في مقابلة إعلامية، وعُرضت مساء الخميس الفائت، تحدث رئيس إقليم كوردستان يجيرفان بارزاني عن الأوضاع في العراق بصورة عامة، وطرح رؤيته لحل مشاكل العراق وحول مستقبل البلاد.، أكد مرة أخرى أنه ولغرض حل مشاكل العراق وتحقيق الاستقرار في البلد، يجب أن تكون للأطراف والمكونات كافة فهم ورؤية مشتركين لمستقبل العراق، وأن يعملوا على أساس الدستور ومبادئ التوافق والشراكة والعمل المشترك، وأن يعتبروا من أخطاء الماضي، وعبر عن قناعته بأن جيلاً جديداً نشأ في العراق، وأن المرحلة الانتقالية في العراق بعد مرور ثمانية عشر عاماً قد انتهت، ولم يعد العراقيون يقبلون من سياسيي البلد شعارات تخلو من مضمون، وأنه يجب العثور على حل جدي لأوضاع العراق.
ويرى متابعون أن رئيس إقليم كردستان نيجيرفان بارزاني تحدث بمستوى عالٍ من الصراحة والمسؤولية وروح التسامح والاعتراف بالأخطاء، وقدم رؤية شاملة لحل المشاكل، وهذه سمات القيادة الحقيقية التي تسعى لبناء وطن ودولة، وكان خطابه خاليا من العنصرية والتعصب، وشدد على أن الكرد هم جزء من العراق، ولم يأتي على ذكر حق تقرير المصير أو ما تعرض له الكرد من اضطهاد في حقب سابقة، لقد وضع الماضي خلفه وعينه للحاضر والمستقبل.
لقد مر إقليم كردستان بفترة ازدهار تجاري وثقافي وعمراني واسع في ظل الحكومات المتعاقبة التي ترأسها نيجيرفان البارزاني، والتي بلغت ثماني كابينات بدأها عام 2006م.
وقد حرص بارزاني على تطوير النظم الاقتصادية والاجتماعية للإقليم وتحسين معيشة المواطن الكردستاني، وعمل جاهدا على جلب الاستثمار الاجنبي الى الإقليم من خلال إصدار قانون الاستثمار الذي منح المستثمرين الاجانب امتيازات واسعة، ما دفع بعشرات الشركات الاجنبية ان تتدفق على أربيل العاصمة لبناء الجسور وتنظيم الشوارع وانشاء المراكز التجارية، كما وساهم في تطوير التجارة الداخلية والخارجية حتى وصل الحجم التجاري مع تركيا في فترة من الفترات الى 12 مليار دولار.
أما على الصعيد السياسي، فكثيرا ما يوصف برجل المهمات الصعبة، كلما وقع الإقليم في أزمة سارع الى إيجاد مخرج لها أو ساعد على تخفيف الوقع عليه، ففي ذروة أزمة الاقليم مع بغداد جراء عملية الاستفتاء عام 2017 وقيام الحكومة السابقة باستعمال قوات الجيش والحشد الشعبي لاجتياح مدينة كركوك وطرد قوات البيشمركة الكردية منها في خرق فاضح لبنود الدستور التي تحرم وتجرم استعمال الجيش في المنازعات الداخلية، وكذلك إغلاق المطارات وتطويق منافذ الاقليم وتشديد الحصار عليه، امام هذا التصعيد، شد الرحال الى فرنسا عبر الطريق البري في تركيا واجتمع برئيسها إيمانويل ماكرون الذي يصفه دائما بـ”صديقي” “يسعدني اللقاء بصديقي الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون اليوم في باريس” وكانت لتلك الصداقة سحرها النافذ في تهدئة الاوضاع بين بغداد واربيل وفتح المطارات والضغط على حكومة حيدر العبادي للحد من العقوبات الجائرة التي فرضها على الاقليم.
