مع تطور الأزمة السياسية في اليمن، ودخولها طور الصراع المسلح، في فبراير/شباط 2015، أعلنت جماعة أنصار الله (الحوثيين) ما أسمته “الإعلان الدستوري”، ونفذت “انقلاباً” على الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي، تطور لاحقاً إلى عمليات عسكرية شهدتها معظم الأقاليم والمحافظات، بين الجماعة وقوات الرئيس المخلوع صالح من جهة، والمقاومة الشعبية واللجان المؤيدة للرئيس هادي من جهة أخرى، وأدت المعارك المسلحة المستمرة منذ شهور، إلى تقسيم البلاد إلى مناطق نفوذ، تخضع لسيطرة الطرفين، بدت على النحو التالي:
- إقليم آزال: ويضم محافظات، صعدة، وعمران، وصنعاء، وذمار، وجميعها تخضع تحت سيطرة الحوثيين، إلاّ أن المقاومة الشعبية المناوئة لهم، نشطت فيها منذ أسابيع، وتدور بين حين وآخر معارك بين الطرفين، خاصة مناطق مدينة “ذمار” و”عتمة” و”معبر”.
- إقليم تهامة: ويسيطر الحوثيون على جميع محافظاته، ممثلةً في، الحُديدة، وحجة، والمحويت، فيما تشهد الحديدة عمليات قتالية مكثفة للمقاومة.
- إقليم سبأ: تسيطر المقاومة الشعبية في محافظة مأرب، عاصمة الإقليم، على المركز “مدينة مأرب” والوادي، ومناطق حقول النفط والغاز، شرقي المحافظة، فيما يسيطر الحوثيون فقط على بعض مديريات مأرب مثل “صرواح” و”حباب” و”حريب القراميش” غرباً، وأجزاء من مديرية “حريب” جنوب شرق مأرب، وفي مديرية “مجزر” تدور معارك كر وفر بين الجانبين. كما يسيطر الحوثيون على مركزمحافظة الجوف، “الحزم” وبقية المناطق بها. أما في محافظة البيضاء، تدور معارك بين الجانبين، إلاّ أن الحوثيين يسيطرون على غالبية مناطقها، بينما تشهد مناطق مثل “الزاهر” و”رداع” و”البيضاء مركز المحافظة” ومناطق “قيفة رداع” عمليات قتالية مستمرة تصل حد المواجهات.
- إقليم الجند: تدور في محافظة تعز معارك عنيفة، منذ أشهر بين الحوثيين والقوات الموالية لصالح من جهة، والمقاومة الشعبية من جهة أخرى، وخصوصاً في مدينتي تعز والقاعدة، ومديريات جبل صبر، ومشرعة وحدنان. وفي محافظة “إب”، أعلنت المقاومة سيطرتها على 10 مديريات هي، العدين، وفرع العدين، ومذيخرة، والشعر، وحزم العدين، والنادرة، والقفر، والسدة، والرضمة، وبعدان، بعد معارك محدودة مع الحوثيين.
- إقليم عدن: تم تحرير جميع محافظاته، عدن، لحج، أبين، والضالع بالكامل من الحوثيين، وتخضع حالياً لسيطرة الجيش الوطني والمقاومة الشعبية الموالية للحكومة.
- إقليم حضرموت: وتخضع محافظتاه حضرموت، والمهرة، لسيطرة الجيش الوطني، عدا مدينة “المكلا” عاصمة حضرموت، التي ما زالت في قبضة تنظيم القاعدة. أما محافظة شبوة، تخضع لسيطرة الحوثيين، بما في ذلك مركزها “عتق”، إلاّ أن المقاومة الشعبية أعلنت تحرير منطقتي “قرن السوداء” و”العرم” شرق المحافظة.
تجدر الإشارة، أن وتيرة الأحداث العسكرية، تصاعدت عقب “الانقلاب الحوثي”، بمساندة القوات الموالية للرئيس السابق صالح، في أيلول/سبتمبر 2014، على الرئيس عبد ربه منصور هادي، إذ بدأ “الانقلاب” ببسط السيطرة على العاصمة صنعاء، تلاه فرض إقامة جبرية على رئيس الحكومة المستقيلة آنذاك خالد بحاح، وعدد من وزرائه.
ومع تلاحق التطورات بدأت الجماعة، بمد سيطرتها إلى مختلف المحافظات اليمنية، لتمتد إلى محافظات الوسط والجنوب، محققين تقدماً في تعز والضالع ولحج، فيما استقر الرئيس هادي فترة قصيرة في عدن، إحدى أهم المدن الاستراتيجية في البلاد، معلنةً إياها عاصمة مؤقتة للبلاد، لكن الجماعة سرعان ما سيطرت عليها، لينتقل بذلك الرئيس هادي، إلى العاصمة السعودية الرياض، ليتخذ منها مقراً مؤقتاً، لممارسة مهامة كرئيس شرعي لليمن.
وعلى صعيد رد فعل السلطة الشرعية اليمنية (المعترف بها دوليا) على ما يحدث، أعلنت تقدمها بطلب إلى الجامعة العربية، تدعوها إلى تدخل عسكري وسياسي عاجل، كما وجه الرئيس هادي رسالة إلى مجلس الأمن، طالبه فيها بسرعة التحرك وإصدار قرار بموجب الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة، يسمح لكل الدول الراغبة في مساعدة اليمن، بتقديم دعم فوري للسلطة الشرعية في بلاده.
وفي 26 مارس/ آذار، أعلن التحالف العربي، الذي تقوده السعودية، انطلاق عملية “عاصفة الحزم” العسكرية، تمثلت في غارات جوية ضد أهداف ومواقع الحوثيين، فيما أعلن التحالف في 21 أبريل/ نيسان الماضي، انتهاء العملية، وبدء عملية “إعادة الأمل”، قال إن من أهدافها شق سياسي متعلق باستئناف العملية السياسية في اليمن، بجانب التصدي للتحركات والعمليات العسكرية للحوثيين، وعدم تمكينها من استخدام الأسلحة من خلال غارات جوية.
وبالتوازي مع انطلاق عمليات التحالف، بدأت “المقاومة الشعبية”، التي تتكون غالبيتها من أهالي مدينة عدن، من الرافضين للوجود الحوثي في المدينة، بعمليات عسكرية ضد الحوثيين، انضم إليها “اللجان الشعبية” الموالية للرئيس عبد ربه منصور هادي.
محمد الشبيري
وكالة الأناضول