أعلن الرئيس وزعيم الحزب القومي الاسكتلندي اليكس سالموند استقلاته من منصبه بعد فشل محاولته في الحصول على الاستقلال قائلا “بالنسبة لي كزعيم انتهى زمني تقريبا، لكن بالنسبة لإسكتلندا فإن الحملة مستمرة والحلم لن يموت أبدا”.
طالب سالموند قبل اعلان استقالته من الحكومة البريطانية بمنح المزيد من السلطات للبرلمان الاسكتلندي مشيرا الى التعهدات رئيس الوزراء البريطاني ديفيد الكاميرون وحلفائه لاسكتلندا مؤكدا كاميرون في الوقت ذاته انه سيتم الوفاء بالوعود والعمل بها من جديد في الحكومة المقبلة في ما يتعلق بمسائل و اجراءات دستورية عديدة من بينها النظام الضريبي و الاجتماعي, وهذا من شانه يولد عواقب عديدة في حال عدم الالتزام بالقيام بها قبل موعد اجرائها .
وفي ظل الاستفتاء خرجت مسيرات عمت شوارع اسكتلندا اسكنتها توتر دام لأيام قليلة من اعلان النتائج بين مؤيدين ومعارضين منهم من ندد برفض انفصال اسكتلندا عن بريطانيا معربين عن فخرهم بكونهم جزءا منها ومنهم نظم مسيرات دعما وتأييدا للاستقلال .
عدم استقلال اسكتلندا نال ترحيب عدة دول عالمية اولهما كانت بريطانيا ,اذ اكد كاميرون انه سعيد بالقرار بعد ان كان يخشى بتفكك بريطانيا فيما أعربت الملكة اليزابيث التي حثت الشعب الاسكتلندي على التفكير والتروي قبل الاستفتاء انها تحترم قرار رفض الانفصال باعتبار المسالة تخص وتعود الى الشعب ذاته!
ورحب الرئيس الامريكي باراك اوباما بالنتيجة وعدها خطوة جيدة لتعبير عن الديمقراطية الشاملة مبينا ان بريطانيا اقرب حليف لبلاده ويتطلع دائما الى تعزيز التعاون بين الشعبين ,فيما عبر وزير خارجية كندا جون بيرد إن قرار بقاء اسكتلندا ضمن مملكة المتحدة افضل خيار لهم , وعد رئيس الوزراء الاسباني ماريانو راخووي نتيجة التصويت ايجابية وعي الافضل تفاديا لعدة تحديات اقتصادية ,سياسية .اجتماعية ومؤسسية وعواقب قد تكون خطيرة الى حدا ما في حال مواجهتها. و رحب الامين العام لحلف الشمال الاطلسي اندريس فوغ راسموسن ببيان الكاميرون أن المملكة المتحدة ستبقى دولة موحدة
وجاءت نتائج الاستفتاء النهائية أمس الجمعة التاسع عشر من ايلول و التي تضمنت الاجابة عن السؤال بنعم او لا !هل ينبغي ان تكون اسكتلندا دولة مستقلة ؟؟ بفروق كبيرة بين مؤيد ومعارض لفكرة الاستقلال ,سجلت أصوات رافضي الاستقلال نسبة 55.3% بينما حصل المؤيدون على نسبة 44.7% من الأصوات في جميع الدوائر الانتخابية في اسكتلندا و البالغ عددها اثنين و الثلاثين . كماحصل الوحدويون على مليونين وألف و926 صوتا مقابل مليون و617 ألفا و989 صوتا للاستقلاليين في الاستفتاء الذي سجل نسبة مشاركة قياسية وصلت إلى 84,6%. وتقدر نسبة المشاركين في الاستفتاء بـ 80% من عدد الناخبين في اسكتلندا، التي يبلغ عدد سكانها 5.3 مليون نسمة.
ويبقى السؤال هل ستنفذ الحكومة البريطانية مطالب اسكتلندا ام سيرجع الامر الى فكرة الاستقلال !
اعداد :أماني العبوشي