واشنطن لن تتهاون مع أي تهديدات إيرانية

واشنطن لن تتهاون مع أي تهديدات إيرانية

واشنطن – بعد أفغانستان حيث غرق الجيش الأميركي في مستنقع الحرب منذ 17 عاما، تستعد الولايات المتحدة لحرب أخرى مفتوحة لكن هذه المرة في سوريا حيث أعلنت إدارة ترامب هذا الأسبوع أنها ستبقى على الأراضي السورية طالما أن ايران لم ترحل عنها.

وحذّر مستشار الأمن القومي الأميركي جون بولتون، الثلاثاء، من أن إيران “ستدفع ثمنًا باهظًا” إذا كانت تتحدى الولايات المتحدة، مشددا “لن نرحل طالما أن القوات الإيرانية باقية خارج حدود ايران، وهذا يشمل حلفاء إيران والمجموعات المسلحة”.

وقال المسؤول الأميركي، في تصريحاته التي كانت معدّة للإلقاء باجتماع في نيويورك لمعارضة الطموحات النووية الإيرانية، “حسب ملالي طهران، نحن الشيطان الأكبر، وملوك العالم السفلي، وأسياد الجحيم المشتعل”.

ودافع بولتون عن قرار بلاده الانسحاب من الاتفاق النووي الموقع مع إيران عام 2015. واصفًا الاتفاق بأنه “أسوأ هزيمة دبلوماسية في تاريخ أميركا”.
وقال المسؤول الأميركي، في تصريحاته التي كانت معدّة للإلقاء باجتماع في نيويورك لمعارضة الطموحات النووية الإيرانية، “حسب ملالي طهران، نحن الشيطان الأكبر، وملوك العالم السفلي، وأسياد الجحيم المشتعل”.

النظام الإيراني يقوض استقلالية العالم
تصريحات بولتون جاءت بالتزامن مع كلمة روحاني التي دعا فيها واشنطن إلى العودة للمفاوضات داخل مجلس الأمن الدولي، الذي أيّد الاتفاق النووي”.
في السياق نفسه، طالب الكاتب كون كوغلين بريطانيا وحلفائها دعم ترامب بشأن إيران”.

وقال في مقال بصحيفة ديلي تلغراف إن “النظام الإيراني الذي يوجهه تطرفه الديني يقوض استقلالية العالم أجمع”.

وتابع بالقول إن “ترامب سوف يحاول توظيف هذا الظهور في الأمم المتحدة اليوم ليركز على هجومه على طهران”.

وقال كاتب المقال إن “إيران تعتبر من أول الدول الراعية للإرهاب التي استطاعت بفعل الاتفاق النووي الإيراني الموقع بينها وبين الدول الكبرى على زيادة ميزانيتها العسكرية بنسبة 40 في المئة”. مضيفا أن “الفائض من الأموال الإيرانية اسُتخدم لدعم الإرهاب وتمويل التدمير والتخريب في سوريا واليمن”.

وأشار إلى أن “التزام إيران بنشر تعاليم الثورة الإسلامية الخاصة بها في العالم الإسلامي يعني أنها بعكس كوريا الشمالية، فإن أغلبية طاقة نظامها يتم استثماراها في التدخل في أنظمة الدول المجاورة”.

وأردف أن “كل من لبنان وسوريا والعراق واليمن ودول الخليج عانوا من تدخلات الحرس الثوري الإيراني”.

وختم بالقول إن “تصميم إدارة ترامب على مواجهة آية الله يستحق الدعم من جميع حلفائها مثل بريطانيا التي ستخسر الكثير في حال لم يتم احتواء طموحات إيران الخبيثة”.

حرب مفتوحة
ليست المرة الأولى التي يلمح فيها مسؤول أميركي إلى وجود أميركي طويل الأمد على الأراضي السورية حيث نشرت واشنطن حوالي ألفي جندي في إطار حملة مكافحة تنظيم داعش في يناير، بعدما كان البنتاغون أعلن أن الولايات المتحدة ستبقى على وجود عسكري في سوريا “طالما لزم الأمر” لمنع أي عودة لتنظيم داعش.

