تجددت أخيراً الشكاوى من عمليات ابتزاز ومضايقات يتعرض لها سكان محليون وسائقو الشاحنات، داخل حواجز التفتيش التابعة لفصائل مسلّحة ضمن “الحشد الشعبي”، في محافظة نينوى شمالي العراق.
ووجه عضو البرلمان عن محافظة نينوى أحمد الجبوري رسالة، اليوم الأحد، إلى وزيري الدفاع جمعة عناد، والداخلية عثمان الغانمي، للتدخل من أجل “وقف عمليات الابتزاز”، مشدداً، في تغريدة عبر موقع “تويتر”، على ضرورة محاسبة المسؤولين عن الفساد في نقاط التفتيش بالمحافظة. وتابع “نطالبكم بإسناد مهمة السيطرات (نقاط التفتيش) لجهة واحدة، وهي مديرية شؤون السيطرات التابعة لوزارة الداخلية، وربط السيطرات بمنظومة كاميرات مراقبة، من أجل الحدّ من ظاهرة الابتزاز لعجلات الحمل في السيطرات”.
مصادر محلية في مدينة الموصل، عاصمة محافظة نينوى، أوضحت أن شكاوى عدة تصل إلى مسؤولين محليين ونواب بشأن مضايقات يتعرض لها مواطنون يمرون عبر حواجز فصائل مسلحة تابعة لـ”الحشد الشعبي”، ضمن مليشيات مدعومة من إيران، في مناطق سهل نينوى وجنوب الموصل وغربه، فضلاً عن سائقي الشاحنات القادمين من دهوك أو بغداد، إذ يتم فرض إتاوات عليهم لقاء تمريرهم بسرعة، ومن لا يدفع منهم يتم تأخيره ساعات طويلة.
ووفقاً لمسؤول في ديوان محافظة نينوى، فإن غالبية عمليات الابتزاز تجري على طرق خارجية، وتُعتبر مناطق سهل نينوى وطريق الموصل القديم الأكثر عيشاً لهذه الظاهرة، وتوجه اتهامات لمليشيات “حشد الشبك” و”بابليون”، ومليشيات أخرى تنتشر معها، بمضايقة السكان وابتزاز الشاحنات المحملة بالمواد الغذائية والإنشائية لقاء تمريرها.
وأشار إلى وجود تذمر من قبل الأهالي وسائقي الشاحنات من خضوعهم للابتزاز المتكرر في نقاط التفتيش، في هذا الظرف الصعب الذي تعاني فيه البلاد من أزمتين اقتصادية وصحية خانقتين.
ولا تقتصر الفوضى الأمنية في محافظة نينوى على عمليات الابتزاز، إذ شهدت مناطق بالمحافظة عمليات اعتقال خلال اليومين الماضيين على يد فصائل مسلّحة، بحسب ما أكده مدير المركز العراقي لتوثيق الجرائم، عمر الفرحان، لوسائل إعلام محلية، قائلاً إن “مديرية استخبارات الحشد الشعبي قامت باعتقال 30 مدنياً جنوبي نينوى”.
ولفت إلى أن الاعتقالات جرت بشكل “تعسفي”، مبيناً أن العملية نفذها ما يعرف بلواء 30 (حشد الشبك)، التابع للنائب حنين القدو وشقيقه وعد القدو، بحسب قوله.
يشار إلى أن جماعة “حشد الشبك” هي مليشيا تتبع للأقلية “الشبكية”، إحدى مكونات محافظة نينوى الإثنية، وتتمتع بعلاقات وثيقة مع الحرس الثوري الإيراني. وقد أُدرج زعيمها وعد القدو، الذي يتولى أمور المليشيا مع عدد من أشقائه وأبناء عمه، العام الماضي، على لائحة العقوبات الأميركية.
وأمس السبت، قال “الحشد”، في بيان، إن قوة تابعة لـ”قيادة عمليات نينوى للحشد الشعبي” اعتقلت 17 شخصاً يُشتبه بانتمائهم لـ”داعش” في عملية استباقية في المحافظة.
والعام الماضي، اضطرت منظمات أجنبية كانت تعمل في نينوى إلى المغادرة أو تخفيض نشاطها إلى أدنى مستوى في مناطق سهل نينوى، بسبب مضايقات وتدخل في عملها من قبل “مليشيا الشبك”.
وتأتي تلك التطورات متزامنة مع عزم رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي الدخول في مفاوضات غير سهلة مع أطراف سياسية وفصائل مسلحة مرتبطة بإيران، تهدف لإخلاء المدن التي توجد بها تلك الفصائل منذ سنوات، وإعادة سكانها النازحين إليها.
براء الشمري
العربي الجديد