عقم المشاورات السياسية لاختيار خليفة عبدالمهدي يدفع بالعراق للفوضى

عقم المشاورات السياسية لاختيار خليفة عبدالمهدي يدفع بالعراق للفوضى

بغداد – صعّد الشارع العراقي من تحركاته الاحتجاجية في الأيام الأخيرة في ظل دوران المشاورات السياسية في حلقة مفرغة دون التوصل إلى اتفاق على مرشح لتشكيل الحكومة الجديدة.

وأعاد فيتو من التيار الصدري ضد تسمية محمد توفيق علاوي المشاورات السياسية إلى المربع الأول، وقال نائب عن كتلة سائرون في البرلمان العراق بأن مفاوضات تسمية مرشح لتشكيل الحكومة العراقية الجديدة مازالت مستمرة دون الاتفاق بشكل حاسم على ترشيح أية شخصية معينة.

وعادت الكتل السياسية من جديد إلى البحث عن شخصية توافقية في مشاورات شاقة، وأكد مراقبون في هذا السياق أن الوضع لم يعد يحتمل خسارة مزيد من الوقت، مشيرين إلى أن الشارع المنتفض قد نفذ صبره من طبقة سياسية فاشلة بكل المقاييس، وقد يقود ذلك البلاد إلى مزيد من العنف والفوضى.

وصعّد المحتجون من تحركاتهم في أكثر من مدينة عراقية، حيث قطع متظاهرون من جديد الطريق المؤدية لميناءي”أم قصر” و”خور الزبير”، في محافظة البصرة، أقصى جنوب العراق.

وأوضح المصدر أن قطع الطريق أدى إلى تكدس عشرات المركبات المتجهة إلى الميناءين والشركات الصناعية.

من جانبها، أعلنت مفوضية حقوق الإنسان في العراق، مساء الثلاثاء، مقتل 10 متظاهرين خلال الـ24 ساعة الماضية في احتجاجات واسعة وصدامات عنيفة بين المحتجين وقوات الأمن بمدن مختلفة.

وشهدت ساحة الطيران ببغداد وعدد من مدن جنوب العراق، اشتباكات دامية بين المتظاهرين وقوات مكافحة الشغب، حيث ألقى المحتجون الحجارة والزجاجات الحارقة على الشرطة التي ردت بإطلاق الغاز المسيل للدموع والرصاص المطاطي.

ومنذ الاثنين، صعد الحراك الشعبي من احتجاجاتهم بإغلاق العديد من الجامعات والمدارس والمؤسسات الحكومية والطرق الرئيسية في العاصمة بغداد ومدن وبلدات وسط وجنوبي البلاد.

واتجه المتظاهرون نحو التصعيد مع انتهاء مهلة ممنوحة للسلطات للاستجابة لمطالبهم وعلى رأسها تكليف شخص مستقل نزيه لتشكيل الحكومة المقبلة، فضلا عن محاسبة قتلة المتظاهرين والناشطين في الاحتجاجات.

وهناك أسماء أخرى على طاولة البحث إلى جانب محمد علاوي، أبرزها مرشح تحالف الفتح علي الشكري، الذي يشغل منصب المستشار الاقتصادي لرئيس الجمهورية، ووزير المالية الأسبق علي علاوي، فضلا عن مدير جهاز المخابرات مصطفى الكاظمي.

وبينما يفضّل تحالف الفتح القريب من إيران أن يحسم رئيس الجمهورية برهم صالح أمر المرشح لتشكيل الحكومة قبل سفره إلى المشاركة في منتدى دافوس، يريد الأخير أن يؤخر إعلان تكليف المرشح الجديد لحين عودته من هذا اللقاء، الذي سيشهد اجتماعه بالرئيس الأميركي دونالد ترامب.

ويشهد العراق احتجاجات غير مسبوقة منذ مطلع أكتوبر 2019، تخللتها أعمال عنف خلفت 510 قتيل فضلاً عن آلاف الجرحى، معظمهم من المحتجين، وفق مصادر حقوقية وطبية وأمنية.

العرب