حرب الحصص بين النفط التقليدي والصخري و هبوط أسعار النفط ..الى أين ؟

حرب الحصص بين النفط التقليدي والصخري و هبوط أسعار النفط ..الى أين ؟

مركز الروابط للبحوث والدراسات الاستراتيجية
كثر السؤال في الاونة الاخيرة حول مدى استمرار انتاج النفط الصخري الاميركي في المرحلة المقبلة وهو مايقودنا للتساؤل ايضا هل سيستمر حجم الانتاج من النفط الصخري؟ وهل هناك انخفاض في الانتاج من الحقول الصخرية ؟ وهل سنشهد حالة من زيادة الطلب على النفط التقليدي؟وهل سيحسم هذا الاخيرحرب الحصص لصالحه؟
العديد من التقارير الاقتصادية تتحدث عن تراجع في انتاج النفط الاميركي (النفط الصخري) وتعرضه لخسائر كبيرة قد تأدي الى تراجع انتاجه وهو ماقدره الخبراء بنهاية العام الجاري .
حرب الحصص
في تقرير شهري جديد لمنظمة البلدان المصدرة للنفط (اوبك) توقعت بان يتقلص انتاج الخام الصخري الامريكي بحلول نهاية العام الحالي بعد ان انخفض انتاج ابار النفط في الحقول الصخرية بنسبة 60 في المئة سنويا.
وجاء في تقرير المنظمة وزع من مقرها هنا انه “لا يمكن تعويض خسائر انتاج النفط الصخري الا من خلال حفر ابار جديدة”.
من جهته توقع بنك جولدمان ساكس الأميركي، أن يتراجع يسجل النفط الصخري الأميركي خلال الربع الثاني من العام الجاري، متأثرا بتراجع عدد منصات الحفر في الولايات المتحدة، فقد انخفض عدد هذه المنصات من 1809 منصات قبل عام إلى 1125 منصة الأسبوع الماضي ولكن الدورات السابقة أظهرت “أنه عادة ما تكون هناك فجوة زمنية بين توقف الحفر وتوقيت توقف تنامي المعروض النفطي”. ما يعني أن النفط التقليدي يقترب من حسم حرب الحصص لصالحه.
وذكرت منظمة أوبك في تقريرها ان انخفاض اسعار النفط الشديد يحتاج لبعض الوقت حتى يؤثر على طفرة النفط الصخري
وفي حرب حصص، يقسم المختصون في مجال النفط دول إنتاج النفط التقليدي إلى ثلاث فئات،
• الفئـة الاولى تستطيع الاحتمال لبضع سنوات عند مستوى أسعار نفط متدنية، وهي السعودية والكويت والإمارات وقطر،
• فئة الثانية سوف تتعرض لضغوط هائلة، ومن أمثلتها العراق والجزائر ونيجيريا وفنزويلا وروسيا وعُمان خارج أوبك،
• الفئة الثالثة تتعرض لضغوط هائلة ولا تنتج بطاقتها القصوى لظروف خاصة ومؤقتة، مثل إيران وليبيا.
العرض والطلب
وحول الطلب على الخام خلال العام الحالي وأبقت منظمة اوبك على توقعاتها بنمو الطلب العالمي بما في ذلك خامات اوبك كما حافظت على توقعاتها بشأن المعروض من امدادات الخام من الدول المنتجة من خارج الاعضاء في المنظمة.
و اشارت المنظمة الى ان مستويات الطلب على الخام خلال العام الحالي سيكون في حدود 32ر92 مليون برميل يوميا اي بزيادة قدرها 17ر1 مليون برميل مقارنة ب 15ر91 مليون برميل في عام 2014 منها 12ر63 مليون برميل يوميا من الدول المنتجة من خارج اوبك و21ر29 مليون برميل يوميا من دول اوبك.
اما للعرض فقد بلغ 37ر92 مليون برميل يوميا منها 18ر63 مليون برميل من خارج أوبيك و19ر29 مليون برميل من دول اوبك في عام 2015 مقابل 00ر62 مليون برميل يوميا من خارج أوبك و 1ر29 مليون برميل يوميا من منظمة أوبك في 2014.
وبالحديث عن معدل الاسعار العالمية اشارت المنظمة الى ان خلال شهر فبراير الماضي بلغ 06ر54 دولار للبرميل اي بارتفاع بلغت نسبته 68ر9 في المئة مقارنه بشهر يناير الماضي 38ر44 دولار.
وذكرت المنظمة ان وفرة المعرض على الطلب اضافة الى ان استمرار صعود قيمة الدولار ما زالت تؤثر في الاسعار وتدفع بها الى النزول.
الاقتصادي العالمي
اما فيما يتعلق بمعدل النمو الاقتصادي العالمي فقد بلغ 4ر3 في المئة في عام 2015 مسجلا ارتفاعا طفيفا بنسبة 1ر0 في المئة مقارنة بعام 2014 حين بلغ نسبة 3ر3 في المئة.
و بلغ معدل النمو الاقتصادي  في المئة في الولايات في المتحدة 9ر2 في في العام الحالي 2015 بعد ان كان 4ر2 في المئة في العام الماضي .
اما في منطقة اليورو فاشار التقرير الى ان معدل النمو بلغ 2ر1 في المئة في العام الحالي 2015 مقابل 9ر0 في المئة في عام 2014.
هذا وتراجعت أسعار الخام الأمريكي الخفيف أيضا مقتربة من أدنى مستوياتها ليظل الفارق بين الخام الاميركي و خام مزيج “برنت” نحو عشرة دولارات ويقول محللون إنه قد يتسع أكثر.
وقال بنك “مورغان ستانلي” الاميركي بأن : “تفوق الإمدادات في السوق الطلب ويرجع هذا في جزء منه لنجاح النفط الصخري الأمريكي”.
أسعار النفط
مع انتهاء عقود شهر اذار/مارس الآجلة، وبدء عقود نيسان/ أبريل، يتوقع أن تشهد أسعار النفط ضغطا نحو الهبوط مع نهاية موسم الشتاء.
ومع زيادة المخزونات التجارية الأميركية وتوقعات بوفرة المعروض في السوق هبطت أسعار النفط باتجاه حاجز الخمسين دولارا لسعر برميل خام برنت وسعر الأربعين دولارا للخام الأميركي الخفيف في أبريل.
ومن جهة اخرى يرى محللون في مجال الطاقة، أن منظمة أوبك قد تغير سياساتها النفطية في الأشهر المقبلة من أجل مزيد من الدعم لأسعار النفط، والتي تأمل في تعويض الخسائر التي منيت بها في الأشهر الثمانية الماضية عندما تستعيد الأسعار عافيتها، وعلى الأرجح أن تقرر استمرار سياسة الإنتاج الحالية في اجتماعها التالي في يونيو/حزيران المقبل، لكن مع التشديد على ضبط الحصص.
ولكن بحسب الخبراء ستبقى هناك مخاطر غير قد تؤدي إلى هبوط كبير في أسعار النفط، ولفترة طويلة .
لكن يبقى التساؤل هل سيكون هناك تحولات في اسواق النفط ، وهل سيشهد المستقبل تراجع انتاج النفط الصخري مقابل صعود منافسه الاساسي النفط التقليدي ؟ كل هذه التساؤلات وغيرها ستجيب عنها  مخرجات السوق في الايام المقبلة.

عامر العمران
مركز الروابط للبحوث والدراسات الاستراتيجية