لم ينشغل صيادو السمك في مدينة الفاو الساحلية في محافظة البصرة بجنوبي العراق منذ سنوات كما هم الآن منذ بدء فرض قيود كورونا وإغلاق الحدود مع الكويت وإيران أمام التجارة وحركة السفر للحد من تفشي الفيروس.
وأصبح الصيادون الآن يمدون أسواق السمك في أنحاء البلاد باحتياجاتها بعد أن استرد السمك العراقي عرشه في الأسواق المحلية.
ويقول رئيس جمعية صيادي الأسماك في البصرة بدران التميمي إن التجار يأتون من محافظة كردستان العراق، مشيرا إلى العديد من الرجال الذين يحملون سلالا مليئة بأسماك طازجة إلى شاحنات صغيرة قريبة.
واعتاد التجار إغراق السوق المحلية بالأسماك المستوردة الأرخص سعرا، مما كان يجعل من الصعب على الصيادين المحليين بيع صيدهم قبل أن يفسد.
وتقول جمعية صيادي الأسماك في البصرة إن الصيادين المحليين كانوا يبيعون نحو 60 طنا من السمك يوميا، ومنذ إغلاق الحدود أصبحوا يبيعون نحو 100 طن كل يوم.
وأدت زيادة نشاط الصيادين إلى انخفاض أسعار السمك المحلي الطازج، الأمر الذي جعله في متناول يد السكان المحليين. وتقول جمعية صيادي الأسماك في البصرة إن سعر السمك المحلي الشهير من نوع الزبيدي في سوق الفاو للسمك يبلغ الآن 16 دولارا للكيلوغرام مقابل 25 دولارا قبل أزمة فيروس كورونا.
وقال التميمي “يرغب تجار الأسماك في فتح الحدود حتى يغرقوا الأسواق بمختلف أنواع الأسماك”، وعبّر عن أمله في أن تكون الحكومة لاحظت زيادة الإنتاج المحلي من السمك، وأن تضع إجراءات لحماية صناعة صيد السمك في الفاو بعد إعادة فتح الحدود.
وأوضح الصياد محمد العامر أن قطاع صيد السمك قد يكون له تأثير إيجابي على محافظة البصرة بأكملها، مشيرا إلى أن الطلب على أسماك مدينة الفاو أصبح أكثر من العرض بعد إغلاق الحدود.
وقال حمزة جابر، تاجر سمك في الفاو، “اعتاد التجار على وضع المواد الحافظة على الأسماك المستوردة، مما سيؤثر على صحتنا. يقومون بتحنيط الأسماك المستوردة ورشها بكافور حتى تصل الأسماك طازجة. ولكن عندما يتم بيعها هنا في الأسواق الخارجية تتحلل الأسماك. وسيؤثر ذلك بشكل كبير على صحة الناس”.
وفيما يتعلق بأفضل الأنواع التي يفضلها المشترون الآن، قال بائع السمك كرار إبراهيم إن “الزبيدي” هو أكثر الأنواع رواجا.
ويعتمد الاقتصاد العراقي على صادرات النفط التي تشكل أكثر من 90% من عائدات البلاد. ويواجه العراق أزمة اقتصادية منذ اندلاع أزمة فيروس كورونا وانهيار أسعار النفط.
المصدر : رويترز