يبدو أن مسلسل الحرائق لا يتوقف في العراق، وفي أحدث حلقة منه اندلع حريق في مخيم آشتي للنازحين في منطقة عربت، بمحافظة السليمانية في إقليم كردستان العراق.
وعزت الجهات المسؤولة الحريق لحدوث تماس كهربائي في إحدى الخيم، وانتقال النيران بفعل الرياح لخيم مجاورة.
ونجم عن الحادثة وفاة طفل يبلغ من العمر 8 سنوات، حرقا، مع تسجيل عدد من الإصابات وحالات الاختناق.
وبحسب مديرية الدفاع المدني في محافظة السليمانية، فقد احترقت 6 خيام، فيما تحدثت وزارة الهجرة والمهجرين العراقية عن حرق 7 خيام.
ويقيم في المخيم أكثر من 3 آلاف عائلة، أغلبها من نازحي محافظتي صلاح الدين ونينوى، ويبلغ عدد الخيام فيه وفق وزارة الهجرة والمهجرين 1400 خيمة.
وأظهرت الفيديوهات والصور المتداولة من موقع الحريق ضخامته، وحجم الارتباك والهلع الذي ألمّ بسكان المخيم، وسط العويل وصرخات الاستغاثة.
وكان حريق ضخم قد شب في مخيم شاريا للنازحين الإيزيديين في محافظة دهوك، في بداية شهر يونيو الماضي، والذي نجم عنه احتراق نحو 400 خيمة.
وتعليقا على تكرار حوادث احتراق مخيمات النزوح واللجوء في العراق، قال عضو في لجنة العمل والشؤون الاجتماعية والهجرة والمهجرين في البرلمان العراقي، رفض الكشف عن هويته، في حوار مع موقع “سكاي نيوز عربية”: “مع الأسف الكل يتاجر بمعاناة النازحين العراقيين ويعمل على إطالة أمدها وعدم حلها، لاعتبارات سياسية ونفعية، ولتحويل مأساتهم لورقة انتخابية تارة وورقة مساومة تارة أخرى”.
وأضاف: “لهذا لا حل قريب لهذه المشكلة الوطنية والإنسانية الكبرى، ومن يدفع الضريبة هم هؤلاء المواطنون، الذين يسكنون في مخيمات بائسة في ظل ظروف غير إنسانية، فهم نازحون في وطنهم وهنا الطامة الكبرى”.
أما مشعل محمد، والذي يسكن أقارب له في المخيمات، فيقول في حديث مع موقع “سكاي نيوز عربية”: “مئات آلاف الناس يعيشون في مخيمات ذل وعار، ويتعرضون لشتى صنوف الإهمال والإهانة والحطّ من كراماتهم، دون أن يرف جفن للحكومة ولأحزابها السياسية، فما يحدث داخل هذه المخيمات، وما يحكيه لنا المقيمون فيها من قصص العذاب والألم التي يعايشونها يوميا، يعجز اللسان عن وصفها”.
وتابع قائلا: “في بلد نفطي وزراعي كبلدنا، من العار أن يعيش عراقيون داخل بلادهم في مخيمات النزوح، وتكتفي السلطات بحلول ترقيعية لهذه القضية المزمنة، فعلى مدى سنوات وهؤلاء الناس يعيشون في ظروف استثنائية رهيبة، وأولادهم يكبرون ويترعرعون في ظل الحرمان والقهر والفاقة، وفوق هذا كله ها هم يموتون حرقا واختناقا”.
ويوجد في إقليم كردستان العراق، وفق وزارة الهجرة والمهجرين العراقية 27 مخيما، تضم زهاء ثلاثة أرباع مليون نازح عراقي من مختلف المحافظات العراقية ككركوك والأنبار وديالى وصلاح الدين ونينوى، وغالبيتهم كانوا قد نزحوا لإقليم كردستان، بعد سيطرة تنظيم داعش الإرهابي، في العام 2014 على مناطق عراقية واسعة.
الشرق الاوسط / سكاي نيوز