نفى المتحدث باسم المكتب السياسي لحركة طالبان محمد نعيم أن تكون الحركة قد اشترطت إقالة الرئيس أشرف غني لوقف إطلاق النار، في حين نفت وزارة الدفاع الأفغانية سيطرة الحركة على 90% من حدود أفغانستان مع دول الجوار.
وقال نعيم خلال مداخلة مع قناة الجزيرة في نشرة سابقة إن بعض وسائل الإعلام فسرت تصريحات المتحدث باسم الحركة محمد سهيل شاهين بشكل غير صحيح.
ونسبت وسائل إعلام إلى شاهين قوله إن السلام في أفغانستان لن يتحقق قبل إقالة الرئيس أشرف غني وتشكيل حكومة جديدة تحظى بقبول جميع الأفغان، غير أن نعيم قال إن تصريحات شاهين فهمت بشكل غير صحيح.
وأضاف سهيل شاهين أن طالبان لم تهدد الصحفيين، وخاصة الذين يعملون في وسائل الإعلام الغربية، وقال إن سيطرة الحركة على عدة مناطق في البلاد تمت عن طريق المفاوضات مع المواطنين الأفغان وليس عبر القتال، مشيرا إلى أن الحركة لا تسعى إلى حرب أهلية.
وفي وقت سابق اليوم الجمعة قال نعيم في سلسلة تغريدات على موقع التواصل الاجتماعي تويتر إن عبد السلام حنفي نائب رئيس المكتب السياسي للحركة شارك في اجتماع عبر الإنترنت مع ممثلي الدول الأوروبية والولايات المتحدة وبعثة الأمم المتحدة وقطر.
وأضاف أن حنفي أكد أن سياسة الحركة تجاه السلام لم تتغير رغم موقفها القوي على الأرض، وأنها تفضل حل القضية بالحوار، وأن الحركة لن تسمح لأي جماعات باستخدام أراضي أفغانستان ضد أمن الدول الأخرى.
ودعا حنفي المجتمع الدولي للقيام بدور نشط في إعادة إعمار أفغانستان، وأكد أن سيطرة طالبان على نحو 200 مديرية في الشهرين الماضيين هي دليل على الدعم الشعبي للحركة، مشيرا إلى أنها ستلتزم بحقوق الإنسان والمرأة والتعليم والتفاعل مع العالم على ضوء الشريعة الإسلامية والمصالح الوطنية.
من جهة أخرى، قالت وزارة الدفاع الأفغانية إن تصريحات حركة طالبان و”ادعاءها السيطرة على 90% من حدود البلاد مع الدول المجاورة عارية عن الصحة تماما”.
وأضافت الوزارة أن القوات الحكومية تفرض سيطرتها على الحدود، وأن ما أعلنته حركة طالبان في هذا الشأن “كذب محض”.
وقال فؤاد أمان نائب المتحدث باسم وزارة الدفاع لوكالة الصحافة الفرنسية “إنها دعاية لا أساس لها”.
وكانت طالبان أعلنت في وقت سابق أمس الخميس استيلاءها على أكثر من معبر حدودي وعلى مساحات شاسعة من الأراضي الحدودية طوال الأسابيع الماضية.
وقال المتحدث باسم الحركة ذبيح الله مجاهد في تصريح لوكالة سبوتنيك (Sputnik) الروسية إن حركته باتت تسيطر على 90% من الحدود الأفغانية مع دول الجوار.
وأكد مجاهد أن مقاتلي الحركة يسيطرون على كامل الحدود الأفغانية الطاجيكية.
بدورها، نسبت وكالة “ريا نوفوستي” الحكومية إلى ذبيح الله مجاهد تصريحه بأن الحدود الأفغانية مع طاجيكستان وأوزبكستان وتركمانستان وإيران تحت سيطرة الحركة.
كما نقلت سبوتنيك عن مجاهد قوله إن الحركة طلبت من تركيا سحب قواتها من أفغانستان، مؤكدا استعدادها للتفاوض مع تركيا بشأن سحب قواتها في الدوحة أو في أي مكان آخر.
وأضاف ذبيح الله مجاهد أن الحركة لا تريد أن تكون في حالة عداء مع تركيا التي وصفها بالبلد الإسلامي الشقيق.
وقال “لقد سبق أن رفضنا موقف تركيا، وأشرنا إلى أن بعد رحيل الولايات المتحدة من أفغانستان لن نسمح لقوات أجنبية بالبقاء في البلد لأي سبب كان”.
اجتماع في الدوحة
في غضون ذلك، أكد مصدر حكومي أفغاني للجزيرة أن وفدي المفاوضات الأفغانية اجتمعا في الدوحة، وأكدا استمرار المفاوضات وتسريع وتيرتها.
وقال المصدر إن الاجتماع القادم لوفدي المفاوضات الأفغانية في الدوحة سيعقد خلال أيام، وسيناقش وقف إطلاق النار.
وتقود طالبان هجوما شاملا ضد القوات الأفغانية منذ مايو/أيار الماضي، في الوقت الذي بدأت القوات الدولية الانسحاب النهائي من البلاد والمقرر أن ينتهي في نهاية أغسطس/آب المقبل.
وأمس الخميس دعت الولايات المتحدة حركة طالبان والحكومة الأفغانية إلى “إنهاء العنف فورا، والموافقة على وقف إطلاق نار دائم وشامل”.
وقالت السفارة الأميركية في أفغانستان في بيان “ندعو حركة طالبان وجميع الأطراف إلى إنهاء العنف على الفور، والموافقة على وقف دائم وشامل لإطلاق النار”، حسب ما نقلت قناة “طلوع نيوز” الأفغانية.
كما دعا البيان الأطراف الأفغانية إلى “المشاركة بشكل كامل في مفاوضات السلام، لإنهاء معاناة الشعب الأفغاني، وتمهيد الطريق لتسوية سياسية شاملة تعود بالنفع على جميع الأفغان، وتضمن ألا تصبح البلاد مرة أخرى ملاذا آمنا للإرهابيين”.
ويأتي بيان السفارة عقب دعوة البعثات الدبلوماسية الدولية في أفغانستان في بيان مشترك الاثنين الماضي حركة طالبان لوقف “هجماتها العسكرية المستمرة”، محذرة من أنها “تحبط الجهود المبذولة للتوصل إلى حل تفاوضي للصراع وتضر بالمدنيين وتشردهم”.
وصدر البيان عن بعثات أستراليا وكندا والتشيك والدانمارك والوفد الأوروبي وفنلندا وألمانيا وإيطاليا واليابان وكوريا والمملكة المتحدة والولايات المتحدة.
المصدر : الجزيرة + وكالات