إسرائيل متخوفة من استهدافها كرد على ضرب محتمل لإيران

إسرائيل متخوفة من استهدافها كرد على ضرب محتمل لإيران

تتابع إسرائيل بهدوء مشوب بالقلق والتأهب والاستعداد، تطور الأوضاع بين الولايات المتحدة وإيران، وترى نفسها جزءاً من أي تصعيد متوقع، بعد إسقاط الطائرة الأميركية. وفي أعقاب اجتماعات للمؤسستين العسكرية والسياسية في تل أبيب صدرت تعليمات بإبقاء “الحدود الشمالية” في “أقصى درجة تأهب والاستعداد والتعامل بمنتهى الجدية بمواجهة احتمال أن تكون إسرائيل الهدف الأول لإيران”، عبر ما وصفهم الإسرائيليون بـ “أذرع طهران في المنطقة”، وتوجيه ضربات ضد أهداف إسرائيلية، سواء من جهة لبنان وسوريا شمالاً أو غزة جنوباً.
ولم يُخفِ مسؤولون أمنيون تخوفهم من أن تُقْدِم إيران على تصعيد الوضع إزاء الرد الأميركي الضعيف. ورأى هؤلاء أن إيران توصلت إلى نتيجة تقول أن الرئيس الأميركي دونالد ترمب غير معني بفتح حرب، ما دفع إلى التراجع عن الرد على إسقاط الطائرة الأميركية.

خيبة أمل إيرانية

ويكمن الخوف الإسرائيلي من أن إيران، وبعد فرض العقوبات عليها لم يبق لديها ما تخسره، وفي أول رد فعل لها ستكون الحدود الشمالية هدفها الأول وستوجه ضرباتها من سوريا، حيث تتمركز في منطقة واسعة قريبة من الحدود.
وانعكست التخوفات الإسرائيلية، في التوقعات التي أطلقها مسؤولون حول أبعاد وانعكاسات التوتر مع إيران على إسرائيل، وأيضاً في حديث رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، بعد أقل من 24 ساعة على تهديده حزب الله وحركة حماس وإيران لدى إعلانه، خلال مشاركته في مناورة عسكرية، جرت هذا الأسبوع، أن الجيش الإسرائيلي يملك “قوةً تدميرية هائلة”، مهدداً الجميع بعدم تجربة هذه القدرة. بعد ذلك، قال نتنياهو بشكل واضح إن “إيران ضاعفت عدوانيتها تجاه الولايات المتحدة والمجتمع الدولي، ما يستدعي دعوة الشعوب المعنية بالسلام والأمن إلى دعم الولايات المتحدة في جهودها ضد تلك العدوانية”.

إيران تتهم روسيا بتسهيل غارات إسرائيلية على دمشق

جر إسرائيل إلى قلب التطورات

من جهة أخرى، نقل الخبير العسكري تسفي هرئيل، تقديرات إسرائيلية مفادها بأن “إيران قد تقرر المبادرة إلى تصعيد الوضع، عبر نجاحها في جرّ إسرائيل إلى قلب التطورات أيضاً”. وقال هرئيل “يجري الحديث عن سيناريو لخطوة غير مباشرة، بواسطة إحدى المنظمات الموالية لإيران في المنطقة، مثل الميليشيات الشيعية، التي ينتشر أفرادها في جنوب سوريا، أو حتى من خلال عملية ينفذها حزب الله أو جهات مرتبطة به في جنوب لبنان”.
في تقديرات أخرى أوردتها صحيفة “هآرتس” الإسرائيلية، توقع رجال استخبارات في إسرائيل والغرب، ألا تكتفي إيران بالمواجهة الجزئية مع الأميركيين، بل تبادر إلى استفزاز على أحد حدود إسرائيل، بهدف تصعيد أجواء التوتر، وإلزام إدارة ترمب بإعادة النظر على عجل بخطواتها.
وردت الصحيفة على تهديدات أطلقها الرئيس الإسرائيلي رؤوفين ريفلين ضد حزب الله ولبنان، إذا ما تحول إلى خدمة أجندة إيرانية ويشكل قاعدة للهجوم على إسرائيل. وكتبت الصحيفة “هناك شكوك كبيرة في أن يكون الجيش الإسرائيلي مستعداً بالفعل لإعطاء جواب لكل سيناريو، خصوصاً بعد التقرير الذي أشار إلى أن جهازي الأمن والصحة عاجزان عن إنقاذ المصابين في أي حرب مقبلة”.
وأجمع خبراء وأمنيون على أن “أي مواجهة ستقع بين إيران والولايات المتحدة ستُعتبر إسرائيل مسؤولةً عنها، بالتالي ستكون الهدف الأول للرد على هذه المواجهة”. وحذروا من أن “إيران هي عدو غير سهل، متزمتة تجاه قوتها ومكانتها، ذكية ووحشية، أدخلها تشديد العقوبات الاقتصادية الأميركية في أزمة اقتصادية عسيرة، قد تجعلها لا تترد في توجيه أي ضربة.
وفي التقديرات الإسرائيلية، فإن حزب الله يملك مخزوناً كبيراً من الصواريخ الدقيقة والمتطورة بإمكانها أن تصل إلى كل نقطة في إسرائيل، انطلاقاً من سوريا ولبنان وحتى من المناطق التي تحت سيطرة إيران في العراق. وبات الإسرائيليون على قناعة بأن أذرع إيران في لبنان وغزة يمكنها تسخين الحدود بوسائلها الخاصة وبعضها غير معروفة لإسرائيل، وهنا يزداد التخوف الإسرائيلي من انعكاسات التصعيد الأميركي- الإيراني عليهم.

اندبندت