هدوء بجبهات القتال في الحديدة يستبق وصول غريفيث الرياض

هدوء بجبهات القتال في الحديدة يستبق وصول غريفيث الرياض

عدن ـ عاد الهدوء إلى جبهات القتال في مدينة الحديدة غرب اليمن قبيل زيارة لمبعوث الأمم المتحدة مارتن غريفيث إلى الرياض الاثنين، وبعد جولة اشتباكات وقصف جوي كثيف الأحد.

ويفترض أن يجري غريفيث محادثات في الرياض مع مسؤولي الحكومة اليمنية المعترف بها دوليا والمقيمين في السعودية في إطار المساعي التي يبذلها لعقد مفاوضات سلام حول النزاع اليمني في السويد مطلع الشهر المقبل.

من جانبه أكد نائب رئيس الجمهورية اليمني، علي محسن صالح، أن الحكومة الشرعية تتعامل بإيجابية مع خيارات السلام المستند إلى المرجعيات الدولية الثلاث المتمثلة في المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية، ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني وقرار مجلس الأمن الدولي 2216 بما يؤدي إلى استعادة الدولة وإنهاء الانقلاب.

وكان غريفيث قد زار الأسبوع الماضي صنعاء حيث التقى مسؤولين من المتمردين الحوثيين، كما تفقد الحديدة، المدينة الاستراتيجية الواقعة تحت سيطرة الحوثيين والتي شهدت تصعيدا كبيرا خلال الأسابيع الماضية.

ونفذ التحالف العسكري بقيادة السعودية والداعم لحكم الرئيس عبد ربه منصور هادي الأحد غارات مكثّفة على خطوط إمداد المتمردين عند المدخل الشمالي لمدينة الحديدة وفي مناطق أخرى تقع إلى جنوبها، بحسب ما ذكر مسؤولون في القوات الموالية. ووقعت اشتباكات متقطعة عند أطراف المدينة الشرقية والجنوبية.

وقال مسؤولان في القوات الموالية للحكومة في الحديدة في اتصال هاتفي الاثنين مع وكالة فرانس برس إن لا معارك الاثنين في المدينة المطلّة على البحر الأحمر.

وذكر المتمردون عبر قناة “المسيرة” المتحدّثة باسمهم أنّهم فجّروا عبوة ناسفة على طريق سريع في منطقة قريبة من المدخل الشرقي لمدينة الحديدة الأحد، ما أدى إلى “تدمير آلية عسكرية (…) ومصرع وجرح من كان على متنها”. ولم يؤكد المسؤولان في القوات الموالية للحكومة وقوع الهجوم.

وتحاول القوات الموالية للحكومة منذ يونيو الماضي استعادة الحُديدة التي تضم ميناء تمر عبره غالبية السلع التجارية والمساعدات الموجّهة إلى ملايين اليمنيين. واشتدّت المعارك في الحديدة في بداية نوفمبر.

وتخشى دول كبرى ومنظمات إنسانية والأمم المتحدة أن تصل المعارك إلى ميناء المدينة وتؤدي إلى تعطيل العمل فيه، ما قد يفاقم الأزمة الإنسانية في بلد يواجه نحو 14 مليونا من سكانه خطر المجاعة، بحسب الأمم المتحدة.

وفي 14 نوفمبر، أعلنت القوات الموالية للحكومة وقف محاولات التقدم في المدينة، إفساحا في المجال أمام المساعي السلمية. لكن المعارك المتقطعة تتواصل بين وقت وآخر.

ودعا غريفيث خلال زيارته المدينة الجمعة إلى “الحفاظ على السلام” فيها.

على جبهة أخرى، أعلنت القوات الحكومية في بيان نقلته وكالة أنباء “سبأ” المتحدّثة باسم الحكومة أنها أحبطت “محاولة تسلل” للمتمردين ضد أحد مواقعها في مديرية حيس على بعد نحو 100 كلم جنوب مدينة الحديدة.

ودعت الأمم المتحدة إلى مفاوضات حول اليمن تعقد في السويد في مطلع الشهر المقبل، من دون أن يحدد تاريخ معين لها.

وفشلت الأمم المتحدة في عقد جولة مفاوضات بجنيف في سبتمبر 2018، إذ لم يشارك المتمردون بداعي عدم حصولهم على تطمينات إلى إمكان العودة إلى صنعاء الخاضعة لسيطرتهم، فيما يسيطر التحالف على الأجواء.

وقتل في اليمن منذ بدء عمليات التحالف دعما للحكومة في مارس 2015 نحو عشرة آلاف شخص، وفقا للأمم المتحدة.

العرب