الأكراد يحملون موسكو مسؤولية تعثر المفاوضات مع دمشق

الأكراد يحملون موسكو مسؤولية تعثر المفاوضات مع دمشق

دمشق – اتهم مسؤول كردي سوري روسيا بالوقوف خلف تعثر جهود إبرام اتفاق سياسي مع دمشق، معتبرا أن موسكو لا تزال تراهن على التعاون مع الجانب التركي.

ويعزز الاتهام الكردي الحديث عن وجود صفقة روسية تركية بشأن سيطرة الأخيرة على بلدة تل رفعت في ريف حلب مقابل عملية عسكرية مشتركة في محافظة إدلب تستهدف الفصائل الجهادية المنضوية ضمن تحالف هيئة تحرير الشام.

وكان الأكراد قد استأنفوا اتصالاتهم مع الحكومة السورية، بعد إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب في ديسمبر عن قرار بسحب قوات بلاده من سوريا، قبل أن يتراجع خطوة إلى الوراء بإعلانه عدم وجود جدول زمني معين لهذا الانسحاب، مع إمكانية الإبقاء على جزء يسير من قوات بلاده، نتيجة الضغوط الداخلية والخارجية التي تعرض لها.

وفي ظل ضبابية الاستراتيجية الأميركية يبقي أكراد سوريا على الخطة البديلة وهي التوصل إلى اتفاق مع الحكومة السورية يقوم على تمكينهم من وضع خاص في المناطق التي يسيطرون عليها مقابل التعاون في مواجهة الاحتلال التركي بشكليه المباشر وغير المباشر في ريف حلب ومحافظة إدلب شمال غرب. ودعوا روسيا إلى لعب دور الوسيط مع دمشق بيد أنه وفق بدران جيا كرد المسؤول الكردي المشارك في المسار السياسي فإن المحادثات لا تحرز أي تقدم، مضيفا “الروس جمدوا تلك المبادرة التي كانت من المفروض أن يقوموا بها وهي أصلا لم تبدأ المفاوضات مع دمشق”. وصرح جيا كرد لوكالة “رويترز” في وقت متأخر الخميس “مازالت روسيا تدعي بأنها تعمل على تلك المبادرة ولكن دون جدوى”.

وعلى عكس التنظيمات المعارضة والراديكالية التي حاربت الحكومة السورية في معظم أنحاء البلاد، فإن الجماعات الكردية السورية وفي مقدمتها وحدات حماية الشعب ليست معادية له، بل إنها تعاونت معه في بعض المحطات من الصراع وخاصة في معركة حلب ضد التنظيمات المعارضة والجهادية.

وتقول وحدات حماية الشعب الذراع العسكرية للاتحاد الديمقراطي إن هدفهم هو الحفاظ على الحكم الذاتي ضمن الدولة، وأنه ليست لديهم أي نوازع انفصالية، لكن دمشق تعارض مستوى الحكم الذاتي الذي يسعى إليه الأكراد. وقال وزير الدفاع السوري الشهر الماضي إن الدولة ستستعيد المنطقة التي يهيمن عليها الأكراد بالقوة إذا لم ترضخ لسلطة الدولة.

ووفر وجود القوات الأميركية للمنطقة التي يقودها الأكراد مظلة أمنية فعلية في مواجهة الحكومة السورية وتركيا المجاورة التي تعتبر الجماعات الكردية السورية الرئيسية تهديدا أمنيا لها، وهددت مرارا بشن المزيد من العمليات العسكرية للقضاء عليها.

وقال جيا كرد إن روسيا قدمت مصالحها مع تركيا على السعي لإبرام اتفاق مع دمشق. وقال إن روسيا “لم تقم بدورها بعد أن التقت بالجانب التركي مرارا وهذا ما دفع إلى انسداد طريق الحوار مع دمشق، وروسيا تتحمل المسؤولية التاريخية”.

ولم يعد النظام السوري يملك سلطة القرار الذي تحول بيد روسيا منذ تدخلها المباشر في الصراع في العام 2015، ويجد نظام الرئيس بشار الأسد مضطرا للانصياع إلى موسكو في ما يتعلق بالوجود التركي في سوريا، الذي يعتبره احتلالا.

وكانت روسيا أجبرت الحكومة السورية على عدم الاستجابة لنداءات الأكراد حينما تعرضوا إلى هجوم من أنقرة في عفرين العام الماضي، مقابل اتفاق حول الغوطة الشرقية.

ويبدو أن ذات السيناريو سيتكرر في تل رفعت (يسيطر عليها الأكراد) في ظل حديث عن انسحاب القوات الروسية من المنطقة القريبة من عفرين والتي يمر منها الطريق الدولي الذي يصل مدينة غازي عينتاب بحلب، عبر معبر “باب السلامة” في إعزاز والتي تسيطر عليها فصائل سورية تدعمها أنقرة.

وتأتي هذه الأنباء عقب لقاء جمع بين الرئيسين التركي رجب طيب أردوغان والروسي فلاديمير بوتين في موسكو هذا الأسبوع، والذي شدد خلاله الجانبان على أنه لا بديل عن التعاون في ما بينهما على الساحة السورية.

العرب