العراق.. طلبة المدارس يدعمون زخم الاحتجاجات والحكومة ترفض “الإملاءات الخارجية

العراق.. طلبة المدارس يدعمون زخم الاحتجاجات والحكومة ترفض “الإملاءات الخارجية

توافد آلاف العراقيين بعد ظهر اليوم إلى ساحة التحرير وسط بغداد وساحات التظاهر في عدد من المحافظات وهم يهتفون بشعارات تطالب بإسقاط الحكومة وحل البرلمان وتعديل الدستور.

وأغلقت معظم المدارس والجامعات في جنوب البلاد أبوابها، بعدما أعلنت نقابة المعلمين إضرابا عاما، في محاولة لإعادة الزخم إلى الاحتجاجات التي تعم البلاد منذ مطلع أكتوبر/تشرين الأول الماضي.

ويتوقع أن يستأنف الطلاب إضرابهم غدا الأربعاء، في جميع المراحل الدراسية الأولية والثانوية وفي الجامعات، للانضمام إلى ساحات التظاهر.

وقد تظاهر المئات اليوم في مدينة الكوت، جنوب بغداد، وقاموا بجولات لإغلاق المدارس والإدارات الرسمية. كما بقيت المدارس مغلقة في الحلة بسبب غياب المعلمين، وقلصت الدوائر العامة عدد ساعات العمل.

إغلاقات
كما أغلقت جميع المؤسسات التعليمية أبوابها في الناصرية، حيث قتل متظاهران ليل الاثنين، وأيضا في الديوانية، وهما المدينتان اللتان تعدان رأس الحربة في موجة الاحتجاجات بالجنوب.

وفي كربلاء، أفادت وكالة الأناضول بأن عشرات من أفراد الأمن العراقي انضموا اليوم إلى المتظاهرين المناوئين للحكومة، للتعبير عن تضامنهم مع مطالبهم التي وصفوها بأنها “مشروعة”.

وفي بغداد، واصل المتظاهرون الشبان خوض مواجهات مع قوات الأمن في الشوارع المتاخمة لساحة التحرير، حيث حاولت هذه القوات مجددا سد كل الطرقات المؤدية إلى الساحة بكتل إسمنتية، بعدما أقدم المتظاهرون على إزالتها.

والليلة الماضية، أقام المحتجون بالساحة احتفالية أطلقوا خلالها عشرات البالونات البيضاء وسط هتافات ورفع أعلام العراق للتعبير عن سلمية المظاهرات والتمسك بمطالب إقالة الحكومة وحل البرلمان وتعديل الدستور.

كما شهدت ساعات الليل وصباح اليوم هدوءا حذرا في ساحات التحرير والخلاني ببغداد وفي محافظات الناصرية والبصرة وميسان والسماوة والديوانية وواسط وكربلاء والنجف وبابل مع غياب أصوات الرصاص وقنابل الغاز المدمع مثلما جرى في الأيام الماضية.

سياسيا، أعلنت الرئاسة العراقية أن الإصلاح المنشود في البلاد “قرار عراقي بامتياز” ولا يمكن أن يخضع لإملاءات خارجية.

وقالت الرئاسة في بيان صحفي اليوم إن أي تدخل خارجي مرفوض وغير مقبول، وإن العراقيين يقررون وفق أولويات مصلحتهم الوطنية واحترام إرادة المرجعية الدينية، وضمن السياقات الدستوریة والقانونية، وبقرارهم الوطني المستقل، بحسب نص البيان.

يأتي هذا الإعلان بعد ساعات من انتقاد زعيم التيار الصدري، مقتدى الصدر، الولايات المتحدة لتدخلها في الشؤون الداخلية للعراق، متهما إياها بأنها هي من جلبت الفساد والفاسدين للبلاد، وهي سبب تسلطهم على رقاب العراقيين، على حد تعبيره.

وينتظر أن يشهد اجتماع الحكومة الأسبوعي اليوم الإعلان عن حزمة جديدة من الإصلاحات تضاف إلى الحزم التي صدرت منذ انطلاق المظاهرات.

يشار إلى أن لجنة حقوق الإنسان في البرلمان العراقي كانت قد أكدت أمس مقتل 323 شخصا وإصابة 15 ألفا آخرين في الاحتجاجات التي تعم البلاد، بينما اتهم دبلوماسيون من عدة دول في جلسة أممية الحكومة العراقية باستخدام القوة المفرطة ضد المحتجين.

كما التقت رئيسة بعثة الأمم المتحدة في العراق جينين هينيس بلاسخارت المرجع الشيعي علي السيستاني، ونقلت عنه قلقه من عدم جدية القوى السياسية في إجراء إصلاحات، وقوله إن ثمة طريقا آخر سيتم انتهاجه إذا تقاعست الرئاسات الثلاث عن إجراء إصلاحات حقيقية.

المصدر : الجزيرة + وكالات