ما حظوظ باراك للإطاحة بنتنياهو في الانتخابات الإسرائيلية المقبلة؟

ما حظوظ باراك للإطاحة بنتنياهو في الانتخابات الإسرائيلية المقبلة؟

عاد رئيس الحكومة الإسرائيلية الأسبق إيهود باراك للساحة السياسية، عاقدا العزم على إسقاط رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في الانتخابات المزمع عقدها في سبتمبر/أيلول المقبل.

وأعلن باراك مواصلته التحضير لإنشاء تكتل سياسي جديد يُبنى على تحالف الوسط واليسار لتعقيد مهمة نتنياهو في مواجهته ومواجهة حزبي “أزرق أبيض” و”إسرائيل بيتنا”.
ويعتقد باراك أن الفرصة مواتية الآن لإسقاط نتنياهو، الذي يضعف يوميا أمام أعضاء حزبه والأحزاب الدينية المتشددة، ولأنه حتى في حال فوزه بالانتخابات المقبلة فمن المتوقع أن يضطر للاستقالة بسبب الاستجوابات الخاصة بملفات الفساد.

وأعلن أنه “سيتجند الآن لحماية مستقبل إسرائيل ليس عبر الترشح لمناصب عسكرية، بل انطلاقا من مبدأ الخوف على الديمقراطية التي حطمها نتنياهو من أجل مصالحه الشخصية”.

ترحيب ومعارضة
وأحدث حراك باراك السياسي ردود فعل في الأوساط السياسية الإسرائيلية، وعلق النائب السابق لجيش الاحتلال يائير جولان قائلا إنه يؤمن بقدرة باراك على توحيد معسكر الوسط واليسار؛ “لإنقاذ هيبة إسرائيل القضائية وأحوالها السياسية والاجتماعية المتردية”.

أما وزير الأمن الداخلي الإسرائيلي السابق موشيه شاحل فقال إنه يؤيد ويدعم كل جهد لإسقاط حكومة نتنياهو واليمين، معتبرا أن باراك صاحب تجربة وقدرات هائلة.

من جهته، أشار عضو الكنيست عن حزب العمل عمير بيرتس إلى أن دخول باراك المعترك السياسي مجددا سيكون له أثر إيجابي في هزيمة نتنياهو، “لكن من السابق لأوانه الحديث عن تحالفات”.

بدورها، أعلنت الوزيرة السابقة تسيبي ليفني رفضها الانضمام لحزب إيهود باراك لأنه سيضعف قوى اليسار والوسط، وسيستغل اليمين هذا الضعف.

الأحزاب العربية
وعن إمكانية قبول الأحزاب العربية في الكنيست الانضمام لتكتل باراك الجديد في حال عرض عليها ذلك، قال النائب العربي في الكنيست أسامة السعدي إنه ليست لهم أي علاقة بباراك الذي يلعب في ملعب الوسط واليسار، ويحاول خطف الأصوات من اليمين.

واعتبر في حديثه للجزيرة أن إقدام باراك على هذه الخطوة كمن يطلق النار على نفسه، فهو يريد توحيد أحزاب الوسط واليسار، لكن حزبه الجديد قد لا يتمكن من تجاوز نسبة الحسم، وبالتالي سيهدر هذه الأصوات بدل توحيد القوى ضد اليمين.

وأضاف أن باراك يحاول العودة إلى الساحة السياسية، لكن حظوظه قليلة، وأن الأحزاب العربية منشغلة الآن بإعادة تركيبة القائمة المشتركة لخوض الانتخابات بقائمة واحدة قوية تستطيع الحصول على ثقة الناخبين العرب والقوى الديمقراطية اليهودية، للإسهام في إسقاط نتنياهو واليمين الفاشي المتطرف في الانتخابات المقبلة.

شعبية متدنية
وحول سيناريوهات نجاح أو فشل باراك في مواجهة وهزيمة نتنياهو، قال المستشار الإعلامي المختص في الشأن الإسرائيلي محمد مصالحة إن شعبية باراك قليلة، ولديه مشكلة في إقناع جمهور المصوتين اليمينيين في الانتقال للتصويت للوسط أو اليسار.

وأضاف مصالحة أن باراك مدموغ بأنه أيد تسليم القدس وتقسيمها وإقامة دولة فلسطينية، في حين عرف خصمه نتنياهو ببراعته في قنص الفرص.

ورغم ذلك، يرى المستشار الإعلامي أن لليسار والوسط فرصة لا تعوض في التحالف، وتساءل: هل سيتجهان للتشاور والشراكة مع العرب في القائمة المشتركة؟ وهل سيتقن العرب فن الممكن في السياسة ويكونون بيضة القبان لأي انقلاب حكم قادم في إسرائيل؟

وسبق أن شغل باراك منصب رئيس الحكومة الإسرائيلية بين عامي 1998 و2001 وتسلم حقيبة الجيش منذ عام 2007 حتى 2013، وكان قائدا عاما للجيش الإسرائيلي إبان الانسحاب من لبنان.

الجزيرة