العبادي بين مطرقة المتظاهرين وسندان الساسة العراقيين

العبادي بين مطرقة المتظاهرين وسندان الساسة العراقيين

441 (1)

على وقع التظاهرات والاحتجاجات المطالبة بالإصلاح والتغيير، التي تشهدها مختلف المدن العراقية؛ تستمر اجتماعات الكتل السياسية من أجل التوصل إلى اتفاق تولد بموجبه حكومة الكفاءات أو التكنوقراط التي يبشر بها رئيس الوزراء حيدر العباديمنذ أسابيع.

وفي خطوة استباقية، استقبل رئيس الجمهورية فؤاد معصوم في منزله رئيس الوزراء حيدر العبادي ورئيس البرلمان سليم الجبوري، وأعلن المجتمعون تأييدهم الخطوات التي سيقدم عليها العبادي في الأيام المقبلة، التي تشمل حزمة إصلاحات عاجلة، من بينها تقليص المقاعد الوزارية.

ورغم بيان الرئاسيات الثلاث المؤيد للإصلاح، فقد حشد التيار الصدري الآلاف من أنصاره في بغداد ومدن أخرى، كما انتشرت مجاميع مسلحة من سرايا السلام التابعة للتيار الصدري مساء الخميس من أجل تأمين المظاهرات اليوم الجمعة أمام المنطقة الخضراء.

وحسب تسريبات من مصادر برلمانية، فإن عدد الوزراء سيتم تقليصهم إلى 16 وزيرا، يتم تسميتهم وفقا للكفاءة والاستحقاق الانتخابي، إلا أن كتلا سياسية تبدي تحفظاتها على الخطوة لأسباب عدة.

حكومة كفاءات
النائب عن التحالف الوطني حبيب الطرفي قال إن “اجتماعات الكتل السياسية ستستمر لتفعيل الإصلاحات ووضع إستراتيجيات وخطط للتعامل مع المستجدات السياسية والأمنية”.

وأكد -في حديث للجزيرة نت- أن العراق بحاجة إلى حكومة قائمة على الكفاءة لتقديم إنجاز ملموس على أرض الواقع، مضيفا أنه لا يتمنى أن تكون الحكومة القادمة مبنية على المحاصصة، لأنها كانت “وبالا” على العراق.

وشدد الطرفي على أن العراق بحاجة ماسة لإنشاء حكومة وكذلك كتل سياسية عابرة للطائفية لوضع العراق على الطريق الصحيح، داعيا السياسيين لأن يتعاملوا مع احتجاجات الشارع بشكل أكثر إيجابية من أجل تجنيب الوضع مزيدا من التدهور.

انعدام الثقة
من جانبها، توقعت النائبة عن التحالف الكردستاني نجيبة نجيب ألا تكون التغييرات الحكومية المرتقبة كبيرة كما يصورها البعض، مشيرة إلى أن العراق يحتاج إلى إرادة جادة في اتخاذ القرارات وبرامج حقيقية وزرع للثقة بين الأطراف السياسية، وهذا كله -بحسب نجيب- غير موجود حاليا.

وأضافت للجزيرة نت أن هناك تفردا في اتخاذ القرار بيد رئيس الوزراء، حتى أن وزراء الدفاع والتجارة والمالية على سبيل المثال ليست لديهم حتى الآن الحرية الكاملة في اتخاذ القرارات.

وأوضحت نجيب أن الأكراد يعانون من انعدام التفاهم مع الحكومة الاتحادية التي تطالبهم بواجباتهم تجاه المركز دون أن تمنحهم حقوقهم.

وتابعت “لقد دعمت الكتل الكردية العبادي وتنازلت عن حقائب وزارية ومناصب ومواقع في الحكومة، لكن الوضع لم يتغير بل سار نحو الأسوأ”.

توافق إقليمي
في المقابل، رأى الكاتب والمحلل السياسي حيدر الكرخي أن التعويل على النقمة الشعبية المتصاعدة تجاه الأداء الحكومي لا يكفي للاعتقاد بأن إصلاحا حقيقيا سيحدث.

وأضاف للجزيرة نت أن هذه التظاهرات يمكن أن تحقق نتائج محدودة، مشيرا إلى أن أي تغيير حقيقي في العراق لا يتم دون توافقات “أميركية إيرانية خليجية تركية”.

وتوقع الكرخي أن العبادي لن يقوم بأكثر من عملية إعادة تدوير وجوه بين الوزراء، حيث ستضم حكومته المقبلة معظم الوجوه القديمة مع تغييرات طفيفة، وحتى إن استطاع العبادي أن يتجاوز البرلمان في تشكيلته الجديدة فإنه سيعود مضطرا إليه من أجل نيل الثقة في الحكومة الجديدة وفقا للدستور العراقي.

وشدد على أن زعماء الكتل السياسية لن يسمحوا للعبادي بأن يتجاوزهم دون توافق، لذا فلن يتمكن من إجراء تغيير جذري إلا بالتنسيق معهم.

مروان الجبوري

الجزيرة نت