بوتين يأمل في حوار “بناء” مع ترامب انطلاقا من العام الجديد

بوتين يأمل في حوار “بناء” مع ترامب انطلاقا من العام الجديد

موسكو- قال الكرملين في بيان إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بعث الأحد رسالة تهنئة بالعام الجديد إلى نظيره الأميركي دونالد ترامب عبر فيها عن استعداد موسكو للحوار بشأن “جدول أعمال واسع النطاق”.

وفي نهاية نوفمبر ألغى ترامب فجأة اجتماعا مقررا مع بوتين على هامش قمة لمجموعة العشرين في الأرجنتين متعللا بالتوتر الذي أحدثه إطلاق القوات الروسية النار على زوارق تابعة للبحرية الأوكرانية ثم التحفظ عليها.

وجاء في بيان الكرملين “فلاديمير بوتين شدد على أن العلاقات (الروسية الأميركية) هي أهم عامل لتحقيق الاستقرار الاستراتيجي والأمن الدولي… وأكد على أن روسيا منفتحة على الحوار مع الولايات المتحدة الأميركية بشأن جدول أعمال واسع النطاق”.

وتأتي رسالة بوتين لنظيره الأميركي في وقت يتبادل فيه الجانبان الاتهامات بانتهاك “معاهدة القوات النووية متوسطة المدى”. وتستعرض روسيا منذ سنوات قدراتها العسكرية خارج حدودها وتسبب تدخلها في الصراع السوري وأوكرانيا في توتر علاقاتها مع الغرب.

وقالت وزارة الدفاع الروسية، الأحد، إن روسيا ستنشر خلال عام 2019 جيلا جديدا من منظومة صواريخ الدفاع الجوي (إس-350 فيتياز)، وهي صواريخ أرض جو يتراوح مداها بين القصير والمتوسط، ليحل محل منظومة (إس-300) المتهالكة.

وأضافت الوزارة أن الجيش الروسي نشر منظومتي (بانتسير-إس) و(إس-400) خلال عام 2018 في شبه جزيرة القرم، التي ضمتها روسيا من أوكرانيا في عام 2014، وفي مناطق روسية هي القطب الشمالي وكالينينجراد النائية المطلة على بحر البلطيق وخاباروفسك في أقصى الشرق.

وفي نزاع آخر بشأن منظومة صواريخ أطول مدى، هددت واشنطن بالانسحاب من معاهدة القوى النووية المتوسطة المدى، المبرمة في عام 1987، بدعوى أن الصاروخ الروسي الجديد، الذي يطلق عليه حلف شمال الأطلسي اسم (إس.إس.سي-8)، يعد انتهاكا لهذه المعاهدة.

وتمنع هذه المعاهدة التاريخية البلدين من نشر صواريخ قصيرة ومتوسطة المدى تنطلق من الأرض في أوروبا. وتنفي روسيا أن صاروخها مخالف للمعاهدة وتتهم الولايات المتحدة باختلاق ذريعة كاذبة للانسحاب منها حتى تتمكن من تطوير صواريخ جديدة.

وقال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الأربعاء، إن روسيا قد تنشر أول مجموعة من الصواريخ ذات القدرات النووية التي تفوق سرعتها سرعة الصوت في العام المقبل، موضحا أن الخطوة تعني أن بلاده أصبح لديها الآن نوع جديد من الأسلحة الاستراتيجية.

وفي رسالة منفصلة إلى الرئيس السوري بشار الأسد، تعهد بوتين بمواصلة دعم الحكومة والشعب السوريين في “الحرب على الإرهاب دفاعا عن سيادة الدولة وسلامة أراضيها”.

كما بعث بوتين رسائل تهنئة إلى زعماء آخرين منهم رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي ورئيس وزراء اليابان شينزو آبي والرئيس الصيني شي جين بينغ. وقال الكرملين إن بوتين عبر عن تمنياته “بالرفاه والرخاء للشعب البريطاني”.

وذكرت السفارة الروسية في لندن الجمعة أن موسكو ولندن اتفقتا على عودة بعض الموظفين لسفارة كل منهما لدى الأخرى بعدما تبادلتا طرد عشرات الدبلوماسيين هذا العام.

وطردت بريطانيا 23 دبلوماسيا روسيا فيما له صلة باتهامات للكرملين بالوقوف وراء هجوم بغاز أعصاب سام في مارس على الجاسوس السابق سيرغي سكريبال وابنته في مدينة سالزبري الإنكليزية. وتنفي روسيا ضلوعها في أي أنشطة تجسس. وطردت موسكو عددا مماثلا من العاملين في السفارة البريطانية.

وفي رسالة تهنئة إلى نظيره التركي رجب طيب أردوغان بمناسبة العام الجديد، قال الرئيس الروسي إن الجهود المشتركة لروسيا وتركيا تساهم بشكل حاسم في مسيرة الحل السياسي ومكافحة الإرهاب في سوريا. ورحّب بوتين بالتطور الناجح في العلاقات التركية الروسية.
وأشار إلى بدء إنشاء الوحدة الأولى لمحطة “أق قويو” للطاقة النووية في تركيا، واستكمال بناء الجزء البحري لمشروع “السيل التركي” لنقل الغاز الروسي إلى أوروبا عبر تركيا. وقال بوتين إن هناك خططا جديدة يتم وضعها بشأن العلاقات بين البلدين.

وأضاف “الجهود المشتركة لموسكو وأنقرة تساهم بشكل حاسم في مسيرة الحل السياسي ومكافحة الإرهاب في سوريا”.

وأعرب عن اعتقاده في أن الإجراءات المشتركة المتعلقة بمصالح الشعبين التركي والروسي ستتواصل في المرحلة القادمة على جميع الأصعدة. وتابع “أنا على ثقة بأن روسيا وتركيا ستواصلان تعزيز الأمن في أوراسيا جنبا إلى جنب”.

العرب