هل يجعل بوتين أكثر تمكينا العالم أكثر أمنا؟

هل يجعل بوتين أكثر تمكينا العالم أكثر أمنا؟

بعد اختتام ناجح لكأس العالم يوم الأحد، وعقد قمة مع دونالد ترامب يوم الاثنين، سوف يكون الزعيم الروسي أكثر ثقة وفخراً.

*   *   *

على الرغم من خروج روسيا (بركلات الترجيح على يد كرواتيا) في مباراة ربع النهائي في المونديال الأخير، فإن كأس العالم كان بمثابة انتصار كبير لذلك البلد -ولفلاديمير بوتين، زعيمه لما يقرب من عقدين. ولا يبدو أن المقاطعة التي قررها السياسيون البريطانيون وأفراد العائلة المالكة الثانويون لفعاليات المونديال قد أثرت على هيبة الدولة المضيفة وشعورها بالإنجاز.

بالنسبة للمشجعين الذين سافروا إلى البلد لحضور الفعاليات، تم تنظيم المسابقة بشكل جيد وكان الشعب الروسي مضيافاً. ويبدو أن مخاوف وزارة الخارجية المسبقة بشأن الأمن والشغب كانت مبالغاً فيها. ووعدت المباراة النهائية بين فرنسا وكرواتيا بأن يكون ذروة رائعة لمهرجان رياضي عالمي كبير.

كما ساد الانطباع في ذلك الوقت بأن موقف بوتين مرشح لاكتساب المزيد من القوة في اليوم التالي، في لقائه مع الرئيس الأميركي دونالد ترامب في هلسنكي. وقد عزز الزعيم الروسي، الذي أعيد انتخابه لفترة رئاسية رابعة هذا العام، من شعبيته عند شعبه، وصرف انتباههم عن مشاكلهم الاقتصادية، من خلال تأكيد فخور للقوة الروسية في العالم. وكان من شأن اجتماع القمة مع الرئيس الأميركي أن يعزز الحنين الروسي المقيم إلى استعادة مكانة القوة العظمى.

ومع ذلك، تميَّز الاحترام الذي يعامل به الرئيس ترامب السيد بوتين بكميته غير المتوقعة. وفي قمة حلف شمال الأطلسي (الناتو) الأخيرة، على سبيل المثال، قدَّم الرئيس الأميركي مونولوجاً عن الثمن الذي دفعته الولايات المتحدة من أجل الدفاع عن ألمانيا ضد روسيا، فقط لتقوم ألمانيا بعد ذلك بشراء الغاز من روسيا. وبدا أن القصد المتضمن هو أن روسيا يجب أن تخضع لمقاطعة اقتصادية كاملة، على الرغم من أن هدفه الحقيقي كان يفترض أن يكون انتقاد الإنفاق الدفاعي الألماني المنخفض.

وفي مؤتمره الصحفي مع تيريزا ماي بعد ذلك، انتقد ترامب ضم روسيا لشبه جزيرة القرم، وقال إن ذلك ما كان ليحدث لو أنه كان في البيت الأبيض في ذلك الوقت.

من ناحية أخرى، لا يمكن لأحد أن يكون متأكداً من أن ترامب لن يسمح لروسيا بحرية أكبر في العمل في أوكرانيا، على سبيل المثال، في مقابل الحصول على دعم بوتين في كبح جماح إيران -سواء فيما يتعلق بطموحاتها النووية أو بموقفها في سورية.

من جهتها، حاولت السيدة ماي أن تذكّر الرئيس الأميركي بأن بوتين لم يكن مهتماً حتى الآن بشرح كيف تم استخدام عنصر أعصاب روسي على الأراضي البريطانية، وهو عمل عدائي لم تكن له الكثير من العواقب حتى الآن.

ثمة مدرستان فكريتان حول كيفية التعامل مع القادة الأقوياء الذين ينتهكون القواعد، مثل بوتين (وترامب في الحقيقة أيضاً). يمكن جعلهم يدفعون ثمن فعلهم الأشياء الخطأ، أو أن يتم استدراجهم بالإطراء إلى فعل الأشياء الصحيحة.

في الأشهر القليلة المقبلة، سوف ينال أولئك الذين يجادلون بأن أفضل طريقة للتعامل مع بوتين هي إظهار الاحترام للقومية الروسية التي يجسدها، فرصة لاختبار نظريتهم.

الغد