شبوة (اليمن) – تطرح استعادة الجيش اليمني السيطرة على مدينة شبوة التساؤلات بشأن الخطوة القادمة وما إذا كانت ستكون باتجاه تحرير مدينتي البيضاء ومأرب؟ في حين يقول مراقبون إن الأولوية يجب أن تكون لحضرموت والمهرة.
وبينما تلمّح بعض التصريحات الإعلامية من قبل مسؤولين في الشرعية إلى أن المرحلة التالية ستكون التقدم نحو محافظة البيضاء الاستراتيجية بعد الانتهاء من تأمين مديريات شبوة وربما تحرير مديرية حريب الهامة بين شبوة ومأرب، يستبعد مراقبون وإعلاميون جنوبيون -وخصوصا من المحسوبين على المجلس الانتقالي الجنوبي- أن تتجه قوات العمالقة نحو مناطق أخرى في شمال اليمن ولاسيما في الأيام القادمة.
ويؤكد المراقبون أن المشاركة في تحرير محافظة البيضاء على سبيل المثال -والتي تربطها حدود بأربع محافظات شمالية وأخرى جنوبية- تتطلب إجراء إصلاحات إدارية وعسكرية في المحافظة، من بينها تعيين إدارة محلية فاعلة وتشكيل قوات عسكرية وأمنية حقيقية على الأرض بدلا من القوات الحالية التي يشير المراقبون إلى أنها مجرد أسماء وهمية على قوائم محور البيضاء في الجيش الوطني.
ألوية العمالقة ستنخرط بعد الانتهاء من تأمين شبوة في عملية واسعة يعد لها التحالف العربي في محافظة الحديدة
ويرى هؤلاء المراقبون أنه عند الحديث عن مرحلة ما بعد شبوة تبرز في أجندات الصراع اليمني وضرورات إعادة بناء المشهد بما يخدم أجندة مواجهة المشروع الإيراني، خيارات تأمين المحافظات المحررة في جنوب اليمن من الاختراق الحوثي والإخواني على حد السواء قبل الانطلاق نحو مرحلة ثانية لمواجهة الميليشيات الحوثية في المحافظات الشمالية مثل مأرب والبيضاء والجوف.
وكشفت “العرب” في أوقات سابقة -نقلا عن مصادر سياسية يمنية مطلعة- عن استراتيجية جديدة مدعومة من التحالف لإعادة نشر القوات العسكرية بما يخدم خطة مواجهة الحوثيين المدعومين من إيران، وذلك من خلال سحب القوات المتكدسة في محافظات حضرموت والمهرة وأبين والدفع بها نحو خطوط المواجهات مع الحوثيين في مأرب والبيضاء والجوف.
وترجح مصادر مطلعة أن تنخرط ألوية العمالقة الجنوبية بعد الانتهاء من مهمة تأمين شبوة في عملية واسعة يعد لها التحالف العربي في محافظة الحديدة وخصوصا بعد كشف التحالف عن تحويل الحوثيين موانئ الحديدة والصليف ورأس عيسى إلى منصات لتنفيذ العمليات في ممر الملاحة الدولي في البحر الأحمر، وهو ما يشكل انتهاكا سافرا -بحسب التحالف- لاتفاق السويد الموقع بين الحكومة اليمنية والحوثيين أواخر عام 2018.
وأفاد مصدر عسكري يمني الأحد أن الجيش استعاد مديرية عين، آخر معاقل الحوثيين في محافظة شبوة النفطية جنوب شرقي البلاد.
وقال المصدر مفضلا عدم ذكر هويته كونه غير مخول بالتصريح للإعلام إن “قوات الجيش استطاعت اقتحام مركز مديرية عين في محافظة شبوة، وتمكنت من السيطرة عليها”. وأضاف أن “قوات الجيش واصلت تطهير بعض الجيوب (بقع جغرافية صغيرة) التي لا يزال يتحصن فيها الحوثيون بالمديرية”، موضحًا أنه “بتحرير مديرية عين تكون قوات الجيش قد سيطرت على آخر معاقل الحوثيين في المحافظة النفطية”.
ومطلع يناير الجاري أطلقت قوات الجيش عملية عسكرية لتحرير مديريات عسيلان وبيحان وعين التي سيطر عليها الحوثيون في سبتمبر الماضي. واستطاعت القوات الحكومية خلال الأيام الماضية السيطرة على عسيلان وبيحان، قبل أن تحرر مديرية عين الأحد.
وبذلك تكون كامل مديريات شبوة الـ17 تحت سيطرة قوات الجيش، فيما انسحب الحوثيون إلى محافظتي مأرب والبيضاء المجاورتين. وعقب السيطرة على المدينة قام مسلحوا جماعة الحوثي بتفجير عقبة القنذع لمنع تقدم قوات الجيش والعمالقة من محافظة شبوة باتجاه محافظة البيضاء. وتعكس هذه العملية حجم مخاوف الحوثيين من انتقال الصراع إلى مدينة البيضاء التي يقول مراقبون إنهم لا يمتلكون فيها أيّ شعبية.
العرب