الإعداد لمعركة الموصل.. صعوبات وقوى متداخلة

الإعداد لمعركة الموصل.. صعوبات وقوى متداخلة

معركة الموصل
في الوقت الذي نفى فيه إقليم كردستان العراق دخول الفرقة 15 وفوجين من الجيش العراقي إلى قضاء مخمور جنوبي مدينة الموصل مركز محافظة نينوى (405 كيلومترات شمال بغداد) استعدادا للمشاركة في معركة تحرير المدينة من سيطرة تنظيم الدولة الإسلامية، أكد محافظ نينوى السابق أثيل النجيفي رفضه مشاركة الحشد الشعبي في عملية تحرير ثاني أكبر مدن البلاد.

وكانت قيادة عمليات تحرير نينوى أعلنت أمس الخميس وصول وحدات من الفرقة 16 التابعة للجيش إلى مخمور، وأشارت إلى أن تحرير المدينة سيجري بالتنسيق مع قوات البشمركة والتحالف الدولي والحشد الشعبي.

وقال الأمين العام لوزارة البشمركة جبار ياور إن الإقليم سمح بدخول لواءين (يتراوح عدد جنود اللواء الواحد بين ثلاثة وخمسة آلاف) إلى قضاء مخمور، نافيا ما تردد من أنباء عن دخول الفرقة 15 التابعة للجيش الاتحادي (ما بين عشرة وثلاثين ألف جندي) وفوجين (يتكون الفوج من ألف إلى ثلاثة آلاف فرد) للتمركز في القضاء.

وأشار إلى أن “القوات الاتحادية ستستقر مع البشمركة ومتطوعي العشائر في معسكر مخمور، استعدادا لمعركة التحرير”.

الخطة والتوقيت
وأضاف أنه لم توضع خطة أو توقيت محدد لبدء المعركة، لكنه أكد أن “العمليات العسكرية التي سيشارك فيها الأكراد ستبدأ حال انتهاء الجيش الاتحادي من تحرير الرمادي والفلوجة والحويجة والكيارة وتلعفر.

ولفت الياور إلى أن “وصول القوات الاتحادية إلى المشارف الجنوبية للموصل سيسرع من وضع الخطط لتحرير المدينة”، واعترف بأن مهمة الحفاظ على المدينة بعد تحريرها ستكون المهمة الأصعب بالنسبة للجميع.

من جانبه، نفى محافظ نينوى السابق وقائد الحشد الوطني وصول أي قطعات عسكرية إلى قضاء مخمور، لكنه أشار إلى أن قيادة الفرقة 15 بدأت استطلاعا للمنطقة استعدادا لاستقبال القوات الاتحادية، وأضاف النجيفي أن اللواء الخامس وقوات البشمركة والحشد الوطني يوجدون حاليا في قضاء مخمور.

الوساطة الأميركية
واعترف أن الوساطة الأميركية أسهمت في توصل بغداد وأربيل للاتفاق بشأن قيادة القوات وتمركزها وفترة وجودها في المناطق التي تسيطر عليها البشمركة، ونفى المتحدث مشاركة الحشد الشعبي في تحرير الموصل، قائلا “وجوده مرفوض، وسيولد نتائج عكسية ستزيد من قوة تنظيم الدولة”.

وعن سبب تأخر تحرير الموصل، قال النجيفي إن كلا من البشمركة والحشد الوطني يحتاج لدعم حقيقي تسليحا أو تمويلا، واعترف بأن البشمركة حصلت على التسليح الأميركي لكنها لم تحصل على التمويل.

وأضاف “أما الحشد الوطني فما يمتلكه من أسلحة لا يتيح له بدء المعركة، ناهيك عن انشغال القوات الاتحادية بعمليات تحرير الأنبار والمناطق التي يسيطر عليها التنظيم”.

وأشار المتحدث باسم العمليات المشتركة يحيى الزبيدي إلى أن معركة الموصل تحتاج لاستكمال الاستعدادات لها، سواء بالعدة أو العدد أو التسليح، مؤكدا أن مركز العمليات المشترك في أربيل وقيادة عمليات تحرير نينوى في قضاء مخمور يعملان “بتنسيق عال من أجل تهيئة كافة مستلزمات المعركة”.

وحول تصريحات المسؤولين الأميركيين التي استبعدت تحرير الموصل العام الجاري، قال الزبيدي “نحترم كل الأطراف، إلا أن لدينا الخطط والمعطيات التي سنعلن على أساسها بدء عملية التحرير”.

التقديرات العسكرية
أما التقديرات العسكرية لعملية تحرير الموصل، فتتجه إلى عدم وجود حاجة عملية لقدرات بشرية كبيرة بقدر الحاجة لعمليات نوعية، وهو ما يذهب إليه المحلل الأمني أحمد الشريفي.

ويضيف المحلل الأمني للجزيرة نت أن القوات الأمنية، لا سيما جهاز مكافحة الإرهاب والقوات الخاصة، لا تمتلك التقنيات العالية لمواجهة حرب الشوارع، أو الإنزال الجوي الذي ستؤمنه الفرقة الأميركية المنقولة جوا (101) سواء في الفلوجة أو الموصل.

وعزا الشريفي رفض سلطات الإقليم دخول أكثر من لواءين إلى مخمور لخشيتهم من انتزاع سيطرتهم على المناطق المتنازع عليها، ولم يستبعد المحلل الأمني أن يكون لتأخير تحرير الموصل بعد سياسي، مبينا “أن أميركا تماطل في هذا الملف وتستخدمه كورقة ضغط لما يجري في سوريا“.

أميمة يونس

الجزيرة نت