الديمقراطية الإيرانية والوضع الإنساني الكارثي في اليمن

الديمقراطية الإيرانية والوضع الإنساني الكارثي في اليمن

6d1b94db-6dd9-4799-bccf-293bce467766_16x9_600x338

يقف الرئيس الإيراني حسن روحاني أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة متحدثاً عن الديمقراطية وعن امكانية تعاون بلاده لنشرها في اليمن وسوريا.
وبكل هذه المصطلحات الخالية من الحقيقه المختلفة على الأرض نتيجة السياسات الإيرانية، يبدو الرئيس الإيراني أشبه برجل يتحدث من داخل سجنه بأنه يرى الشمس حيث لا تصل الشمس اليه عاما بعد عام.
من منطلق الوقوف امام المشروع الإيراني، نستحضر الواقع اليمني وكذلك سوريا التي تكالبت عليها الأفاعي من الإتجاهات.. ابتداء بالأذرع الإيرانية في المنطقة ثم العدوان الروسي المباشر والصريح لدعم نظام الأسد.
من المعلوم ان السلطات اليمنية قبل الإنقلاب في اليمن تمكنت من ضبط عدة شحنات اسلحة من إيران كانت في طريقها إلى الحوثيين ومنها سفينة «جيهان 1» التي وجدت فيها كميات كبيره من السلاح الذي قدمته طهران للمليشيات والحوثيين، ذراعها في اليمن.
وحينما نأتي للبحث في ثنايا الديمقراطية نجد التعارض تماماً مع ممارسات إيران في دعم المليشيات وحديثها عن الديمقراطية مع ادراكنا بأنها تندرج ضمن المغالطات والكيد السياسي الذي تمارسه طهران في خديعة المجتمع الدولي والظهور بمظهر الدولة المدنية الديمقراطية.
لذلك فإن نتيجة دعم المليشيات افرز حالة الحرب التي خاضتها مليشيات إيران في اليمن منذ بداية العام 2004م حتى اليوم، وصولاً إلى الصراع الدموي الذي تعيشه اليمن في كل المحافظات والذي من خلاله اهدرت دماء اليمنيين وتم القضاء على البنية التحتية تماماً. وهذا عدا عن الوضع الإنساني الكارثي الذي ربما لا يصل صداه إلى أذهان الملالي في طهران.
ومن يأتي إلى اماكن الصراع الذي تمارسه الميلشيات ربما يدرك حقيقة المعاناة والألم الذي يعيشه اليمنيون في ظل انعدام أي من المقومات الأساسية للحياة، في الوقت الذي يتربع فية اليمن على مستوى متقدم من أفقر دول العالم ما يعني تراكم الأزمة الإنسانية على كاهل اليمنيين.
وحينما وصل الحال في اليمن إلى ما هي عليه، ها هي إيران تتنصل من مسؤولياتها الأخلاقية والإنسانية. وحينما وجدت الحزم العربي تخلت عن حلفائها وتركت الشعب اليمني يعاني الألم والأوجاع نتيجة تمويلها للحوثيين.
ولم تلتفت إيران – من منطلق انساني – تجاه الشعب اليمني ولم تتقدم له بأي نوع من الدعم حتى عن طريق التحالف العربي، والهدف يكون انسانياً لإغاثة الشعب اليمني في اوج ازمته. والغريب اننا نجد ان قوات التحالف تعترض بالأمس القريب سفينة سلاح اخرى كانت في طريقها للحوثيين في ما من شأنه اطالة امد الصراع واطالة حالة البؤس والألم في وجوه اليمنيين ومستقبلهم المعيشي.
إن السياسات الإيرانية العدائية هي التي افرزت حالة الاحتقان التي يعيشها الشارع اليمني. وهي نفسها التي تستهدف خاصرة الخليج العربي عن طريق اليمن وذراعها من دون مراعاة للأواصر والعلاقات التي تقف حائلاً امام هذه الهجمات الإيرانية العدوانية تجاه العرب والخليج تحديداً.
ومن منطلق تلك السياسات المبنية على خطط مؤسسي الدولة الإيرانية، يطلب من العرب – كل العرب – نسيان الخلافات والعمل تحت اطار موحد لمواجهة الدور الإيراني المعادي والعمل على التنمية في كل الدول الهشة مثل اليمن وسوريا وغيرهما، والحرص على تلبية طموحات الشارع العربي في مواجهة إيران واذرعها في المنطقة.
اليمن اليوم يعيش وضعاً مأساوياً كارثياً للغاية إلى الحد الذي وصل فيه ان يجول احد مالكي المنازل في مدينة الحديدة في الشارع منادياً بصوته العالي أنه يريد بيع بيته بمبلغ خمسين الف ريال (أي مئتين وعشرين دولار). فيسأله الناس: لماذا؟ فيرد بالقول إن ابناءه واهل بيته يموتون من الجوع ولا يملكون اي شيء. وكل ذلك لم يكن ليحصل لولا العدوان الإيراني في دعم الميلشيات وإذكاء الصراعات من دون مراعاة للوضع الإنساني.
ولا ينتهي الموضوع هنا بل يتعدى ذلك الألم كل منزل واسرة يمنية بصعوبة عيشها او فقدان احد من ابنائها او تضررها بشكل أو بآخر. وليس هذا الوضع في اليمن فحسب بل إن سوريا تقف على بحر من هذه المعاناة المستمرة والألم الذي ينهك الجسد السوري. وما يجب ان يستقيه العرب يكمن في الوقوف صفاً واحداً امام الديمقراطية الإيرانية.. والسلام!

   عمر أحمد عبدالله

صحيفة القدس العربي