تجددت المواجهات بالعراق بين من يعرفون بأصحاب القبعات الزرق (المحسوبين على التيار الصدري) والمحتجين في مدينة كربلاء (جنوب بغداد) بعد يوم من مواجهات مشابهة بمدينة النجف المجاورة راح ضحيتها عشرة قتلى وأكثر من مئة جريح.
هذه التطورات دفعت رئيس الوزراء المكلف محمد توفيق علاوي إلى اعتبار ما حدث مؤشرا خطيرا، وأن استمرار العنف ضد المتظاهرين يهدد استمرار قبوله بالتكليف.
ووصف علاوي تفريق المتظاهرين والمعتصمين في الساحات المختلفة بالقوة بأنّه غير مقبول.
وقال إن المعتصمين السلميين يستحقون الاحترام وإنه يشجب بشدة ما وصفه بالقمع والعنف الذي تعرضوا له. وأضاف أن التحقيق ومحاسبة المسؤولين عن ذلك سيكونان من أولويات حكومته.
ومن جانبه أمر رئيس حكومة تصريف الأعمال عادل عبد المهدي بتشكيل لجنة للتحقيق في أحداث النجف التي أوقعت قتلى وجرحى خلال مواجهات بين المتظاهرين ومسلحين تابعين للتيار الصدري مساء الأربعاء.
وقال الشهود إن العشرات من أصحاب القبعات الزرق اقتحموا ساحة التربية وسط كربلاء، وهاجموا المتظاهرين المعتصمين.
ويحمل أنصار الصدر هراوات وأسلحة رشاشة -وفق رواية الشهود- وأطلقوا الرصاص الحي في الهواء لتفريق المتظاهرين، وسط مواجهات مع محتجين فر كثير منهم خوفا من القتل.
وعاد الشهود إلى القول إن أنصار الصدر أطاحوا بالمنصة التي يلقي عليها المتظاهرون كلماتهم منذ أشهر.
وفي وقت سابق الخميس، شهدت ساحة التحرير وسط بغداد مظاهرات حاشدة احتجاجا على قمع المتظاهرين.
وحمل المتظاهرون ومعظمهم من طلاب الجامعات لافتات منددة بقمع المظاهرات وقتل المتظاهرين، ومحاولات فض الاحتجاجات بالقوة.
مواقف دولية
تطورات المشهد العراقي دفعت ببعثات الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي إلى إدانة أعمال العنف، واعتبارها عقبة أمام أي تقدم سياسي.
ومن جانبها طالبت السفارة الأميركية في بغداد الحكومةَ العراقية بوضع حد لهذه الممارسات، على حد تعبيرها.
وتأتي اقتحامات ساحات الاعتصام بعد رفض المحتجين تكليف وزير الاتصالات الأسبق (علاوي) السبت الماضي بتشكيل الحكومة المقبلة، في حين يحظى بدعم الصدر.
ويشهد العراق احتجاجات غير مسبوقة منذ مطلع أكتوبر/تشرين الأول الماضي، تخللتها أعمال عنف خلفت أكثر من ستمئة قتيل، وفق رئيس الجمهورية برهم صالح ومنظمة العفو الدولية.
المصدر : الجزيرة + وكالات