فعلى المستوى الكردي، يعد نيجيرفان البارزاني الشخصية الأولى في الإقليم بعد تنصيبه لرئاسة الإقليم في عام 2019، وارثًا بذلك سلطان العائلة البارزانية داخل الحزب والإقليم، وانه خير مَن يمثل تطلعات الشعب الكردي ضمن الدولة العراقية في مناخ سياسي قائم على الوحدة والتنوع والاستقرار السياسي الذي يسهم في التنمية الاقتصادية، وهذا النجاح يزيد من رصيده السياسي والاجتماعي والدولي المستمر.
كما أن بارزاني على المستوى العراقي يعد رجل الدولة، يفضل مصلحة الدولة والمواطنين على المصلحة الشخصية والحزبية، ويؤمن بتعزيز وتعميق أسس النظام الديمقراطي وتنمية المؤسسات، وهي رؤية تحسب للبارزاني الذي يثبت يوميا أن نجاحه كإداري وسياسي، لا يقتصر على الإقليم تنميةً متسارعة وإدارة ًحكيمة وسياسةً متوازنة تخضع للإرادة الشعبية، وإنما كرجل دولة ينظر إلى مصلحة الإقليم من منظار المصلحة العراقية بمجملها.
والمؤشرات تؤكد نجاح جهود رئيس الإقليم في توحيد الخطاب السياسي الكردستاني، وتطوير الحوار مع الكتل السياسية العراقية بشقيها الشيعي والسني من أجل بناء تحالف قوي متين يعتمد المصالح العليا للشعب العراقي في بناء دولة فدرالية تضمن حقوق جميع المكونات العراقية، وتشكيل كيانات وإدارات ذاتية تصان فيها حقوق الأقليات العراقية التي تعرضت للتهميش والإرهاب وخصوصا المسيحيين والإزيديين في مناطقهم التأريخية، ومنها إنجاح اتفاق سنجار بين أربيل وبغداد وسيطرة الحكومة العراقية في هذه المناطق، بالإضافة الى اتفاق عام حول المناطق الأخرى المشتركة مثل سهل نينوى وتلعفر ومناطق غربي كركوك غير المستقرة وإيجاد آلية مشتركة لتطبيع الأوضاع فيها.
كل هذا بحاجة إلى إرادة سياسية ناجعة تمثل في بناء ستراتيجية واضحة لمستقبل العراق السياسي التي يعمل من أجلها نێچيرڤان بارزاني، والزيارة الأخيرة أثبتت نجاح المفاوضات والحوار بين أربيل وبغداد التي ستشهد تطورات أخرى مشتركة بين الطرفين وتحالفات سياسية جديدة تتمخض منها ضمانات سياسية لمرحلة قادمة سوف يكون للقوى المدنية والديمقراطية العراقية دور مثالي فيها ورئيس الأقليم نێچيرڤان بارزاني سوف يكون له دور بارز في نجاح التحالفات السياسية القادمة التي ستشكل حكومة قوية قادمة من جميع المكونات العراقية التي ستحافظ على حقوق الجميع من خلال تطبيق سياسة وطنية تخدم مستقبل العراق في المنطقة والشراكة الوطنية وتطوير دور العراق في المجتمع الدولي من خلال تشكيل حكومة قوية معتدلة بعيدة عن التوافقات الطائفية المقيتة وسيكون لنێچيرڤان بارزاني دوربارز للتفاهم بين الجميع لبناء تجربة ديمقراطية رائدة بموجب مايمتلكه هذا الرجل من خبرة وعلاقات دولية ورؤية منطقية لمستقبل العراق والمنطقة.
خلاصة القول: العراق وإقليم كردستان بحاجة إلى قادة بفكر نيجرفان بارزاني وسياسته الحكيمة المتوازنة لأداء دور رئيس في نهضتهما من خلال بناء الوحدة الوطنية والتماسك الاجتماعي التي تسهم في الإعمار والبناء ، فالعراق يملك الموارد الطبيعية، والعناصر البشرية التي تحتاج لقيادة مخلصة ورجال دولة مثل نيجرفان بارزاني لتحقيق الرفاهية والعيش الكريم للمواطنين العراقيين جميعًا.
وحدة الدراسات العراقية