية النظام العام والمواطنين على حد سواء.
اعلان
وفي السياق السياسي، التقى كل من عبد المهدي ووزير الدفاع العراقي نجاح الشمري وكيلَ وزارة الدفاع الأميركية جون رود في بغداد أمس، حيث أفاد البنتاغون بأن رود أكد للعراقيين التزام الولايات المتحدة بأمن العراق وسيادته ودعم شعبه.
وبحث رود مع الشمري الجهود المشتركة للقضاء على تنظيم الدولة الإسلامية، وأشاد بعمليات القوات الأمنية العراقية الهادفة إلى تفكيك شبكات التنظيم والحيلولة دون عودته.
وفي أربيل، التقى جون رود رئيسَ إقليم كردستان نيجيرفان بارزاني ورئيس حكومة الإقليم منصور بارزاني، وأكد لهما دعم البنتاغون لقوات البشمركة، وأثنى على دورها في القضاء على تنظيم الدولة.
وجدد رئيس إقليم كردستان دعم الإقليم لحكومة عبد المهدي وتأييده أي تعديل للدستور يصب في مصلحة العراقيين، مشيرا إلى أن اجتماعا مرتقبا سيعقد بين الرئاسات الثلاث في الإقليم لبحث وضع دستور للإقليم”، وذلك أثناء زيارة نيجيرفان أمس إلى السليمانية ولقائه قادة حركة التغيير والاتحاد الوطني الكردستاني وقوى سياسية أخرى.
وأضاف نيجيرفان أن “وفدا كرديا زار العاصمة بغداد مرتين، وهناك زيارة ثالثة الأسبوع المقبل بهدف التوصل لاتفاق بخصوص النفط والموازنة المالية العامة”، مؤكدا أن الاجتماعات إيجابية.
مظاهرات وقتلى
وعلى الصعيد الميداني، قالت مصادر أمنية وشهود عـيان إن ثلاثة أشخاص قُتلوا أمس في مظاهرات خرجت وسط بغداد وفي محافظة كربلاء، كما أصيب العشرات بحالات اختناق جراء استخدام قنابل الغاز المدمع، إصابات بعضهم خطيرة.
وقالت مصادر أمنية وطبية عراقية إن ستة أشخاص قتلوا وأصيب 15 في ثلاثة انفجارات متزامنة في بغداد، ولم تعلن أي جهة مسؤوليتها عما حدث.
من جهة أخرى، ناشدت عشائر عراقية وسط وجنوبي العراق المرجع الشيعي الأعلى علي السيستاني بالتدخل لوقف نزيف الدم وتجنب الحرب الأهلية، ومنع انهيار الدولة، وإطلاق يد “العصابات” تحت غطاء المظاهرات.
وجاء في بيان العشائر الموجه للسيستاني “نحن أبناء العشائر أسلحتنا جاهزة وأرواحنا مستعدة للشهادة، فإذا تطلب الأمر نحن نواجه الأحزاب والفاسدين، ونبعد كل من يستغل التظاهرات ليحصل على المال والمناصب”.
وذكرت مصادر حكومية أن محافظات كربلاء وذي قار والمثنى أعلنت رسميا تعطيل الدوام الرسمي من الأربعاء حتى الأحد حفاظا على السلم الأهلي، وذلك على خلفية الاضطرابات الأمنية واتساع رقعة العنف.
وأمر محافظ ذي قار عادل الدخيلي أمس بإخراج قوات مكافحة الشغب خارج مركز مدينة الناصرية (مركز المحافظة) “حفاظا على أرواح المواطنين ومنع حدوث أي نوع من أنواع التصادم”، وذلك بعدما قطع المحتجون طرقا وجسورا رئيسية وأحرقوا منزلي نائبين سابقين بالبرلمان.
المصدر : الجزيرة + وكالات