تحت عنوان: “إسرائيل تريد دعما أقوى من واشنطن ضد إيران”، توقفت صحيفة “لوفيغارو” الفرنسية عند الجولة الشرق أوسطية للرئيس الأمريكي جو بايدن والتي يتوقع منها الإسرائيليون تلقي دعم أكبر من حليفتهم ضمن تعزيز التعاون بينهما لمواجهة إيران.
وقالت الصحيفة: “من المؤكد أنها أول زيارة لبايدن كرئيس للولايات المتحدة، لكن سبقتها عشرات الزيارات التي قادها إلى إسرائيل طوال حياته السياسية الطويلة جدا، الرئيس السابق للجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشيوخ، يحظى بعلاقة خاصة إسرائيلية- أمريكية منذ خمسين عاما”.
وبالتالي فإن ارتباطه مع الدولة العبرية ثابت، ففي عام 2017 صرح بأنه صهيوني حتى وإن لم يكن يهوديا، كما أنه يعرف جيدا مخاطر المنطقة التي تجبره على أن يكون حذرا. انطلاقا من كل هذا، يتوقع الإسرائيليون من الرئيس جو بايدن تعزيز التعاون بين البلدين في مواجهة إيران. رئيس الوزراء الإسرائيلي يائير لبيد، دعا إلى تصعيد العقوبات على طهران، في وقت وصلت مباحثات التوصل إلى اتفاق نووي مع إيران إلى طريق مسدود.
وتتابع الصحيفة القول إن التقدم التقني الإيراني في مسألة تخصيب اليورانيوم، يغذي النزعة الإسرائيلية الهجومية، من خلال شن عمليات سرية داخل إيران، كما ترفع قدراتها الدفاعية بأنظمة مضادة للصواريخ، ولا سيما من خلال إنشاء درع الليزر. كما أن الرد على التهديد الإيراني يشمل أيضا تطوير التحالف العسكري الناشئ بين دول الخليج وإسرائيل.
هذا التحالف هو أحد الامتدادات المهمة لاتفاقيات أبراهام الموقعة عام 2020، والتي تعمل على تغيير الصفقة الاستراتيجية في الشرق الأوسط. وتهدف إلى إنشاء شبكة دفاع جوي متكاملة ومتصلة تسمح لإسرائيل بنقل خبرتها إلى حلفائها العرب الذين يتمتعون بموارد مالية ضخمة. ويضم التحالف إسرائيل والإمارات ومصر والأردن والبحرين وربما المملكة العربية السعودية وقطر.
أما دور واشنطن في القضية فهو لعب ورقة التنسيق، كما تمت الإشارة إلى ذلك لأول مرة في مارس/ آذار 2022، خلال قمة النقب التي جمعت وزراء خارجية إسرائيل وحلفائها العرب، كما أن التحالف يمكن أن يتوسع إذا تمكنت واشنطن، بتشجيع من المسؤولين الإسرائيليين، من إقناع المملكة العربية السعودية بالانضمام للتحالف.
نجاح التحالف في شكله المذكور سابقا، يعتبر حسب ”لوفيغارو” خطوة مهمة في التقارب السعودي الإسرائيلي، واختراقاً، بحسب وزير الدفاع الإسرائيلي بيني غانتس.
من جهة أخرى، نجد أن القضية الفلسطينية مدرجة أيضا في برنامج جولة جو بايدن الشرق أوسطية، حتى لو كانت ثانوية في جدول المخاوف الإسرائيلية الأمريكية، وبالتالي فإن استئناف الحوار لكسر الجمود في الصراع الإسرائيلي الفلسطيني ليس على جدول أعمال بايدن، وما سيقترحه لن يكون سوى إجراءات تجميلية.
تسعى الإدارة الأمريكية إلى تعزيز السلطة الفلسطينية من خلال تقديم دعم اقتصادي، باعتبار أن اتفاقيات أبراهام انعكست عليها سلبا، وانهارت مصداقيتها داخل الضفة الغربية. بالإضافة إلى ذلك، فإن السياق الانتخابي الإسرائيلي لا يشجع بايدن على تقديم تنازلات كبيرة للجانب الفلسطيني من يائير لبيد الذي هو أكثر انسجاما مع جو بايدن من منافسه المستقبلي في الانتخابات التشريعية المقبلة بنيامين نتنياهو.
رئيس الوزراء الإسرائيلي لبيد، يعتزم ترسيخ مكانته الدولية كرجل دولة ولكن يمكن أن ينجر إلى خلافات محلية غير مواتية إذا قدم تنازلات كبيرة في مواجهة الضغط الأمريكي.
القدس العربي