بغداد – رضي رئيس الوزراء العراقي عادل عبدالمهدي التضحية بنفسه لإنقاذ النظام السياسي القائم على المحاصصة والفساد. وقال، السبت، إن استقالته مهمة لتفكيك الأزمة وتهدئة الأوضاع، داعيا البرلمان إلى اختيار بديل سريع له.
ومن المقرر أن يعقد البرلمان، الأحد، جلسة خاصة للنظر في استقالة رئيس الوزراء وبحث البديل.
وأضاف عبدالمهدي في كلمة له أثناء جلسة مجلس الوزراء أنه “لا شك أن المجلس الموقر بأعضائه وكتله سيكون حريصا على إيجاد البديل المناسب بأسرع وقت، لأن البلاد بظروفها الراهنة لا تتحمل حكومة تصريف أمور يومية”، لذلك “أرجو من مجلسكم الموقّر إكمال إجراءات منح الثقة لرئيس وزراء جديد وحكومة جديدة ليتسلما المسؤوليات وفق السياقات الدستورية والقانونية المعمول بها”.
لكن الخطوات السياسية المختلفة، وخاصة استقالة عبدالمهدي وكل من مدير مكتبه أبوجهاد الهاشمي، والأمين العام للمجلس، حميد الغزي، لم تمنع من استمرار الاحتجاجات التي حافظت على نفس الوتيرة دون أن تعبأ بجلسة البرلمان وما قد يصدر عنها من قرارات أو مواقف.
وواصل المتظاهرون العراقيون احتجاجاتهم في بغداد والمناطق الجنوبية، السبت، معتبرين استقالة رئيس الوزراء المزمعة غير مقنعة ومصرين على “تنحية جميع رموز الفساد”.
وأشعل المتظاهرون الإطارات على متن ثلاثة جسور ممتدة على نهر الفرات، فيما تجمع المئات في ساحة الاحتجاج الرئيسية وسط المدينة.
وتجددت التظاهرات في الناصرية رغم القمع الدموي الذي نفّذته قوات الأمن والذي أسفر عن مقتل أكثر من 40 متظاهرا خلال اليومين الماضيين في المدينة.
وارتكبت القوات العراقية والميليشيات الموالية لإيران مجزرة في المدينة بعدما اقتحم متظاهرون القنصلية الإيرانية وأحرقوها في مدينة النجف، مطالبين بخروج إيران من العراق ووقف هيمنتها على البلد.
وفيما عرفت مدينة النجف هدوءا نسبيا، صباح السبت، فإن كربلاء، ثاني أهم مدينة مقدسة لدى الشيعة، شهدت احتجاجات تخللها إطلاق قنابل غازية. وفي الديوانية، خرج الآلاف إلى الشوارع مبكرا للمطالبة بـ”إسقاط النظام”.
ويعد الحراك الشعبي الحالي الأكبر الذي شهدته العراق منذ عقود والأكثر دموية، حيث قتل أكثر من 420 شخصا وجُرح 15 ألفا في بغداد ومحافظات الجنوب.
ودفعت أعمال العنف الدامية المرجع الشيعي الأعلى علي السيستاني، الجمعة، إلى دعوة البرلمان إلى السعي لسحب الثقة من حكومة عادل عبدالمهدي، الذي استبق الخطوة بإعلان نيته تقديم استقالته للبرلمان دون تحديد موعد بعينه.
ونظم الآلاف من العراقيين في محافظات شمال وغرب البلاد ذات الغالبية السنية وقفات دعما للاحتجاجات التي تشهدها محافظات الجنوب ذات الغالبية الشيعية.
واحتشد الآلاف في محافظات الأنبار وصلاح الدين ونينوى وديالى حتى ساعات متأخرة من ليلة الجمعة، معلنين دعمهم للاحتجاجات في وسط وجنوب البلاد وتنديدهم بقمع قوات الأمن للتظاهرات.
العرب