رغم حظر التجول وسقوط ضحايا.. المظاهرات متواصلة في العراق

رغم حظر التجول وسقوط ضحايا.. المظاهرات متواصلة في العراق

دخل فرض حظر التجول على بغداد حيز التنفيذ، في الوقت الذي يرفض فيه المعتصمون الانسحاب. وتواصلت المظاهرات لليوم الرابع على التوالي، حيث سقط أربعة قتلى ومئات الجرحى.

وبدءا من منتصف ليل الاثنين، دخل حظر التجول -الذي أعلنه الجيش- في بغداد حيز التنفيذ، على أن يستمر حتى السادسة من صباح الثلاثاء، في حين رفض المتظاهرون مغادرة ساحة التحرير حتى الاستجابة لمطالبهم المتمثلة في ضرورة تحقيق إصلاحات اقتصادية ومحاربة الفساد وتحقيق العدالة الاجتماعية.

وذكرت مصادر أمنية وطبية أن ثلاثة أشخاص قتلوا في بغداد الاثنين، وأصيب 224 آخرون عندما أطلقت قوات الأمن قنابل الغاز بشكل مباشر على رؤوس المحتجين.

وفي مدينة كربلاء، نقلت رويترز عن مصادر أن شخصا رابعا قتل وأصيب أكثر من خمسين آخرين عندما استخدمت الشرطة الذخيرة الحية لتفريق المحتجين.

وبعد تمكنه من عقد جلسته الاثنين، وافق مجلس النواب العراقي على قرارات مجلس الوزراء وحزم الإصلاحات التي أعلن عنها رئيس الحكومة عادل عبد المهدي جراء اندلاع المظاهرات.

كما صوّت المجلس على تشكيل لجنة نيابية لتعديل الدستور، ستقدم توصياتها خلال أربعة أشهر. كما أقر البرلمان إلغاء جميع امتيازات ومخصصات الرئاسات الثلاث وأعضاء مجلس النواب والوزراء وكبار المسؤولين والمحافظين.

وأضافت المصادر أن البرلمان أقرّ أيضا حلّ مجالس المحافظات، وخوّل المحافظ إدارة الأمور المالية والإدارية واستلام الذمم من مجلس المحافظة، على أن يتولى مجلس النواب الإشراف والمراقبة على المحافظين إلى حين إجراء الانتخابات المحلية.

وقال الرئيس العراقي برهم صالح إن إصدار قانون جديد للانتخابات يجب أن يكون مرتكزا أساسيا للإصلاح السياسي والاقتصادي، داعيا إلى تشكيل مفوضية جديدة للانتخابات غير مسيسة.

مئات الطلبة
وفي وقت سابق من الاثنين، قال مراسل الجزيرة سامر يوسف من ساحة التحرير إن أعداد المحتجين تزايدت بشكل كبير بعد انضمام مئات من طلبة الجامعات إلى المحتجين والمعتصمين لليوم الرابع على التوالي.

وأظهرت تسجيلات مصورة نشرت على مواقع التواصل الاجتماعي قوات الأمن وهي تطلق الغاز المدمع على طلاب في أحد أحياء بغداد، مع انتشار الاحتجاجات إلى جيوب أخرى في العاصمة.

كما نزل آلاف الطلاب إلى الشوارع في مدن عدة مثل البصرة والديوانية والناصرية في الجنوب، وهتفوا “لا مدارس لا دوام، حتى يسقط النظام”.

وللمرة الأولى منذ انطلاق الحراك المطلبي مطلع الشهر الجاري، انضم إلى الاحتجاجات طلاب من مدينة بعقوبة كبرى مدن محافظة ديالى شمال شرق بغداد.

وأطلقت قوات الأمن الغاز المدمع على طلاب في المدارس والجامعات، وذلك بعد يوم من إعلان متحدث باسم رئيس الوزراء أن أي شخص سيعطل أيام العمل أو الدراسة سيلقى عقابا شديدا.

نقابات
وصباح الاثنين أعلنت نقابة المعلمين إضرابا عاما لأربعة أيام تضامنا مع مطالب المتظاهرين، وهددت باتخاذ موقف أقوى إذا لم تتم الاستجابة لهذه المطالب.

والتحقت بالاحتجاجات نقابات مهن مختلفة بينها نقابات العمال والمحامين والمهندسين، رغم الإجراءات الأمنية التي تعرقل الوصول إلى أماكن الاعتصامات والمظاهرات.

فتنة
سياسيا، وصف القيادي بالحشد الشعبي أبو مهدي المهندس ما يحدث في المظاهرات التي تجري بأنه فتنة تستهدف الحشد الشعبي وتدار بأيد خارجية وداخلية.

من جهته، اتهم زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر الحكومة بمحاولة الزج بالحشد الشعبي في الاحتجاجات الشعبية من أجل الصدام مع الشعب، وقال إن سلاح الحشد الشعبي موجه ضد تنظيم الدولة لا ضد الشعب العراقي.

في غضون ذلك، أصدر مجلس القضاء الأعلى قرارا باستقدام وزيرين وأعضاء بمجلس النواب للاستجواب في قضايا تتعلق بهدر المال العام.

المصدر : الجزيرة + وكالات