وفي حزيران حذر وزير الدفاع الأميركي جيم ماتيس حلفاء الولايات المتحدة من أن مغادرة سوريا فور انتهاء المعارك ضد تنظيم داعش سيكون “خطأ استراتيجيا”.

لكنها المرة الاولى التي يكون فيها رحيل قوات أميركية مرتبط بهذا الشكل المباشر بوجود جنود إيرانيين وموالين لايران في سوريا. ورابط مباشر إلى هذا الحد يغير طبيعة التدخل في سوريا المبرر شرعيا بمكافحة الجهاديين بعد عدة اعتداءات دامية في أوروبا حيث انه لم يعد حربا ضد تنظيم داعش وإنما حرب غير مباشرة ضد إيران.

وردا على سؤال حول تصريحات بولتون، أكد ماتيس أن السياسة الاميركية في سوريا لم تتغير. وقال “نحن في سوريا لهزم تنظيم داعش والتأكد من أنه لن يعود ما أن ندير ظهرنا”.

وأكد وزير الدفاع الأميركي الذي غالبا ما اتسمت تصريحاته بحذر أكثر مقارنة مع بولتون، أن الوضع على “الارض معقد” مضيفا “هناك الكثير من الحساسيات والخصوصيات، وانا أول من يعترف بها”.

ويثير احتمال ان تكون الحرب مفتوحة قلق فرنسا بشكل خاص.

وحذر وزير الخارجية جان ايف لودريان الاثنين من أن المنطقة المحيطة بسوريا يمكن أن تشهد “حربا دائمة” إذا لم يتم التوصل إلى حل سياسي في هذا البلد.

وقال لودريان على هامش الاجتماعات السنوية للجمعية العامة للأمم المتحدة إن “العمل من أجل حل سياسي من مسؤولية (الرئيس السوري) بشار الأسد وكذلك الذين يدعمونه (…) وإلا فيمكن أن نسير باتجاه حرب دائمة في المنطقة”.

وأضاف “هناك اليوم خمسة جيوش تتواجه في سوريا، والحوادث الأخيرة تظهر أن خطر اندلاع حرب إقليمية هو خطر فعلي”.

وإلى جانب خطر حصول خلافات داخل التحالف الدولي لمكافحة الجهاديين الذي تقوده الولايات المتحدة الذي يشن العمليات في شمال سوريا بالتعاون مع قوات سوريا الديمقراطية، تحالف كردي عربي تدعمه واشنطن، فان هذا التحول الاستراتيجي يعتبر خطيرا كما يؤكد أندرو باراسيليتي من مركز الابحاث راند كوربوريشن.

وقال هذا الخبير في مسائل الأمن القومي “كمرشح وكرئيس قال ترامب ان الحرب في العراق كانت خطأ وانه يريد سحب الجنود الاميركيين من سوريا”.

وأضاف “لكن السياسة الأميركية تقوم الان على أساس البقاء في سوريا طالما أن ايران باقية في هذا البلد، ولا يبدو أن إيران على عجلة للرحيل”. وقال “هناك بالتالي خطر حصول تصعيد أو حوادث مع الجيش الروسي كما حصل الاسبوع الماضي مع اسرائيل”.

وفي 17 سبتمبر أسقط الجيش السوري عن طريق الخطأ طائرة عسكرية روسية كانت تقل 15 عسكريا، وحملت موسكو في بادئ الأمر المسؤولية لاسرائيل قبل أن تتحدث عن “ظروف عرضية مأساوية”.

وفتحت الدفاعات الجوية السورية النيران لاعتراض صواريخ اسرائيلية كانت تستهدف مخازن ذخيرة في محافظة اللاذقية في شمال غرب البلاد.

العرب